تترقب البورصة عن كثب ثمار تنفيذ صفقة “موبينيل” والمزمع أن تسفر عن 6 مليارات جنيه عن 29 مليون سهم تداولاً حراً فى جلسة الأربعاء المقبل موعد دخول تلك السيولة الى حسابات مساهمى الشركة، وتوقع خبراء سوق المال أن تشهد البورصة نهاية الاسبوع الجارى بداية جديدة للتعافى مستفيدة من تدوير السيولة الخارجة عن صفقة “موبينيل” والمزمع أن يستعيد السوق جزءاً كبيراً منها، أيضاً بنهاية الاسبوع ستتشكل الرؤية النهائية حول النتيجة النهائية للانتخابات والتى قد تثقل البورصة بالقوى الشرائية.
نجحت شركة “ام تى تليكوم” الذراع الاستثمارية لشركة “فرانس تليكوم” الاسبوع الماضى فى شراء ما يقرب من 94% من اجمالى اسهم الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول “موبينيل” مع استبعاد حصة “اوراسكوم للاتصالات”- بالسعر المحدد سلفا 202.5 جنيه، ليتولد بذلك سيولة جديدة الى السوق، اضافة الى التوزيعات الاستثنائية المرتقبة لشركة “اوراسكوم للاتصالات” بقيمة لا تقل عن 3 مليارات جنيه بواقع 0.57 جنيه للسهم.
وتباينت آراء الخبراء حول مصير السيولة الجديدة خاصة فى ظل الفترة الحالية وكيفية اعادة ترتيب المحافظ فيما يتعلق بقطاع الاتصالات الذى يشهد تغيرا نوعياً بعد خروج احد اللاعبين الاساسيين من المشهد بشكل مؤقت على الاقل لحين قيام فرانس تيلكوم بطرح شريحة اخرى من اسهم الشركة حتى تتوافق مع قواعد قيد واستمرار قيد وشطب الشركات المدرجة للبورصة.
توقع خبراء استحواذ أسهم شركة “المصرية للاتصالات” على الحصة الأكبر من تلك السيولة فى حالة دخولها مرة اخرى الى قطاع الاتصالات خاصة مع فرص النمو المرتقبة أمام الشركة، الا أن البعض الآخر رجح اعادة ضخ تلك السيولة فى سهم “اوراسكوم للاتصالات” بهدف الحصول على التوزيعات الاستثنائية وترقب الشراكات المتوقعة التى قد تقوم بها الشركة بعد خروج موبينيل عن مظلتها.
توقع كريم طولان مدير التداولات بشركة التوفيق لتداول الاوراق المالية أن يتجه الجزء الأكبر من السيولة الجديدة المتولدة من تنفيذ الصفقة البالغة 6 مليارات جنيه الى السوق مرة اخري، خاصة ان صناديق الاستثمار تعتاد على الاحتفاظ بوزن نسبى محدد من محافظها داخل قطاع الاتصالات طبقا للسياسة الاستثمارية لكل صندوق، لذا يتوقع ان تعاد السيولة الناتجة عن الصفقة الى أسهم الشركات المتبقية فى القطاع.
أضاف ان قطاع الاتصالات سيقتصر بعد خروج “موبينيل” على اسهم المصرية للاتصالات وسهم اوراسكوم تليكوم وسهم اوراسكوم للاتصالات، مشيرا الى تباين القيم العادلة لكلٍ من تلك الاسهم خاصة بعد تنفيذ الصفقة، متوقعاً انخفاض القيمة العادلة لسهم “اوراسكوم للاتصالات” بعد خروج اكبر شركاتها التابعة “موبينيل” من تحت سيطرتها، الا ان حافز التوزيعات الاستثنائية التى اعلنت الشركة عن إجرائها بمجرد تنفيذ الصفقة بقيمة لا تقل عن 3 مليارات جنيه بما يعادل نصف التدفقات النقدية الداخلة لاوراسكوم للاتصالات على حاملى الاسهم بواقع 0.57 جنيه للسهم قد تدعم وجود قوى شرائية قصيرة الأجل على السهم.
وتوقع ان تستغل الشركة النصف الآخر من متحصلاتها فى اقتناص بعض الشراكات فى سوق الاتصالات سواء على المستوى الاقليمى او على المستوى الدولي.
