عادل: مراكز التسوق التقليدية تغلق أبوابها فى جميع دول العالم
غنيم: الاقتصاد الرقمى يسود العالم .. وتطوير «التقليدية» ضرورة للاستمرار
فريد: الدلتا والصعيد فى حاجة كبيرة لمراكز التسوق لتلبية احتياجات السكان
حذر المشاركون فى القمة الأولى لتجارة التجزئة التى نظمتها شركة «فرنشايز جيت» أمس من طوفان التجارة اﻹلكترونية وتأثيره على قطاع تجارة التجزئة بالسوق المحلى، خاصة فى ظل إغلاق العديد من المولات ومراكز التسوق حول العالم بعد اتجاه المستهلكين إلى الشراء عبر الإنترنت.
تبلغ قيمة تجارة التجزئة حول العالم نحو 26.3 تريليون دولار سنويًا، تُمثل %33 من الاقتصاد العالمى، %12 منها يحتلها القطاع الإلكترونى بواقع 4 تريليونات دولار، وما زالت تنمو.
قال أيمن سامى، رئيس مكتب مصر لشركة «JLL»، إن نشاط تجارة التجزئة له علاقة وثيقة بالشركات المتخصصة فى تنفيذ الدراسات السوقية، وشركات التأجير، وإدارة المشروعات، ومنها شركة «جيه إل إل»، والتى تتواجد فى مصر منذ العام 2010.
أوضح أن مساحات تجارة التجزئة فى مصر تبلغ نحو 1.7 مليون متر مربع، بعحز 500 ألف متر، ومن المتوقع أن تصل فى العام 2020 إلى 3.4 مليون متر مربع بعجز مليون متر.
أضاف: «الطبيعى أن كل 1000 مواطن يحتاجون 1200 متر مساحات فى تجارة التجزئة لتغطية احتياجاتهم، كما هو الحال فى الولايات المتحدة، فى حين أن مصر توفر 150 متراً فقط لهذا العدد، وفى دبى 550 متراً».
أضاف أن المستقبل يتجه نحو الخبرة الأكبر، والتخطيط يحتاج للتعرف على التحديات أولًا، ومن ثم بناء الخطط الواقعية والقابلة للتنفيذ.
أضاف عبدالوهاب غنيم، نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى، إن التجارة الإلكترونية ستأخذ الجزء الأكبر من قطاع تجارة التجزئة، ويجب على الأخيرة تطوير نفسها خلال الفترة المقبلة فالوضع ما زال يسمح بذلك.
أوضح غنيم، أن بعض شرائح القطاع شارفت على الاختفاء من السوق، كما أن بناء المراكز التجارية أصبحت فى انحدار فى العالم، وإن كانت مازالت تنمو فى مصر.تابع: «الاقتصاد الرقمى عمومًا يسود العالم شئنا أم أبينا، وعلى تجار التجزئة البحث عن حلول حقيقية لهذا التحدى، حيث إن %60 من الوظائف التقليدية فى العالم معرضة للانقراض، ومنها تجار التجزئة الصغيرة».
أوضح غنيم، أن التعداد السُكانى العالمى يبلغ 7.5 مليار نسمة %55 منهم فى المدن، وخطوط الإنترنت 4.1 مليار خط، ومستخدمى السوشيال ميديا يبلغون 3.5 مليار نسمة، الأمر الذى يؤكد عن البيع والشراء عبر الإنترنت سيكون فى نمو مستمر حيث يستخدم أكثر من نصف العالم التكنولوجيا بصورة مستمرة.
أشار إلى قرب اندثار ثقافة بناء المراكز التجارية، وأصبح التطوير أمرًا واجبًا، فى مقدمتها التشريعات، حيث موقع الشراء العالمى «أمازون» من التجارة الإلكترونية فى مصر نجد أن طلبات المستهلكين تأتى خلال 3 أيام فقط لكن يؤخرها تشريعات الجمارك لمدد أطول.
أضاف أيمن اسماعيل، الشريك المؤسس والرئيس والعضو المنتدب لمجموعة دار المعمار «ماونتن فيو»، إن مصر تستغل %7 فقط من مساحتها الجغرافية، والسوق فى حاجة لمليون شقة سنويًا.
