استبعد عدد من مسئولى قطاع الحاسبات الآلية إمكانية تصنيع أجهزة «التابلت» محلياً وفقاً للمناقصة التى طرحتها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا» وطالبوا بالسماح بتجميعها نظراً لقلة عدد الوحدات المطروحة بالمناقصة «10 آلاف وحدة» فقط ما يعوق استثمار أى من الشركات المصنعة العالمية لفتح خط انتاج لها بمصر، وأكد البعض على اتجاه الشركات المتخصصة إلى التجميع لان هناك قطعاً لا يمكن تصنيعها محلياً مثل «المعالجات ـ وحدات الذاكرة».
من جانب آخر يرى ان المنافسة على المناقصة ستنحصر بين 3 أو 4 شركات ابرزها «بنها ـ مصانع الإنتاج الحربى ـ الخرافى».
قال المهندس طارق أمين، رئيس شركة «كمبيوتك» للحاسبات انه من الصعب حالياً تصنيع التابلت فى مصر بنسبة 100%، مبينا فى الوقت نفسه ان تجميعه أسهل من تصنيعه، وحول اشتراط كراسة الشروط أن يكون مقدم العطاء تحالفا من الشركات المحلية يضم شركة رئيسية و4 شركات فرعية ولا يقل رأسمال الرئيسية عن 5 ملايين والفرعية عن نصف مليون.
بين أمين ان هذه الاشتراطات ملائمة ويوجد فى مصر عدد كبير من الشركات تتوافق مع هذه الاشتراطات، موضحا انه لو بهذا التقسيم الذى حددته الكراسة فشركة تعمل الشاشة وأخرى الماذربورد وشركة أخرى للابليكشن وأخرى للشكل الخارجى.
وحول أشهر الشركات المحلية القادرة على تجميع «التابلت» قال رئيس شركة «كمبيوتك» ان هناك عدداً من الكيانات لديها القدرة على ذلك منها «بهجت» و«الخرافى» و«بنها» والشركات التابعة للجيش.
من جانبه قال المهندس، عمرو شعيره رئيس شركة «كمبيومى» انه من الصعب تصنيع التابلت فى مصر وان الأمر سيقتصر على التجميع، وحول اشتراطات كراسة الشروط بضرورة وجود تحالف بين 5 شركات محلية بمواصفات معينة.
أكد شعيرة ان الأمر طبيعى لضمان اختيار الشركات الملائمة للمشروع وحتى تكون قادرة على تقديم المنتج بشكل جيد وتنافسى.
وحول أشهر الشركات المحلية القادرة على تجميع أجهزة التابلت قال كمبيومى و«بهجت» و«الخرافى» و«بنها». ومن جانبه انتقد مصدر مسئول بشركة انتل مشروع التصنيع محلياً لأجهزة الحواسب اللوحية حيث لا يمتلك المصنعون المحليون الخبرة الكافية لانتاج اجهزة «تابلت» بجودة مقبولة مستدلا بعدم قدرة الشركات المصرية على تصنيع الحاسبات الآلية «الديسك توب» فكيف تنجح فى تصنيع «التابلت».
أضاف ان هناك تجربة مماثلة للشركة فى تركيا فى تصنيع الحواسب اللوحية إلا أن الظروف مختلفة حيث يوجد عدد من مصنعى الكمبيوتر المعروفين «brand» بتركيا اضافة إلى استغلال فترة زمنية طويلة قبل بدأ التصنيع فى التصميم، مشيراً إلى انه من المقبول ان يتم تجميع تلك الأجهزة محليا لان القطع المستخدمة فى جسم الجهاز ليست لها خطوط إنتاج فى مصر، ولا يمكن اقامتها خلال فترة وجيزة خاصة انها صناعة تحتاج استثمارات عملاقة، مستدلا على ذلك بانتاج المعالجات التى تصنع اجزاءها فى شركات مختلفة بعدة دول وتبلغ استثمارات المصنع الواحد ما يقرب من 5 مليارات دولار.
