فى تحول للخريطة الاستثمارية بتكنولوجيا المعلومات، دخلت شركات متخصصة فى السوق المحلية لدعم الأفكار المبتكرة فيما يعرف بريادة الأعمال، وتعد «التحرير سكوير» أولى الشركات التى اقتحمت هذا المجال، فيما توسعت الفترة الحالية بدعم الأفكار الاستثمارية الجديدة مالياً لدفعها إلى النمو مقابل الحصول على عائد جيد بعد طرحها للصناديق والشركات الكبرى فى مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات.
رصدت «التحرير سكوير» 2 مليون دولار للاستثمار بشركات قطاع تكنولوجيا المعلومات وفقاً لتصريحات سامر الصحان الرئيس التنفيذى للشركة.
كشف الصحان عن ضخ استثمارات فى 7 شركات حتى الآن أبقت على 3 شركات فيما سوقت شركتين الأشهر القليلة الماضية، بينما استبعد آخريان لعدم تحقيق النتائج المرجوة منهما.
أضاف أن الشركة المؤهلة تمر بثلاث مراحل للحصول على التمويل، الأولى لا يتجاوز تمويلها 10 آلاف جنيه لمدة شهر واحد، ثم تحصل على 50 ألف جنيه فى المرحلة الثانية لمدة 3 أشهر، بينما فى المرحلة الثالثة على 100 ألف جنيه، وقد تزيد حسب احتياجات الشركة بحد أقصى 600 ألف جنيه، مشيراً إلى تأهيل الشركة بعد فترة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة.
قال الصحان، إن تأسيس شركة «التحرير سكوير» تعتبر فكرة جديدة على المستوى المحلي، بينما تنتشر وتتداول بالدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة، ولكن يتم تطبيقها فى فترات متقدمة أكثر من عمر الشباب حيث ترعى مثل هذه الشركات احتضان الأفكار الإبداعية منذ الدراسة الجامعية.
أكد أن الشركة سعت إلى تنفيذ الفكرة بعد ثورة 25 يناير التى كسرت حاجز الخوف، إضافة إلى حاجة البلاد للبناء وهو ما دفع الشباب للبحث عن أفكار جديدة يحتاجها المجتمع المصرى، مشيراً إلى أن معظم الدول التى تمكنت من بناء اقتصادها فى وقت قصير مثل «أمريكا، الصين، إسرائيل، البرازيل» اعتمدت على احتضان وتطوير الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى مشروعات استثمارية كدعامة رئيسية لاقتصادات بلادهم.
أوضح الصحان أن كبرى الشركات فى أمريكا مثل «ديل، فيس بوك، أمازون، مايكروسوفت» وغيرها من الشركات الكبيرة بدأت بهذه الطريقة حيث كانت فكرة بدأها شباب ثم تحولت مع الوقت إلى كيان اقتصادى ضخم بمنظومة معروفة ومتداولة، وما علينا سوى نقلها إلى الشكل المحلي.
وقال الرئيس التنفيذى إن الشركة تستهدف البحث عن مواهب قطاع تكنولوجيا المعلومات ودعمها لتتحول إلى كيان اقتصادى حقيقى، وأن الهدف هو البحث عن النسخة المصرية من «تومس اديسون وستيف جوبز»، وإدخالهم فى منظومة رعاية الأفكار الإبداعية وهو ما يساعد على تكوينها واتساعها حتى يساعدهم فى خلق الكيانات الاقتصادية الكبيرة وإلغاء مناخ الاحتكار بقطاع تكنولوجيا المعلومات وهو النظام الذى لا يبنى اقتصاد البلاد وإنما يبنى ثروات أفراد.
أضاف أن القطاعات ذات الأفكار الإبداعية الجديدة تجذب أنظار شركات الاستثمار الكبيرة والمستثمرين الأفراد، حيث تتميز بمعدلات النمو المتسارعة فى فترات قصيرة، إلا أن نسبة المخاطرة فيها تكون كبيرة رغم انخفاض حجم الاستثمار.
أشار إلى أن نسبة نجاح الأفكار الجديدة وتحولها إلى كيان استثمارى يصل نسبته إلى 10% فقط من الأفكار التى يتم تأهيلها، حيث تنجح واحدة من كل 10 شركات يتم احتضانها فى استعادة استثماراتك فى المجموعة كلها بالإضافة إلى تحقيقها أرباحاً.
أوضح أن الشركة تركز استثماراتها فى قطاعات تكنولوجيا المعلومات والموبايل والانترنت والتكنولوجيا الصديقة للبيئة وصناعة الروبتكس، مشيراً إلى رصد شركة «التحرير سكوير» 2 مليون دولار استثمارات للشركة فى هذه القطاعات.
أكد أن «التحرير سكوير» ضخت استثمارات فى 7 شركات منذ ثورة يناير حتى الآن، فيما لم يتجاوز إجمالى الاستثمارات نصف مليون دولار.
عن حجم الاستثمارات بالشركة الواحدة، كشف الصحان عن تحديد الشركة مبلغ ألف دولار حداً أدنى للاستثمار بالشركة الواحده والأقصى 100 ألف دولار.
أوضح أن دور «التحرير سكوير» منذ بداية احتضانها للفكرة، هى رعاية صاحبها وتدريبه من خلال كورسات متخصصة ثم ضخ استثمارات مالية فى المرحلة الأولى بمبالغ بسيطة مع زيادتها فى المراحل اللاحقة ثم تحول الفكرة إلى كيان مؤسسى بعدها تعمل على تسويقه للكيانات الاستثمارية الأخرى.
