في إطار تنفيذ محور التعاون الدولي لإستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتوجه نحو الأسواق الإفريقية وزيادة التعاون مع حكوماتها من خلال تكامل الرؤى والمصالح التي تخدم مستقبل دول القارة السمراء وقع الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدكتور روهاكانا رواجاندا وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاوغندي اتفاقية إطارية بين مصر وأوغندا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تأتى هذه الاتفاقية إنطلاقاً من حرص البلدين على دعم الشراكات والمشاريع التجارية فيما بينهما، وتشجيع مجالات البحث والتطوير في مجالات تطوير البنية التحتية، وبناء القدرات التكنولوجية، وتوثيق التراث، وغيرها من المجالات المختلفة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المتعلقة بها.
يمتد العمل بها لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد وذلك للتأكيد على رغبة البلدين في إنشاء وتشجيع الاستثمار المتبادل، والتعاون في توسيع وتطوير الأسواق في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وفي كلمته خلال مراسم التوقيع صرح الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأن مصر حريصة على بناء علاقات متينة وقوية مع أشقائها من الدول الافريقية من خلال فتح المزيد من قنوات الاتصال، والبحث عن الأهداف التوافقية، وأطر العمل التنظيمية التي تجمع كافة الأطراف على المصلحة المشتركة التي تصب في صالح جميع دول القارة؛
وفي مجال بناء القدرات من خلال برامج تكنولوجيا المعلومات: فقد بدأ تفعيل التعاون الجاد مع الجانب الأوغندي في هذا المجال حيث يقوم معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتقديم الدعم الفني لنحو3 ألاف من الشباب (يتم اختيارهم من قبل الجانب الأوغندي وفقا لمعايير معهد تكنولوجيا المعلومات المصري) على صناعة التعهيد وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات عبر الحدود، وذلك بناء على طلب رئيس الجمهورية الاوغندي الذي أبداه في لقاءه مع وفد وزارة الاتصالات خلال زيارته الأخيرة لأوغند؛ ويتم تنفيذ هذه البرامج في أوغندا بالتعاون وجامعة ميركرير (Merkerere)الأوغندية بعد التعرف على التجربة المصرية الناجحة في هذا المجال.
كما اتفق الجانبان على نقل الخبرة المصرية والمعرفة لموظفي جامعة ماكيريري في أوغندا من أجل تمكينهم من تدريب الطلاب والخريجين في مختلف التخصصات التكنولوجية للعمل في مجال التعهيد. وكذلك القيام بتدريب العاملين في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات من قبل المدربين المصريين، مع العمل على دمج محتوى هذه البرامج في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات في أوغندا.
وفي مجال توثيق التراث الحضاري لأوغندا: اتفق الجانبان على أن يشمل التعاون فيما بينهما على توفير التدريب اللازم على استخدام تكنولوجيا المعلومات في توثيق التراث؛ وتبادل أفضل الممارسات من أجل تطوير بوابة الكترونية يتاح من خلالها التعرف على التراث الأوغندي بعدة لغات هي: العربية والانجليزية والفرنسية وأية لغة أخرى دولية أخرى يتم الاتفاق عليها وذلك بمناسبة اليوبيل الذهبي لدولة أوغندا خلال شهر أكتوبر من عام 2012، ويشارك المركز المصري لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي مع الأطراف المعنية في اختيار مجموعة من المواقع الطبيعية ونماذج للتراث الثقافي الاوغندي لتتدمج في محتوى مشروع رقمنة المعالم الحضارية الاوغندية.
كما اتفق الجانبان على ضرورة دعم مركز الوطني للاستجابة لطوارئ الاتصالات الاوغندي من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية المتميزة في هذا المجال، لسرعة الكشف ومنع حوادث الفضاء الالكتروني، والكشف والوقاية والرد على التهديدات على الانترنت.
كما طالب الجانب الاوغندي التعاون والتنسيق مع الجانب المصري في تنفيذ نظام المعلومات لمشروع التكنولوجي بارك الاوغندي، والذي يهدف إلى خلق بيئة مواتية لتشجيع فرص الإبداع والابتكار وتطوير الأعمال هناك؛ وسيتم التعاون من خلال توفير الدعم التقني والخبرات المصرية اللازمة والمتميزة في هذا المجال.
الجدير بالذكر انه في أكتوبر 2011 أطلقت الحكومة المصرية أكبر مشروع مصري- إفريقي للتنمية البشرية وتدريب القدرات والمهارات ورفع كفاءة الكوادر الإفريقية المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتشمل المرحلة الأولى لهذا المشروع ومدتها شهرين مشاركة وفود من دول حوض النيل لحضور دورات تدريبية في المعهد القومي للاتصالات، ومعهد تكنولوجيا المعلومات، حيث يتم التدريب على 50- 60 برنامجا متخصصا تم اختيارها وتحديدها بمعرفة الدول الإفريقية نفسها. ويستهدف المشروع تدريب نحو 3 ألاف متخصص على مدار عام كامل.