انتقد هانى الخواجة، مدير المبيعات بشركة سيسترم طرح هيئة «ايتيدا» المناقصة بحجم 10 آلاف وحدة ـ فقط ـ وليس من المنطقى انشاء خط بورد لانتاج 10 الاف قطعة فقط، اضافة إلى تنافى اقبال الشركات العالمية أو امداد شريكها المحلى بآليات التصنيع من أجل انتاج 10 آلاف قطعة، متوقعا ان تكون دون الجدوى المنتظرة، مطالبا برفع العدد فى المرحلة الاسترشادية إلى 100 ألف قطعة على الأقل، معبراً عن ذلك بقوله «لو طرحوها بـ100 ألف وحدة نعمل خط انتاج من بكره.
يرى الخواجة ان شروط طرح المناقصة خاصة التصنيع المحلى سوف تدفع الشركات إلى التحايل وتجمعها محليا نظراً لقلة عدد الوحدات المطلوبة، منتقداً فى ذات الوقت موعد طرح المناقصة فى ظل الظروف الحالية قبل حسم موقف الانتخابات الرئاسية، خاصة ان انشاء خط انتاج يحتاج ضخ ما بين 8 و10 ملايين جنيه، موضحا ان تنفيذ المشروع بهذه الشروط سيحصرها ما بين ثلاث أو اربع شركات محددة. استبعد الخواجة منافسة الشركة فى هذه المناقصة، حيث إن تنفيذها بهذه الشروط سيكون على حساب الجودة وسيضطر الطالب بعد استخدام الجهاز ثلاثة أشهر إلى صيانته بمبلغ يوازى سعره، مؤكدا ان الشركة تبحث مع مسئول ايتيدا حلولاً لشروط المناقصة بسبب اشتراط تصنيعه محليا بالكامل، فيما كانت ردود المسئولين ان الاتجاه بمصر الفترة القادمة هو التصنيع.
استدل الخواجة على قدرة الشركة تنفيذ مثل هذه المشروعات مشيراً إلى انها نفذت عدداً من المشروعات المماثلة بالشركات الخاصة ووردت حواسب لوحية مجمعة محليا لمشاريع الفصول الذكية بسعر لا يتعدى 1200 جنيه، مؤكدا انها حققت نتائج جيدة. يرى الدكتور محمد فهمى طلبة، رئيس شركة «دلتا سوفت» انه من الممكن تنفيذ المشروع بالأسعار المحددة من جانب الوزارة «1000 جنيه» وبجودة عالية مع تحقيق هامش ربح للشركة المصنعة، وهو ما فعلته الهند، مستبعداً امكانية تصنيع الاجزاء بالكامل محلياً، فهناك قطع يصعب تصنيعها مثل «المعالجات ـ وحدات الذاكرة» فاقتصاديتها تقتضى تصنيع ملايين الوحدات باستثمارات كبيرة.
اضاف انه من الممكن تنفيذ المشروع بشكل مقبول محلياً بالاستعانة بشركات عالمية، خاصة ان صناعة «التابلت» بدأت تنتشر فى معظم دول العالم، مشيراً إلى ان هناك عدداً من الشركات المحلية قادرة على تنفيذه مثل بنها للالكترونيات، ومصانع الإنتاج الحربى، وايماك.
يذكر ان هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلوما
ت «ايتيدا» قد طرحت مناقصة بداية الأسبوع للمرحلة الاسترشادية لتصنيع 10 آلاف جهاز حاسب لوحى «تابلت»، وذلك ضمن مشروع الوزارة لتصنيع 22 مليون جهاز لطلبة الجامعات والمدارس، واشترطت كراسة الشروط دخول المنافسة عبر تحالفات تضم شركة رئيسية لا يقل رأسمالها المدفوع عن 5 ملايين جنيه، وأربع شركات فرعية لا يقل رأسمالها عن نصف مليون جنيه، اضافة إلى امتلاك التحالف الفائز لمراكز صيانة
كتب – محمد فوزي ومحمد علاء الدين واحمد عامر