كانت الشائعات بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ فى قطاع الاتصالات فى السابق أكثر من الصفقات التى تتم بالفعل، ومع ذلك تآمرت الضغوط المالية والتجارية لدفع هذا النشاط فى أوروبا الى الأمام.
وأصبحت شركة المحمول البريطانية “افريثينج ايفريوير” هدفا لاتحاد مكون من بعض صناديق الاستثمار يتزعمه الرئيس السابق للشركة توم الكساندر، كما تلقت شركة فوادافون دعما من مساهميها لشراء شركة الخطوط الثابتة البريطانية “كابل آند ويرلس وورلد وايد” التى تبلغ قيمتها مليار جنيه استرليني.
وكان الحوت المكسيكي، كارلوس سليم، مهتما بالصفقات فى أوروبا، وقام بشراء عدائى لشركة “كيه بى ان” الألمانية، وتلت تلك الصفقة عملية استحواذ نجيب ساويرس، عملاق الاتصالات، على خمس شركة “تليكوم” النمساوية.
وصرح كارلوس كارشيا مورينو، المدير المالى فى شركة “أمريكا موفيل” لجريدة الفاينانشيال تايمز بأن التقييمات الحالية فى أوروبا طبيعية نظرا لتراجع الايرادات والتنافسية فى القطاع، وأنه فى اوقات الأزمات يركز الأشخاص على الفوائد قصيرة المدى.
وقال مستثمر فى الاتصالات ان العام القادم سوف يكون مليئاً بعمليات الاندماج والاستحواذ، لأن الأموال متوفرة والفرص متوفرة، خاصة بعد خسارة بعض الشركات الكبرى نصف تدفقاتها النقدية التشغيلية العام الماضى.
وادى ظهور مفترسى الشركات الى زيادة الضغوط على القطاع لتخفيض التكاليف وزيادة الربحية.
وذكر تقرير «الفاينانشيال تايمز» أنه يوجد بالفعل صفقات أخرى وتتضمن بيع عمليات تشغيل شركة “أورانج” فى هولندا والنمسا.
وقال بنك برينبيرج البريطانى ان هذه الصفقات قد تشعل فتيل صفقات أخرى، وأن شركات الاتصالات المفترسة ستأتى من الصين والهند أو حتى البرتغال.
وشهدت مجموعات الاتصالات الأوروبية تراجعاً فى الايرادات على مدار السنوات الأخيرة فى الوقت الذى يحتاجون فيه زيادة الانفاق على كابلات الألياف الضوئية وشبكات المحمول من الجيل الرابع.
ويتوقع بنك “بى ان بى باريبا” أن يحقق انخفاضا فى الايرادات فى شركات الاتصالات الأوروبية قدره 19 مليار يورو بحلول 2015 ليدور حول 208 مليارات يورو، رغم الارتفاع السريع للطلب على البيانات التى تتطلب مصروفات أكبر على الشبكات.
ويقدر بنك “دويتشيه” الألمانى أن القطاع يحمل 272 مليار يورو من الديون بما يعنى أن نسبة الدين تبلغ 200% من الأرباح، ولم تفلح الاستحواذات دائما فى حل هذه المشكلة.
وقالت شركة “برنشتاين” ان القطاع وجد طرقاً أخرى لمشاركة التكاليف من خلال الاندماجات الجزئية مثل الاتفاق الأخير بين فودافون وشركة «أوو 2» لدمج الشبكات فى بريطانيا.
واقترح أحد الوزراء الفرنسيين أن تندمج شركة “فرانس تيلكوم و”دويتشيه تيلكوم” الألمانية فى كيان واحد يغطى أوروبا بأكملها، وبالرغم من أن هذه الخطوة غير محتملة، فانها توضح الحاجة الى الاتجاه الى نماذج جديدة والاستثمار فى البنية التحتية المستقبلية فى المنطقة.