أثار الحريق المأساوى فى السوق التجارى القطرى مؤخراً المخاوف من عدم توافر إجراءات السلامة فى الدولة الطموحة التى تشهد طفرة كبيرة فى البناء قبل استضافتها كأس العالم فى 2012.
يقول خبراء الحرائق وسلامة المنشآت لجريدة «الفاينانشيال تايمز»: إن مقتل 19 شخصاً فى الحادث بينهم 13 طفلاً يمثل نداء صحوة إلى قطر التى تخطط لمشروعات فى البنية التحتية على مدار الخمس سنوات المقبلة.
تمثل هذه الكارثة درساً للمنطقة بأن المدن الجديدة التى شيدت خلال العشر سنوات الماضية يتطلب مجموعة جديدة من المهارات مختلفة عن الخبرات السابقة فى مرحلة البناء.
وصرح جرهام هوات، مدير العقارات وإدارة الأصول لمنطقة الشرق الأوسط فى شركة «جونز لانج لاسال» الاستشارية، لجريدة «الفاينانشيال تايمز»، بأن هناك انفصالاً بين النمو العقارى والاندفاع نحو افتتاح مبان جديدة والجانب التشغيلى الذى كان يحاول اللحاق بالسابق.
تفاقمت المخاوف فيما يتعلق بتوافر السلامة عندما اندلع حريق آخر فى برج شبه منتهى فى جزيرة «لؤلؤة» قطر واحتجز 39 عاملاً داخله، وقالت وزارة الداخلية ان أحد لم يتعرض للأذى وان أجهزة الإطفاء سيطرت على الحريق فى زمن قياسي.
ويدخل المقاولون والمهندسون وأصحاب المبانى فى معارك جانبية بشأن هذه الأمور، فقد يتعرض المسئولون عن البناء للضغط لانهاء المبنى مع تجاهل عناصر السلامة نظرا لتكاليفها المرتفعة.
وقال مدير تنفيذى لإحدى أكبر شركات الانشاء القطرية: إن المشروعات عادة تختار أقل عطاء ويخلو العقد ـ تقريباً ـ من مكونات السلامة.
يمتد القلق من ضعف اجراءات السلامة للمبانى فى منطقة الخليج العربى فى الوقت الذى تسعى دولة إلى الاعتماد بشكل كبير على بناء محطات طاقة نووية لتوليد الطاقة.
يرى يعقوب العبيد، خبير الشئون البيئية فى تصريحات لصحيفة «الكويت تايمز»، أن دول الخليج تعانى من غياب الرؤية الواضحة لمستقبل استخدامات الطاقة غير الحفرية وأسلوب عملها.
واثارت كارثة انفجار مفاعل فوكوشيما النووى فى اليابان مارس 2011 المخاوف من فشل إجراءات السلامة فى المحطات النووية، وحماية المواطنين من آثارها المدمرة.
وزاد من مشاعر القلق المتعلقة بإنشاء مفاعلات نووية فى دول العالم الثالث ومنطقة الخليج، خاصة أن أزمة مفاعل فوكوشيما وقعت فى واحدة من أفضل بلدان العالم التى تتبع قواعد السلامة فى مواقعها النووية بسبب طبيعة المنطقة التى تعانى باستمرار من الزلازل القوية.
اعداد – رحمة عبد العزيز