أكد أن سهم “المصرية للاتصالات” يعد الاوفر حظاً بعد خروج سهم “موبينيل” من حيز القطاع بفضل تطلع الشركة لكى تصبح أكبر مشغل اتصالات متكامل بعد حصولها على رخصة الشبكة الافتراضية ، بالاضافة الى سيطرتها على شركة TE Data للانترنت فائق السرعة، فضلا عن حصتها فى شركة “فودافون مصر” بنسبة 45%، الامر الذى دفع المحللين الى رفع تقييم السهم الى 18.9 جنيه (طبقا لشركة Ci Capital للابحاث) فى حين ان السهم يتداول فى السوق حاليا فى حدود 12.62 جنيه (طبقا لاغلاق الخميس الماضي) بنسبة نمو مرتقبة 50%.
قال مصطفى عادل، المدير التنفيذى لمجموعة “تايكون الماليه” ان المستثمرين الاجانب قاموا بعمليات بيع مكثفة خلال الفترة الماضية على الأسهم القيادية من بينها “موبينيل” على خلفية اجراء الانتخابات الرئاسية وما قد يتبع تلك الخطوة من توترات قد تؤثر سلبا على اداء سوق المال بصفة عامة، خاصة ان المشاركة فى تنفيذ عرض البيع من جانب المستثمريين الاجانب لا يعد ذا جدوى كبيرة بسبب ما يفرض على تلك العمليات من ضرائب على تعاملاتهم مشيرا إلى أن غالبية المستثمرين الذين قاموا ببيع اسهمهم الى فرانس تليكوم من المصريين.
اشار الى ارتفاع الوزن النسبى لسهم “موبينيل” بين اسهم قطاع الاتصالات مستحوذاً على 31% من اجمالى القيمة السوقية لأسهم القطاع، فى الوقت الذى يستحوذ فيه القطاع على 20% من القيمة السوقية للبورصة بشكل عام.
توقع ان يتفاعل السوق ايجابيا مع تنفيذ الصفقة خاصة مع تأخير تسوية العمليات الى جلسة الاربعاء القادم بالتزامن مع انتظام سير عملية الانتخابات الرئاسية، الامر الذى قد ينعكس فى صورة نمو مطرد لتحركات الاسهم بعد ضخ السيولة الجديدة التى ستتوجه لاقتناص الاسهم التى تقع فى مرمى توصيات المحللين بالشراء خاصة مع انخفاض المستويات السعرية للعديد من الاسهم دون قيمها العادلة.
قال ايهاب سعيد مدير ادارة التحليل الفنى بشركة اصول لتداول الاوراق المالية ان صفقة موبينيل اتاحت للبورصة فرصة ذهبية لتحقيق مستهدفاتها على المديين القصير والمتوسط التى قد تتجاوز بها مستوى 5800 نقطة، نظراً لأن الصفقة ستمنح أسهم التداول الحر سيولة بحوالى 6 مليارات جنيه من المتوقع أن يعاد تدويرها فى السوق مرة اخ
رى، بالاضافة الى ما تتيحه شركة اوراسكوم للاتصالات من توزيعات استثنائية لمساهميها بقيمة لن تقل عن 3 مليارات جنيه، بحيث يصبح اجمالى السيولة المتولدة جراء تنفيذ الصفقة 9 مليارات جنيه، فى توقيت يعد مناسبا بعد انتهاء الفترة الانتقالية وانتخاب رئيس جديد تلك المؤشرات التى تدفعنا للتوقع بمزيد من الارتفاعات المؤثرة خلال الفترة المقبله.
نوه سعيد باختلاف تأثيرات تنفيذ الصفقة على سهم موبينيل، حيث ادى انخفاض نسبة التداول الحر المتاحة للمساهمين داخل السوق الى استبعاد السهم من مؤشر الثلاثين الكبار، اضافة الى تجميد مركزه داخل قطاع الاتصالات لحين قيام فرانس تليكوم بما تعهدت به من اعادة طرح لاسهم موبينيل مرة اخرى حتى تتوافق مع شروط قيد واستمرار قيد وشطب الشركات المقيدة بجداول البورصة الرئيسية.
توقع سعيد ان تعاد هيكلة المحافظ الاستثمارية بعد تنفيذ صفقة موبينيل من خلال اعادة النظر فى توزيع الاستثمارات على باقى اسهم القطاع ولاسيما سهم المصرية للاتصالات الذى يتمتع بفرص نمو جيدة من الناحية الفنية حيث يسجل السهم مستهدفات عند مستوى 14جنيهاً ومستوى 14.5 جنيه على الاجل القصير.
كتب – أحمد رمضان