أضاف أن الشركة تبدأ خطوات الاستثمار واحتضان الفكرة وتحويلها إلى شركة بمنح صاحبها مبلغاً بسيطاً جداً يصل إلى حوالى 10 آلاف جنيه ووضع خطة واضحة تستغرق شهراً تقريباً لتنفيذها وعند التأكد من نجاحها تبدأ المرحلة الثانية وتستمر 3 أشهر حيث يطلب منه أن يترجم خطته إلى واقع فعلى مع منحه دعماً مالياً 50 ألف جنيه، وتعتبر هذه المرحلة هى الاختبار الحقيقى للمنتج فى السوق المصرى، حيث يتضح مدى حاجة المجتمع ومدى تعامله مع الفكرة، ثم تبدأ المرحلة الثالثة ويمنح صاحب الفكرة دعماً مالياً إضافياً يصل إلى 100 ألف جنيه بحيث يصل فى هذه المرحلة إلى مستوى يسمح له أن يوفر احتياجاته المادية وتستغرق 6 أشهر أو سنة بحد أقصى، ومن ثم يحصل على لقب متخرج ويبدأ فى اجتذاب اهتمام المستثمرين سواء من الشركات أو الأفراد.
أشار إلى أن حجم الدعم المالى لصاحب الفكرة عادة ما يكون أقل من احتياجاته لإخضاعه تحت ضغط عملى يجبره على إدارة أموره بأقل التكاليف، وفى نفس الوقت تساعد على اكتساب مهارات الإدارة، موضحاً أن أول عملية استثمار كانت فى أغسطس الماضى وأحدثها يناير 2012.
أوضح الصحان أن
كثيراً من الشباب أصحاب الأفكار يفشل بسبب عدم إيمانهم ودراستهم الجيدة لأفكارهم بشكل شامل وجدي، ولذلك فإن معظمهم يريد تحميل شركة الاستثمارات نسبة المخاطرة وليس مشاركتها فيها أملاً فى إنجاح فكرته.
أوضح أن الشركة لا تقدم خدمات التمويل – فقط – وإنما تساعد أصحاب الأفكار للتواصل مع خبراء القطاع الخاص والمستثمرين وهو ما يعد الميزة الكبرى للشركة أفضل من الدعم المالى، مشيراً إلى حصول الشركة المستثمر بها على دعم فنى من خبراء السوق.
أشار إلى أن «التحرير سكوير» تدعم كل شركة بـ 2 من المستشارين أحدهما فنى والآخر اقتصادى، ومن أشهر المستشارين بالشركة «زياد سلطان» رئيس شركة «marginize»، وائل الفخرانى مدير شركة جوجل بمصر ومنطقة شمال أفريقيا، ووليد بكر مدير صندوق ريادة للاستثمار، وزياد على رئيس شركة الزواد، ومحمد جودت مدير تسويق شركة جوجل، وفادى غندور الرئيس التنفيذى لشركة آرامكس، وأحمد الألفى مدير شركة سوارى للاستثمارات المالية، وحبيب حداد مؤسس شركة «يملى» وحنان عبدالمجيد مدير صندوق «ot» للاستثمارات المالية ومحمد على رئيس شركة نزال.
أردف الصحان، أن «تحرير سكوير» تعمل – حالياً – على تسويق الشركتين «Fun Wave» و«Open Days»، وقد اتفقت إحدى الشركات للاستحواذ على حصة من الأخيرة، رافضاً الافصاح عن قيمة الصفقة لحين إتمامها رسمياً خلال الأيام القليلة القادمة.
أوضح أن نشاط الشركة هو تصميم الألعاب الالكترونية للفيس بوك حيث انتجت لعبة تحمل اسم «الالتراس» مارسها أكثر من 400 ألف فى فترة لا تتجاوز الشهرين، مشيراً إلى استهداف أكثر من 5 ملايين لاعب بنهاية العام وإنتاج لعبة أخرى، وأن أصحاب الفكرة ثلاثة شباب لم يتعد عمرهم 22 سنة، من خريجى كلية الهندسة، وبدأ الاستثمار فى تلك الفكرة يوم أن بدأوا مناقشة مشروع تخرجهم.
أضاف الصحان أن نسبة استحواذ «التحرير سكوير» من أسهم الشركة تتراوح بين 30 و50%، حتى يشعر أصحاب الفكرة أنهم شركاء وليسوا مجرد مستثمرين، مشيراً إلى أن دورة استعادة رأس المال لا تزيد على 5 سنوات.
أشار إلى أن «التحرير سكوير» تستثمر فى الشركات التى تعمل فى التجارة الالكترونية مثل «Open Days» وهو عبارة عن مول تجارى افتراضى يعرض منتجات أصحاب الحرف البسيطة والصناعات الصغيرة وتم التعاقد مع أكثر من 70 عميلاً حتى الآن من أصحاب تلك المنتجات لعرضها على الموقع، وشركتين فى الانترتيمنت والألعاب الالكترونية مثل «Spyros» و«Fun Wave» وأخرى فى مجال الدعاية والإعلان «Shoot Get».
يرى الصحان أن قطاع الموبايل هى أبرز القطاعات الجاذبة للاستثمار الفترة القادمة نظراً لمعدلات نموه وعدد مستخدميه الذى قارب 91 مليوناً.
كتب – محمد علاء الدين