كشف الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن مباحثات مكثفة يتم إجراؤها مع جهات أمنية وشركات المحمول الثلاث بهدف تغطية منطقة سيناء بخدمات المحمول للحد من اختراق شبكات المحمول الإسرائيلية لسيناء والمناطق الحدودية.
وقال سالم على هامش المؤتمر الإقليمى لقياس أثر نمو مؤشرات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على اقتصاديات العربية أمس، والذى تنظمه الوزارة بالتعاون مع المكتب الإقليمى للاتحاد الدولى للاتصالات بالقاهرة – إن شركات المحمول ستنتهى خلال شهرين من إقامة نحو ١٠ محطات جديدة للمحمول فى شمال سيناء وعلى المناطق الحدودية بهدف توفير خدمات المحمول لهذه المناطق.
كانت إحدى الجهات السيادية قد عقدت عدة اجتماعات على مدار الفترة الماضية مع الوزارة وشركات المحمول بهدف وضع حلول لاختراق شبكات المحمول الإسرائيلية لمنطقة سيناء لمسافة تتجاوز الـ٢٥ كيلو داخل الحدود، وهو الأمر الذى يثير قلق الجهات الأمنية، ولذا كثفت من اجتماعاتها مع الشركات والحكومة ممثلة فى الوزارة، وطلبت خطة محددة للحد من هذا الاختراق عبر نشر محطات المحمول على المناطق الحدودية وعدد من المناطق الداخلية لاسيما فى شمال سيناء بالمعايير التى وضعتها الجهات الأمنية والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات.
وتركزت الانتقادات الموجهة لشركات المحمول فى هذا الصدد على اهتمامها بتوفير التغطية على الطرق الرئيسية فى سيناء دون الاهتمام بالمناطق الداخلية.
فى سياق متصل، كشف الوزير عن اجتماع سيتم عقده الأسبوع الحالى لمراكز رصد الهجمات الإلكترونية على مستوى عدة دول عربية لبحث مشكلة الفيروس فليم أو الشعلة الذى يهدد عددا من الدول العربية ومنها مصر مؤكداً أن أجهزة الوزارة استعدت لصد أى هجمات متوقعة للفيروس.
كانت شبكة «سى إن إن» الإخبارية قد ذكرت مسبقا أن الفيروس قد استهدف مصر وإيران وسوريا، وأضافت أن الفيروس الذى يعتقد أنه الأقوى فى العالم بإمكانه تشغيل أجهزة ميكروفون فى أى جهاز كمبيوتر يتمكن من اختراقه للتنصت على أى محادثات فى محيط الجهاز، فضلا عن الدخول على ملفات فى أجهزة الكمبيوتر وإلغاء بعض معلوماتها أو نسخها، واتخاذ لقطات مصورة للشاشة الرئيسية للجهاز ومعرفة البرامج الموجودة فيه
كانت الشركة الروسية للبرامج المضادة للفيروسات المعلوماتية «كاسبيرسكى لاب» قد أعلنت أن الفيروس الجديد يتمتع بقوة تدميرية لا سابق لها ويستخدم «سلاحاً إلكترونيا» ضد دول عدة.
وأضافت الشركة أن الفيروس «فليم» يستخدم حالياً كسلاح إلكترونى ضد عدة دول، كما يستخدم لغايات التجسس الإلكترونى وتابعت أن «مستوى التعقيد والقدرة العملية للبرنامج الذى رصد مؤخرا يتجاوز كل التهديدات المعلوماتية المعروفة حتى الآن». وجدير بالذكر أنه تم خلال اجتماعات المكتب التنفيذى لوزراء الاتصالات العرب الذى استضافته الجزائر مؤخرا انتخاب مصر رئيسا للمكتب التنفيذى بعد غياب ٤ سنوات تولت خلالها السعودية منصب الرئاسة.
ودعت مصر خلال الاجتماعات الدول العربية للمشاركة فى مؤتمر دولى بشرم الشيخ فى سبتمبر المقبل لبحث تنفيذ مبادرة المحتوى العربى عبر مشاريع تتجاوز قيمتها الـ٣٠٠ مليون دولار بتمويل مشترك مع الإمارات وقطر.
وقال الوزير على هامش جلسات المؤتمر الإقليمى أمس إن قطاع الاتصالات المصرى احتل المرتبة الثانية بين أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً خلال عام ٢٠١٠/٢٠١١ بمعدل نمو بلغ ٦.٧% بعد قناة السويس التى سجلت معدلاتها التنموية نسبة بلغت ١١.٥% خلال نفس العام.
وتوقع الوزير أن يشهد القطاع استثمارات جديدة العام الحالى بقيمة تتجاوز الـ٥٠ مليار جنيه لافتا إلى أن قطاع الاتصالات حقق ناتجاً إجمالياً بلغت قيمته ٣٦.٦ مليار جنيه خلال هذا العام، مما أهله ليساهم بنسبة بلغت نحو ٣% من الناتج المحلى الإجمالى للاقتصاد المصرى، ليثبت بذلك أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى يمتلك كل المقومات التى تمكنه من التغلب على أى معوقات أو أزمات محلية كانت أو دولية، مضيفاً أن قطاع الاتصالات قد سجل خلال الربع الثالث من العام المالى ٢٠١١/٢٠١٢ ارتفاعاً مشهوداً فى معدل نموه بلغ حوالى ٩% مقارنةً بنسبة ٣.٩% خلال الربع الثانى من نفس العام. فى نفس الوقت تُشير التوقعات إلى تزايُد معدلات النمو ليصل إلى ما بين ١٠-١١% بنهاية العام المالى ٢٠١١/٢٠١٢ الأمر الذى يؤكد قدرة القطاع على قيادة نمو الاقتصاد خلال الأعوام القليلة القادمة، خاصة فى ظل تزايُد الحريات وحماية حقوق الملكية الفكرية فى هذا المجال.
المصدر – المصري اليوم