سيطرت اللعبة السياسية على منظمة الدول المصدرة للبترول، بعد أن سعت إيران وحليفتها فنزويلا إلى استخدام المنظمة فى التحايل على العقوبات الدولية.
وقد ظهر الصراع بين دول الخليج وإيران فى تصدى السعودية لهذا الاتجاه الذى يدعمه العراق الذى تسيطر عليه حكومة ولاؤها السياسى لطهران برئاسة نورى المالكى.
عمل إيران والعراق على تشكيل تحالف داخل أوبك ما أثار مخاوف بين منتجى الخليج العربى المعتدلين مثل السعودية بشأن ازدياد احتمالية الخلاف داخل جماعة منتجى البترول على حد قول الفاينانشيال تايمز.
وفى ظل تفاقم أزمة الديون السيادية فى أوروبا وتنامى المخاوف من الاقتصاد العالمي، فإن الانقسامات العميقة داخل أوبك تعرض للخطر قدرة المنظمة على القيام بوظيفتها فى إدارة المعروض من البترول ومنع التأرجح القوى فى الأسعار.
وقال مصدر مطلع لجريدة الفاينانشيال تايمز إن اجتماع الأوبك فى فيينا يوم الخميس الماضى خيَّم عليه «اختلافات قوية» بشأن قضايا تتراوح بين السعر المقبول للبترول وموازنة العرض والطلب العالمية إلى من يجب أن يحل محل الأمين العام الحالى للمنظمة.
وكان محور الخلاف الرئيسى اقتراحاً قدمته فنزويلا ودعمته الدول المتشددة فى أوبك مثل إيران والعراق والجزائر يتعلق باعتراض المنظمة على العقوبات الأوروبية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووى، واعترضت السعودية ونيجيريا وليبيا والكويت قائلة إن هذا شأن وزراء الخارجية وليس شأن وزراء البترول.
وتعتزم الرياض منع المجموعة من الانجرار إلى الشأن الإيرانى النووى مع الغرب، وحتى يوم الخميس الماضى كان الأعضاء يقومون بعمل لا بأس به للتغطية على خلافاتهم فى هذا الأمر.
وقال مسئول سعودى إنه يجب التأكد من بقاء منظمة الأوبك غير سياسية لأنها مؤسسة تجارية.
ولكن بعد هذا الخلاف الأخير، تزايدت صعوبة الحفاظ على هذه الحيادية، وأدت قضية العقوبات إلى التأكيد على خلافات عميقة بين الدول المتشددة مثل إيران وفنزويلا والجزائر والمعتدلة مثل السعودية وحلفائها الخليجيين الكويت والإمارات.
ويقول أحد المحللين إن تسييس أوبك ينذر بالشؤم لأن البترول والسياسة تمثلان خليطاً ساماً، وأضاف أن الخلاف قد يجعل من الصعب على أوبك اتخاذ خطوات منسقة بين الأعضاء فى حالة إصابة أسعار البترول بنوبة من الضعف.
كما أظهر الاجتماع أيضا أن العراق انضم إلى معسكر المتشددين الذين يتعاونون فيما بينهم للتأثير على الجوانب الرئيسية فى سياسة الأوبك.
اعداد – رحمة عبد العزيز