توقع استمرار ارتفاع أسعار العقارات مدفوعة بارتفاع الطلب، ورغم الزيادات فالأسعار فى مصر ما زالت من أقل المستويات عالميًا، فالسعر الذى يشترى 900 متر مثلًا فى مصر لا يشترى أكثر من 100 متر فى دبى، و40 متراً فى العاصمة الفرنسية «باريس».
أشار إلى أهمية دمج تجارة التجزئة التقليدية مع الإلكترونية خلال الفترة المقبلة، قائلًا: «غير ذلك سيتجه من يبنون المولات التجارية إلى بناء مخازن للمتجارين على الإنترنت».
أوضح أن القيم الإيجارية فى العالم تنخفض بعكس القاهرة، والتى ترتفع مع مرور الوقت، لكن التعويم فى 2016 خفض قيمة السوق %50 تقريبًا، لكنه بعد عام ونصف العام استعاد سوق العقارات مكانته مرة أخرى.
قال أشرف فريد، رئيس تطوير الأعمال فى شركة مراكز، إن خلق مراكز تجارية فى المناطق التى تحتاج لذلك خطوة جيدة نحو تنمية اقتصاد السوق وتلبية احتياجات المستهلكين.
أوضح أن مصر ما زال يوجد بها العديد من المناطق مثل المنصورة وطنطا، ومناطق الصعيد التى تحتاج لتنمية هذا القطاع فيها، بهدف توفير نفقات الانتقال على المواطنين من محافظة لأخرى لتلبية احتياجاتهم.
نوه عن ارتفاع التعداد السكانى فى منطقة الدلتا ليبلغ نحو 42 مليون نسمة، لكنها لا يوجد بها مراكز تجارية تلبى احتياجات المستهلكين، ما يضطرهم للسفر إلى المحافظات الكبري.
أضاف أن الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة وعمل مراكز تجارية فيها خطوة جيدة، لكن إنشاء هذا النوع من التجارة يحتاج لتخطيط قوى، بشرط أن يتم وفقًا للاحتياجات.
أوضح أن تنمية المدن تحتاج لقيمة تجارية من خلال بناء مراكز التجارة المختلفة، ومدن الدلتا والصعيد ما زالت فى حاجة ماسة لإقامة هذا النوع من الأعمال، ولا يوجد من يلبيها.
نوه عن توجه أغلب الناس فى إنشاء المراكز داخل وبجوار مُحافظتى القاهرة والإسكندرية، رغم شدة احتياجات المحافظات الأخرى لمزيد من التنظيم والتخطيط.
اعتبر شريف الدمنهورى، مُدير المبيعات فى شركة بيبسيكو، أن المشاركة فى تجارة التجزئة الإلكترونية فى مصر ما زالت ضعيفة، والشركة تستخدم أساليب مُعينة مع من يتغير سلوكه من المستهلكين.
قال نهاد عادل، رئيس شركة «بى تو بى»، إن العالم يتغير فى قطاع تجارة التجزئة بالكامل فى الفترة الحالية، والمراكز التجارية بالشكل التقليدى سيتم غلقها قريبًا.
أوضح أن المراكز التجارية فى منطقة الخليج أصبحت تُغلق أبوابها فى الفترة الحالية، ومن يرغب فى الاستمرار عليه أن يتقدم فى أعمالة، وأن يوفر خدمات أفضل للجمهور.
ذكر أن الفرصة ما زالت كبيرة أمام السوق مصر لإحداث تنمية حقيقية فى قطاع «التجزئة»، خاصة أن السوق يعمل بنظام «كاش بيزنس» بعكس الدول المتقدمة.
قال نورمان سيسكوت، المؤسس والعضو المنتدب لشركة ديسيتا الدولية لاستشارات الأغذية وتجارة التجزئة، إن الشركة عادة عندما تتلقى العملاء تجد أنها تطلب أفضل المفاهيم للقدرة على التسويق.
أضاف أن تجارة التجزئة لا تموت، لكنها تتغير، وذلك من خلال تعاقب الأجيال، والجديدة منها أصبحت تعتمد بنسبة ما على التجارة الإلكترونية، لذا يجب على مقدمى الخدمات أن يعرفون ماهية احتياجات العملاء الحقيقية.