بقلم: حسين عبد ربه
فى هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد لم نسمع «حس ولا خبر» عن أى مبادرات لرجال الأعمال للمشاركة فى مواجهة الأزمة الاقتصادية.. لم نسمع أنهم سيبادرون بسداد ما عليهم من ضرائب حتى ولو من المتأخرات المستحقة عليهم.
ولو بادروا بطلب فرض ضريبة تصاعدية لفترة محددة أو أنهم سيمولون إنشاء مستشفيات أو مدارس أو إنشاء طرق.. فقط يتحدثون عن مشاكلهم.. الله يرحم مبادرات الهانم سوزان مبارك لإنشاء الألف مدرسة ومساكن زينهم ومساكن العجوزة.. وكيف كان يتدافع رجال الأعمال للمشاركة فى أى مبادرة تدعو لها الهانم.
لا اعتقد ان الإخوان وأمريكا أيد واحدة كما يحلو للبعض ان يردد.. ولكن أرى أن مصالح الطرفين تلاقت وهذا ما يجب ان ندركه ان العلاقات السياسية غايتها تحقيق مصالح لطرفيها.. وغاية الإخوان الحكم.. اما أمريكا فلم تجد كياناً موجوداً على الساحة وله وجود فى الشارع سوى الإخوان فتعاملت معهم ونسقت معهم.. ولكن الإخوان والأمريكان يتعاملان وكل منهما يدرك ان الآخر يمكن ان يلعب به من وراء ظهره فلا يجب ان نتعجل الأمور ولنترك الحكم فى العلاقة للأيام.
خطوة ناجحة تلك التى قادها المرشح الرئاسي حمدين صباحى فى توحيد القوى الليبرالية المتشرذمة فى تحالف سياسي.. صباحى رجل استوعب نتيجة الانتخابات البرلمانية والرئاسية جيداً.. وادرك أنه يلعب ضد خصم منظم له كيان كبير وله جذور فى كل ربوع مصر.. ومن هنا كان لابد من تحالف الليبراليين وأعتقد انه بنجاح مثل هذه التحالفات فإننا سننتقل إلى سنة ثانية ديمقراطية بسهولة.
لا يعنى أن نؤكد أننا مع تولى المرأة مواقع قيادية ألا نضع الشخص المناسب فى المكان المناسب.. فماذا يعنى أن تتولى سيدة رئاسة هيئة النقل العام.. هذه السيدة عاجزة عن التعامل مع كيان 95% منه رجال و90% منهم مهنيون.. فهل يصدق أحد أن هذه السيدة مذعورة وخائفة ولا تقابل أحد خوفاً من أن يقتحم العمال مكتبها.. انظروا إلى تعاملها مع الإضرابات المستمرة.. ارحموا هذه السيدة المذعورة واعزلوها.
ادركت بالفعل ان الأمن من الممكن ان يعود لو كان هناك اصرار وارادة فتحركات وزير الداخلية ورجاله فى الفترة الأخيرة تؤكد ذلك.
وعندما وجدت سائق التاكسى مذعوراً وبدأ يرتدى حزام الأمان لأن هناك لجنة من المرور.. تنفست الصعداء وقلت الأمن راجع وهذا غاية ما نريده فى الـ100 يوم الأولى لحكم الرئيس الأمن ثم الأمن ثم الأمن ثم الأمن ثم أى شىء بعد ذلك.
لا أدرى من هو الذكى الذى فتح ملف وفاة المشير عبدالحكيم عامر الآن متهماً الزعيم جمال عبدالناصر بقتله.. ولعل صفحة من صفحات كتاب اعتماد خورشيد أو ذكريات الفنانة برلنتى عبدالحميد تؤكد ماذا كان يفعل المشير لجيش مصر.. خلاصة القول اذا كان المشير قتل عقاباً على نكسة يونيو وهزيمة أمة.. فإن آلاف الجنود المصريين قتلوا احياء فى صحارى سيناء وفى سجون العدو بسبب اخطاء القيادة.. فمن سيأخذ حق هؤلاء من قادتهم.
لا يجب ان تنتهج الحكومة الحالية نفس سياسات حكومات نظام مبارك فى التعامل مع مشكلة الدعم.. اذ لا يجب استخدام الدعم كورقة سياسية للفوز بالانتخابات أو لتحقيق دعم شعبي.. الحقيقة اننا فى حاجة لإعادة هيكلة الدعم وهذا لن يتحقق الا بسياسة الصدمة أن تصر الحكومة على أخذ خطوات جادة فى هيكلة الدعم وأن تتبع سياسة الشفافية فى تطبيق وتستند لمشاركة شعبية فى الرقابة.. أما ان تظل الحكومة مترددة خوفاً من الغضب الشعبى فلن تفعل شيئاً ولعلنا نعانى الآنعدم وجود مواد لدعم الأغنياء بالبنزين والسولار والبوتاجاز.
اذا ما اردت ان تعرف كيف ينظر إلينا الغرب فعليك ان تتأمل فى إنتاج فيلم يسىء للرسول صلى الله عليه وسلم.. كم مشاهداً شاهد الفيلم فى الغرب وكم منهم لديه فكرة عن الإسلام.. فى المقابل أنظر إلى المهاترات بيننا فمعركة فنية دائرة لنصرة الفن لأن المذيع عبدالله بدر سب الفنانة إلهام شاهين فقامت قيامة الفن والفنانين لنصرة الهام ولم نسمع ان أياً من الفنانين خرج لنصرة الرسول برغبته فى إنتاج فيلم يُعرف الغرب بالإسلام.. يا سادة أننا لم ننتج فيلماً تاريخياً منذ فيلم الناصر صلاح الدين وبعدها ظهرت أفلام المقاولات لتجارة المخدرات والجنس وهى أفلام تجد سهولة فى الاشتراك فى المهرجانات الدولية بزعم الإبداع.. أى ابداع فى ذلك اذ كنا قد فشلنا فى تعريف الغرب بقضايانا.