يقع على مقربة من المظاهرات والتجمعات بميدان التحرير العديد من أفرع المحلات الكبرى المتخصصة فى بيع الهواتف المحمولة والحاسبات التى ساقتها الأقدار للتواجد هناك ومواجهة ضعف الإقبال والركود الذى يصيب تلك المنطقة منذ أحداث يناير الماضى حتى الآن.
دخلنا أحد فروع «موبايل شوب» بميدان الفلكى للتعرف على الإجراءات الأمنية المتبعة فى مثل هذه الظروف أحمد سالم، مسئول المبيعات أكد أن هناك تراجعا فى المبيعات يصل إلى ما يقرب من 25% منذ بدء مظاهرات التحرير الأسبوع الجارى.
أضاف أن مواعيد إغلاق الفرع الساعة 12 مساءً، لكن الأحداث الحالية قد تدفعنا إلى الإغلاق قبل ذلك وهو ما يتوقف على التنسيق مع إدارة الشركة، مشيراً إلى أن الفرع لم يغلق أبوابه مع بدء مظاهرات يوم السبت التى احتشدت بها ميدان التحرير وعملنا بشكل منتظم.
وعلى امتداد شارع الفلكى توجد مؤسسة «الأمين» المتخصصة فى مبيعات الشبكات والحاسبات التى أحيطت بالكامل بأبواب وإطارات حديدية ضخمة، وأكد المهندس حازم فورى، أحد العاملين أن تكرار الأحداث التى شهدها ميدان التحرير على مدار العام ونصف العام الماضيين، دفعنا إلى البحث عن الوسائل التى تؤمن المقر وأن العديد من البضائع تعرضت للسطو خلال أحداث السلب التى وقعت فى الثورة.
أضاف أن المبيعات أصيبت بالشلل منذ 25 يناير وتجاوز الركود 50% وأن المؤسسة تتعامل مع العديد من الجهات الحكومية ومنذ الأحداث الماضية تراجعت العديد من هذه المؤسسات عن التعاقد نظراً للظروف التى تمر بها البلاد.
وأوضح محمود عبدالمقصود عبدالصمد، صاحب محل بشارع قصر العينى أن أكثر من تضرر محلات التجزئة الخاصة بالهواتف المحمولة، حيث تغلق أبوابها معظم مواسم العام، ففى أيام الجمعة والعديد من العطلات تعمل سوى ساعات قليلة، مؤكداً أن أصحاب هذه المحلات من البسطاء ويتأثرون كثيراً من الركود.
أضاف عبدالصمد أن محله أغلق فقط يوم السبت مع بدء تصاعد الاحتجاجات على محاكمة الرئيس المخلوع وأفراد نظامه، إلا أنه عاود العمل فى اليوم التالى مشيراً أن الكثير من المحلات تغلق فى وقت واحد إذا تزايدت أعداد المتظاهرين خشية من حدوث أعمال عنف أو مشاجرات قد تتسبب فى حالة انفلات أمنى.
أشار عبدالصمد إلى أن المبيعات تراجعت بنسبة كبيرة وصلت إلى 60% فى بعض الأحيان ولم يعد زبون الهاتف المحمول مثلما كان فى الماضى، فالأجهزة سواء الجديدة أو المستعملة كانت تباع خلال يومين على الأكثر لكن الوضع اختلف تماماً، فالزبون لم يعد يقبل على الهواتف وأصبح يركز فقط على الإنترنت واليو إس بى مودم.
أكد خالد شتا، صاحب محل للاتصالات بأحد الشوارع الفرعية لقصر النيل أن معظم مكاسب المحلات أصبح من بيع الكروت والاكسسوارات، فى حين لم يعد الهواتف المحمولة الأكثر إقبالاً، مشيراً إلى أن العديد من المحلات غيرت نشاطها أو ركزت فقط على كروت الشحن والاكسسوارات التى يزداد عليها الطلب بين الحين والآخر، ولم تعد تلتفت إلى مبيعات الأجهزة المحمولة.