يستعد المجلس التصديرى لمواد البناء والصناعات المعدنية والحراريات؛ لجنى المكاسب من استقرار الوضع الأمنى فى ليبيا وإعادة الإعمار هناك، خاصة أن السوق الليبية تعد واحدة من أكبر الدول المستوردة لمواد البناء من مصر.
احتلت ليبيا الترتيب السادس فى قائمة أكبر الدول المستوردة لمواد البناء من مصر خلال 2020، بنحو 160 مليون دولار مقابل 248 مليون دولار، منها صادرات بنحو 38.9 مليون دولار لمنتج السيراميك فقط.
وتوقع الدكتور وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء، ارتفاع حجم صادرات المجلس إلى ليبيا خلال الفترة المقبلة تزامنا مع استقرار الأوضاع السياسية فى ليبيا وإعادة الإعمار.
أضاف لـ «البورصة»، أنه رغم تراجع صادرات القطاع إلى ليبيا خلال العام الماضى، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعا فى حجم الصادرات إليها، ومن المتوقع أن يساهم هذا الطلب فى رفع إجمالى صادرات المجلس بعد انتهاء تفشى فيروس كورونا.
وارتفع حجم التصدير من مواد البناء إلى ليبيا خلال الشهرين الأول والثانى من العام الحالى بنسبة نمو %7، إذ تم تسجيل 33 مليون دولار مقارنة بنحو 31 مليون دولار خلال نفس الشهرين من العام الماضى.
وشدد جمال الدين، على أهمية خفض أسعار الطاقة وسعر الغاز الطبيعى والكهرباء للمصانع على وجه التحديد لخفض تكلفة المنتج ورفع قدرته التنافسية لغزو هذه السوق والاستفادة من قوة الطلب المتوقعة خلال الفترة المقبلة.
وقال عماد عفيفى، مدير التصدير بشركة سيراميكا جرانيتو، إن حجم الطلب على منتجات الشركة من السيراميك ارتفع فى السوق الليبية بنسبة تتراوح بين 20 و%30 خلال الربع الأول من العام الحالى مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضى، وبذلك يعود لمعدلاته الطبيعية التى كان عليها.
وتوقع حدوث طفرة فى صادرات السيراميك إلى ليبيا خلال العام الحالى مع إعادة الإعمار واستقرار الأوضاع، خصوصا أن ليبيا تعد أكبر سوق مستقبلة للسيراميك المصرى.
كشف عفيفى، أن الشركة تدرس التوسع وتخصيص 150 مليون جنيه لإضافة خطوط إنتاج جديدة لزيادة طاقاتها الإنتاجية بنسبة %20؛ للاستفادة من قوة الطلب فى السوق الليبية لتصل بها إلى 60 ألف متر يوميا مقابل 45 ألف متر يوميا حاليا.
واحتلت ليبيا الصدارة كأكبر الدول المستوردة للسيراميك من مصر فى 2020 بنحو 39 مليون دولار، مقابل 66.8 مليون دولار خلال 2019، وفقا للتقرير السنوى للمجلس التصديرى لمواد البناء.
وقال فاروق مصطفى، عضو شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات المصرية، إن إعادة إعمار ليبيا سيحل جزءا كبيرا من أزمة ركود الأسمنت بالسوق المصرى، وسينعش السوق ويجلب سيولة، ولكنها فرصة قد يفوز بها منافسو المنتج المصرى، نظرا لتفوقهم فى المقارنة السعرية.
أضاف أن سعر الأسمنت السعودى والتركى أرخص من المصرى بما لا يقل عن 8 دولارات فى الطن، بسبب وجود دعم صادرات قوى فى تركيا، وانخفاض أسعار الغاز الطبيعى فى السعودية المؤثر الأساسى فى تحديد السعر.
وتابع: «مازلنا نطالب بتخفيض أسعار الغاز الطبيعى الموجه للصناعات المعتمدة عليه بشكل أساسى، كون السعر المحلى مرتفع بالنسبة للدول المنافسة».
وقال كمال الدسوقى عضو مجلس إدارة غرفة صناعات مواد البناء، إن السوق الليبى أحد الأسواق المهمة والأساسية للمنتج المصرى، سواء فيما يخص صادرات مواد البناء عامة أو مواد العزل خاصة، وإعادة إعمار ليبيا ستكون فرصة لزيادة الإنتاج والصادرات.
وأشار إلى أن وجود علاقات تجارية بينية قائمة بالفعل سيجعل هناك فرصة قوية للمنتج المصرى.
ورغم اضطراب الأوضاع السياسية طيلة السنوات المصرية، إلا أن ذلك لم يؤثر على حصة المنتج المصرى بالسوق الليبى.