بقلم: نهى فتحى
عذراً للقارئ والقارئة فهذا ليس بمقال سياسى ولا تحليل لموقف اقتصادى بل هو عرض لمبادئ التسويق الرئيسية، فعلى مدار خمسة عشر عاما من العمل فى هذا المجال – ولا أدعى المعرفة – ولكن فى سياق الخبرات والمشاريع التى تعرضت إليها، فيمكن وصف التسويق بأنه علم اجتماعى يهدف إلى الفهم المستمر للسلوك والأنماط البشرية المختلفة بهدف تلبية احتياجاتها بما يتلاءم مع إمكانياتها وأهداف المنشأة المعنية بتقديم هذه الاحتياجات، وكلما تمكنا من الفهم الجيد تحسن الأداء فى تلبية الاحتياجات. يتأتى ذلك عن طريق الدراسة بأساليب مختلفة لمعرفة هذه الاحتياجات ومن أشهرها البحث الميدانى والذى يتم عن طريق التواصل المباشر مع عدد من الأشخاص مع الباحثين عن احتياجات بعينها سواء كانت خدمة أو لمنتج.
قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن هذا الأمر بديهى ونحن نتفق معه فى ذلك ولكن بديهية الأمر لا تعنى بالضرورة تحقيقه وذلك لأسباب عدة قد تواجهها المنشأة منها إمكانية تعيين كوادر مميزة، أو حجم الشركة ونشاطها لا يتسع لذلك أو لسبب آخر الا وهو عدم اقتناع إدارة الشركة بأهمية هذه الوظيفة وفى كثير من الأحيان نجد دمجا لوظيفتى التسويق والمبيعات فى موظف واحد يقوم بالمهمتين.
مع التطور المستمر فى مجال إدارة الأعمال وظهور مسميات وظيفية أخرى مثل “تطوير الأعمال” و”المسئول عن الشراكات” وغيرهما – فقد أدركت المنشآت لا سيما التجارية منها الاحتياج للفكر التسويقى سواء كوظيفة دائمة أو العمل بالمشروع (Freelancer/ By Project) أو استشاري، وتواكب مع ذلك وضع منهجية لقياس أداء العمل عن طريق ما يسمى مؤشرات الأداء الرئيسية KeyPerformance Indicators وذلك لربط التخطيط بالنتيجة النهائية للعمل المنجز.
قد يتفق البعض على أهمية”التسويق” ولكن قد تتساءل الأغلبية عن كيفية ايجاد الكفاءة التسويقية لاسيما فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والتى أثرت بشكل ملحوظ على الشركات وبالأخص على الصغيرة والمتوسطة منها، وهذا هو موضوع المقال كيفية تحقيق هذا الهدف بأقل الأعباء المالية، ويطرح الحل على طريقين: الأول يتحقق عن طريق الاستعانة بطلبة هذاالتخصص سواء من الجامعات الخاصة أو الحكومية ولكن لا يزال الأهم وضع الهدف /الأهداف المرجو تحقيقها لاتخاذ القرارات ووضع الاستراتيجيات بناءاً على منهجية
علمية وأهم ما يميز الاستعانة بالطلبة حرصهم الشديد على إتقان الأعمال الموكلة إليهم لتكون بمثابة شهادة خبرة مدعمة لسيرتهم الذاتية فيما بعد بالإضافة إلى قدرتهم على التواصل مع الآخرين فى مختلف المجالات بل يلاحظ – من خلال تطبيقات فى البحث الميدانى – يميل الناس إلى التعاون مع الطلبة ومساعدتهم بالرد على أسئلة استمارات الاستبيان بشكل واف بل يمتد تعاونهم – فى بعض الأحيان – لترشيح آخرين لاستكمال العينة المطلوب استطلاع رأيها، أما الثانى فيتحقق عن طريق مبادرةجديدة – تتبناها هيئة المعونة الأمريكية فى مصر بالتعاون مع قطاع الأعمال تعرف باسم “مشروع الرواد” تهدف إلى تنشيط قطاع الأعمال مركزاً على الشركات الصغيرة والمتوسطة وذلك بالتعاون مع كفاءات تخصصية فى مختلف المجالات – مستعينة بوسائط الإنترنت وإنشاء شبكة اجتماعية مهنية متيحة للجميع التواصل بشكل عملى ولحظى لطرح تساؤلاتهم والرد عليها، وممكنة كل رائد – لمجموعة متخصصة فى مجال – بإتاحة معلومات وبيانات وتقارير مختلفة لإثراء الحوار بشكل عملى ومدعم للأفراد المهتمين بمجال معين، ومن بينها التسويق والذى يتم طرح ومشاركة التقارير والمعلومات المختلفة والتى تعنى قطاعات عديدة وتجمع هذه الشبكة الاجتماعية من مميزات الشبكات الأخرى مثل “Facebook”و “LinkedIn – Discussion Group وآخرها ResearchGate حيث تخاطب قطاع الأعمال فيما يهمه وليس مقتصرا فقط على جانب واحد.
وبالعودة إلى عنوان المقال ” وهل أحسنت الاستماع واستعلمت بدقة قبل اتخاذ القرار!” نجد أن حسن الاستماع يتأتى بالسؤال والذى يتحقق عن طريق التخطيط الجيد لنصل إلى الإجابة فيتخذ القرار، وأهم ما يميز تلك الفترة أن اليوم أكثر من ذى قبل أدرك الفرد – على المستويين المهنى والشخصى -أهمية التواصل عبر الشبكات الاجتماعية ولذا فإن فكر ومشروع الرواد والقائم على التواصل بين الرواد فى مختلف المجالات مع أعضاء كل مجال سيساعد على تحقيق طفرة نوعية وكمية لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة بالاستعانة واستشارة ذوى الخبرة الفنية لمساعدتهم على تحقيق هذه الطفرة.
وبغض النظر عن المسميات والمبادرات المختلفة ولكن من الأكيد أن التعاون بين مجموعة من الأفراد يحرص كل فرد منهم على تحقيق نجاح لنفسه وللآخرين سيؤتى بثماره حيث أن التعاون الكلى والمعروف فى مجال الأعمال Synergy تآزر قد عبر عن ذلك بمعادلة جديد ألا وهي: 1+1 = 3 وليس 2 – نأمل فى التوسع فى مثل هذه المبادرات آملين تحقيق الأهداف المرجوة منها.