أثبت القطاع المصرفى فى مصر صلابته رغم الأحداث السياسية التى تعيشها البلاد منذ عام تقريباً، حسب رؤية رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب للبنك التجارى الدولى ـ مصر هشام عزب العرب الذى يجزم بأنه لولا متانة النظام المصرفى المصرى لانهارت البلاد منذ اندلاع الثورة.
بعد أن حط رحاله فى مصر الدافئة، قادماً من رحلة عمل فى مدينة الضباب «لندن» ليعاود ممارسة أعماله اليومية يرى عز العرب أن القطاع المصرفى الذى سرعان ما عاد إلى نشاطه هو طوق النجاة لبلاده فى ظل التوترات التى شهدتها العام الماضى، التى حملت الكثير من المفاجات.
«علينا ربط حزام الأمان» هذا ما يدعو له عز العرب وسط العديد من التحديات والذى أبدى تصميمه على المضى قدماً فى خططه الاستراتيجية للمحافظة على سلامة أداء البنك الذى يعد أكبر البنوك المصرية وبلغت قيمة الأصول 14.2 مليار دولار فى 2011 مقارنة بـ12.4 مليار دولار فى 2010، وتبلغ حصته السوقية حوالى 2.42 مليار دولار فى شهر مايو، إنه يؤكد أن ساحة القطاع المصرفى المصرى لم تخل من الصعوبات حيث يجد أنه لم يكن تحقيق الأرباح بالأمر السهل، لكن إصراره على مواجهة الأوضاع الجيوسياسية التى تواجهها إدارة البنك، جعلها تبدو فى نظره كالمطبات الهوائية التى لابد أن يمر بها خلال رحلته البنكية.
على الرغم من الصعوبات التى واجهناها فى عام الثورات، لو يعود الزمن للوراء لوددت تصفحه مجدداً وخوض التجربة نفسها.
هذا ما يتمناه عز العرب معلقاً عن الخبرة أو التجربة التى مر بها هو وفريق العمل ككل، مبيناً أن البنك التجارى الدولى ـ مصر قد سجل هبوطاً فى صافى الأرباح بلغت نسبته 20% التى وصلت 268 مليون دولار فى نهاية العام 2011 عن تلك التى حققت فى 2010 وبلغت 335 مليون دولار.
يفسر عز العرب الذى انضم للعمل فى البنك التجارى الدولى ـ مصر مند أكثر من 13 عاماً هذه النسبة الموحدة للانخفاض التى تبلغ 20% هى مجرد نتيجة انخفاض قيمة القروض وقد حقق البنك إيرادات فى العام 2011 بلغت 660 مليون دولار تفوق تلك التى حققها العام الماضى التى بلغت 617 مليون دولار، وذلك بفضل خطة العمل وجودة الإدارة التى اعتمدها عز العرب للوصول بمؤسسته إلى بر الأمان، الأمر الذى قاد البنك إلى الصدارة فى قطاع البنوك الخاصة فى مصر.
واعتماداً على خبرته الثرية التى تمتد لأكثر من 10 سنوات فى المناصب الإدارية العليا فى لندن مع دويتشه بنك وجى بى مورجان وميريل لينش، يضيف المصرفى المتمرس: عندما نرى تدهوراً فى بيئة التشغيل فإنك تعمل على تخفيض الحسابات تلقائياً، الأمر الذى ينعكس على فرص القروض ونتيجة ذلك ومع تصاعد الاضطرابات تمكن عز العرب من رفع المخصصات إلى 53 مليون دولار مقارنة بأقل من مليون دولار فى 2010.
وتأكيداً على ما قاله عز العرب أرجعت إلينا سانشيز مديرة قسم الأبحاث فى «إيه إف جى هيرمس» سبب هذه الخسارة ناتج عن زيادة رسوم مخصصات خسائر القروض بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وتخفيض درجة بعض الحسابات وفقاً لنظام التصنيف الداخلى للبنك، أما المحلل المصرفى الإقليمى راج مادا فإنه يرى أن عوائد التداول وعمليات إعادة تقييم المعادلة أدت إلى توالى الخسائر أيضاً، لكنه أشار إلى أن المخصصات لاتزال عند 79 نقطة أساسية فقط لهذا العام، بالإضافة إلى جودة القروض التى لم تتغير إلى حد كبير فى رأيه اعتبرها نتيجة قوية فى ظل هذه الظروف.
عز العرب الذى شغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة البنك المركزى المصرى من العام 2008 حتى نوفمبر 2011، يبدو مصراً على ما عزم عليه وهو التغلب على المعوقات دون انتظار تحسن الظروف، لقد كانت هذه سياستنا على مدى السنوات الـ10 الماضية، وينصح عز العرب أبناء بلده: علينا ألا نعيش على التمنى والآمال، لابد من معايشة الواقع، عندها إن كنت مخطئاً وكان الواقع غير ذلك فعليك بالرد.
وبفضل التدابير الاستراتيجية والتى تضمنت الإدارة الحكيمة للمخاطر والمحافظة على جودة الأصول تمكن البنك التجارى الدولى ـ مصر الذى أنشئ فى العام 1975 من تحقيق نمو اقراض للعام المالى 2011 وزيادة فى المجموع النقدى وشبه النقدى وصل إلى 1.34 مليار دولار، بزيادة على العام الماضى الذى وصل فيه المجموع نحو 1.29 مليار دولار، كما نجح فى المحافظة على نسبة القروض إلى الودائع بنسبة 60%، وبينما بلغت نسبة نمو إجمالى القروض المتعثرة «غير العاملة» دون الـ 3% وهوما يضاف إلى نجاح البنك وصحته.
وبصرف النظر عن النتائج الجيدة للبنك إلا أنه لم يكن من المتوقع منه أداء قوى فى ظل الظروف الراهنة التى تعيشها المنطقة، هذا الأداء الجيد خلال 2011 هو مفاجأة للجميع كوننا توقعنا أن نرى تأثير ما يحدث فى الساحة السياسية على الأرقام بشكل واضح، كما تقول ليلى صادق، مدير قسم التمويل فى شركة «فيتش راتنجز» لندن فيبدو أن الصعاب تظهر متانة ومعادن البنوك.
توجت هذه النتائج المالية المجهود الكبير الذى بذله عز العرب وفريقه لاجتياز مرحلة الربيع العربى، التى أثرت فى أداء المؤسسة المصرفية، فبعد الخبرة النوعية من حيث ساعات العمل المتواصلة واتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب وتأمين الحماية المصرفية اللازمة، التى اكتسبوها.
وأوضح عزب العرب أنه يمكن لأى شخص إدارة أى مؤسسة فى حالة الاستقرار، ولكن التجربة التى مر بها وفريقه خلال 2011 تعد الأولى من نوعها فى المنطقة.
واستباق الواقع هو جزء من وظيفة صادق، وعلى الرغم من تخفيض مستوى البنك التجارى الدولى مرتين خلال العام الماضى مع تصنيف «IDR» للعملات الأ