بقلم: حسين عبد ربه
أمضى الرئيس محمد مرسى شهراً كاملاً حتى الآن فى القصر الجمهورى منذ توليه رئاسة الجمهورية.. وحدد الرئيس 100 يوم للتعامل مع عدد من القضايا الجماهيرية الملحة مثل الأمن والمرور والنظافة.. وحتى هذه اللحظة مازال التعامل مع هذه القضايا تعاملاً محدوداً.. والأيام تمضى وعداد المائة يوم يتناقص والناس تنتظر ولم يعد لديها صبر.. وهناك من يتربص لمرسى أقواله وقراراته وتعهداته.. وبالمنطق فإن رئيساً جديداً تولى منصبه منذ أسابيع وينتقل بالبلاد من نظام إلى نظام جديد بالقطع فإن ذلك يحتاج لوقت وترتيبات وإجراءات، يكفى انه يبدأ أولاً باستكمال تشكيل الأجهزة التنفيذية المعاونة له.. لأن هذه الأجهزة هى التى ستنفذ قرارات الرئيس وتعليماته.
وقد لا يعلم البعض أن هناك من يرفض تولى أى منصب رسمى فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.. فالبعض يرى انه سيحرق نفسه اذا عمل فى مثل هذه الظروف.. ولكن من يريد أن يخدم وطنه فإن هذه الظروف هى التى تحتاج لجنود مخلصين يخدمون الوطن فى احلك الظروف.. هؤلاء ليسوا مشتاقين للسلطة ولا يسعون إليها.. إذن ليس الأمر باليسير أمام رئيس جديد بدأ عمله منذ أيام وليس منذ سنين.. ولا اعنى بذلك الا يتعجل فى بعض الأمور والقضايا الملحة بل اطالبه بأن يبدأ أولاً بعودة الأمن فلن يستطيع ان يفعل شيئاً ولا ينفذ قراراً ما لم يكن هناك أمن موجود بالشارع.. فمن سينظم المرور سوى رجال الأمن ومن سيراقب الأسواق سوى رجال الأمن ومن سيوقف أعمال البلطجة والسرقات والجريمة سوى رجال الأمن من سيحمى المستشفيات من سيزيل التعديات على الأراضى الزراعية سوى رجال الأمن.
من سيحمى الاستثمارات سوى رجال الأمن.. فاذا عاد الأمن وشعر الناس به.. عادت الدولة بعودة هيبتها..
بعد ذلك فإن باقى القضايا سيكون التعامل معها واقعياً.. لذلك فإن الأمن له أولوية خاصة وعودة هيبة الدولة ليس فى الأمن فقط ولكن فى الضرب بيد من حديد على يد كل فاسد وكل مسئول يتقاعس عن تنفيذ المهام الموكلة إليه.. وعلى الرئيس ان يتخلى احياناً عن حلمه فى التعامل مع بعض القضايا ومع بعض الأشخاص وليكن الرئيس حازماً فى قضية المطالب الفئوية بان يكون حديثه موجهاً للشعب مباشرة وبكل شفافية بان يطالبهم بتأجيل مطالبهم لفترة وان يركزوا فى العمل والإنتاج أو ان يدعو أطراف علاقة العمل «عمالاً وأصحاب أعمال وحكومة» للتفاوض فيما بينهم والخروج باتفاق عمل جماعى يحدد حقوق وواجبات كل طرف.. لا ان تترك الأمور هكذا كل من يريد شيئاً يتظاهر أو يقطع طريقاً..
هذه التصرفات يجب ان تتوقف.. ويجب ان يشعر الجميع ان الدولة تعود بمؤسساتها وأجهزتها وان الدولة أصبح لها رئيس وحكومة جديدة.. علينا ان نقف بجانبهم ونعطيهم الفرصة والوقت للعمل والإنجاز ولنتذكر أننا صبرنا ثلاثين عاماً على نظام مبارك..
ولم يكن فى مقدورنا ان نطالب بتغيير وزير أو حكومة أو التظاهر من اجل انقطاع الكهرباء يا سادة.. ثلاثون يوماً لا تكفى للحكم على رئيس دولة.. وثلاثون يوماً لا تكفى لبناء نظام جديد لجمهورية جديدة.