بقلم حسين عبد ربه
لا تتردد اليوم واذهب إلى لجنتك الانتخابية.. بطاقتك فى جيبك.. ابنك فى إيدك.. جمّع العيلة والشلة.. وهيا إلى الانتخابات.. اجعل من هذا اليوم رحلة إلى واحة الديمقراطية.. اخرج لتستقبل بصوتك عودة الوطن لأحضان أبنائه.. لا تتعلل بحرارة الجو أو الطوابير الطويلة أمام لجان الانتخابات.. قف وخذ مكانك فى الطابور وقاتل من أجل أن تدلى بصوتك.. فغيرك ضحى بحياته ليصنع لك هذا الطابور الذى لم تشهده فى حياتك.. لا تشبه الطابور الانتخابى بطابور العيش أو الأنابيب.. فوقوفك اليوم فى طابور الانتخابات سيمنع عنك طوابير الخبز والبوتاجاز إذا ما اجتهدنا فى الاختيار الصح.
وتذكر أن صوتك له قيمة اليوم تختار به رئيساً جديداً وغداً نختار آخر لا تجامل أحداً فى اختيارك.. فأنت بصوتك تبنى وطناً جديداً.. فكن صادقاً فى اختيارك لتضمن مستقبل أفضل.. تذكر وابنك فى يدك ذاهب معك إلى لجنة الانتخابات.. ماذا ستقول له عن هذا المشهد؟.. احكى له لماذا أنت ذاهب ومن صنع هذا التاريخ ومن دفع ثمنه.. وما قيمة أن تبنى وطنك بصوتك.. ماذا يعنى أن يشهد ابنك هذه اللحظة التاريخية الفارقة كيف سيكون مستقبله وهو قد نشأ فى طابور انتخابات حقيقية.. بالطبع سيكون حاله أفضل مما كنا فيه.
علموا أولادكم الديمقراطية.. فمثلما تصبحهم معك إلى المسجد ..إلى الكنيسة خذهم معك إلى لجنة الانتخابات لا تبخس قيمة صوتك بوجبة أو بشنطة رمضان أو حاجات هايفة أو حتى بمئات الجنيهات أنت فى حاجة إليها.. أترك كل ذلك الآن فكثير ما جعت ولم تشبعك شنط رمضان من الحزب الوطنى أو من الإخوان.. وتذكر أنك تتقى الله فى صوتك فأنت الآن فى محراب الوطن اخلص له بصوتك كما تخلص فى صلاتك.. إذا كنت ترفض الرشوة وتشكو من الفساد.. فلماذا تمد يدك لتأخذ من هذا أو ذاك مقابل صوتك؟.. لا تبيع صوتك لأحد.. ولو لمرة واحدة تذكر أنك إنسان لديه كرامة وشجاعة وله موقف.
دافع عن وطنك عن مستقبل أولادك فالفرصة جاءتك الآن لتفخر بأنك مصرى مرفوع الرأس.. يختار من يحكمه بنزاهة وشفافية لا يخشى أحداً إلا الله.. صوته له قيمة الكل سيعمل لصوتك ألف حساب من الآن.. فلا تترك الفرصة تضيع منا فلسنوات طويلة غابت عنا هذه الفرصة.. ودفع الثمن غالياً.. الآن عادت الفرصة من جديد فعلينا أن نحافظ عليها ونسترد الوطن من أيدى مغتصبيه.. ولتحرره من سطوة الطغاة.. أما غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك.