تراجعت البورصة المصرية – أمس – تحت ضغط عمليات بيع قوية لتسجل ثانى أكبر خسارة يومية لها خلال 3 أشهر بنسبة 2.4%.
ولم تتمكن رئاسة الوزراء عبر بيان أصدرته فى وقت متأخر من ليلة أمس الأول فى انقاذ البورصة من تداعيات تصريحات الرئيس محمد مرسى حول عزم الدولة استرداد 100 مليار جنيه من 5 شركات نتيجة حالات فساد فى العقود والتهرب من الضرائب بعضها نتيجة تلاعب فى عمليات القيد بالبورصة.
قال خبراء إن بيان رئاسة الوزراء بعدم فرض ضرائب أو غرامات بأثر رجعى طالما تمت التعاملات وفقاً للقواعد القانونية المعمول بها ساهم فى الحد من نزيف الخسائر وإن لم يمنعها.
وأغلق مؤشر «EGX30» على 5587.37 نقطة ولحق مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «EGX70» بقطار التراجعات ليغلق على منخفض 2.51% عند 514.19 نقطة ومؤشر «EGX100» تراجع بمقدار 2.48% ليغلق عند مستوى 861.5 نقطة، وقاد سهم «OCI» تراجع السوق بعد المخاوف التى انتابت المستثمرين من تعرض الشركة لمطالبات مالية ضخمة بعد تصريحات الرئيس التى تم ربطها بصفقة بيع قطاع الأسمنت إلى لافارج قبل نحو 5 سنوات وسجل السهم خسارة بنسبة 4.56% ليغلق على مستوى 275 جنيهاً رغم استباق الشركة لجلسة التداول ببيان أكدت فيه عدم التزامها بأى استحقاقات ضريبة إضافية وأن جميع عملياتها على شركاتها التابعة تمت وفقاً لقواعد التعامل على الشركات المقيدة التى تعفى ناتج الأرباح الرأسمالية والضرائب.
وجدد حديث مرسى بشأن أراضى الدولة جراح سهم طلعت مطفى الذى فقد 9.89% مسجلاً أعلى خسارة خلال تعاملات أمس مغلقاً عند 4.9 جنيه بعد كسره مستوى دعم 5 جنيهات، وخسر سهم بالم هيلز 5.1% وسوديك 5.1% وسط مخاوف المتعاملين حول مستقبل الالتزامات التى قد تواجهها فى ضوء تصريحات رئيس الجمهورية باستاد القاهرة.
وعزف قطاع البنوك بقيادة التجارى الدولى منفرداً خارج عمليات البيع التى طالت غالبية الأسهم ليسجل سعر «CIB» ارتفاعاً بنسبة 1% ويغلق على 35.45 جنيه.
بلغت قيمة التداول 592 مليون جنيه على 156.9 مليون سهم من خلال 30.6 ألف صفقة منفذة وبلغ إجمالى رأس المال السوقى 387.3 مليار جنيه.
أشار عادل والى، العضو المنتدب لشركة إتش سى لإدارة الاستثمار إلى التأثير السلبى لتصريحات الرئيس على قضايا الفساد التى طالت كبرى الشركات المقيدة فى البورصة وتبعها تراجع أغلب الأسهم المقيدة.
وطالب بإعلان واضح للحكومة المصرية حول القضايا التى أشار إليها الرئيس مؤكداً أنه لن يكفى الإعلان عن احترام الحكومة للتعاقدات المبرمة طالما كانت متسقة مع القانون انما لابد من وضوح كامل للموقف خاصة أن الأفراد لم يستوعبوا ما وراء التصريحات ورهن استمرار الذعر لدى المتعاملين بإعلان الحكومة لموقفها خاصة أن الشركات التى أشار الرئيس فى مضمون حديثه إليها أعلنت صحة موقفها القانونى.
أشار حازم كامل، العضو المنتدب لشركة النعيم لإدارة الأصول إلى ان تلميحات رئيس الجمهورية عن قضايا فساد تخص شركات مقيدة بالبورصة زادت من سرعة تراجع مؤشرات السوق لتفقد أغلب الأسهم نسباً مرتفعة من وزنها النسبى.
قال إبراهيم النمر، رئيس التحليل الفنى بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية ان السوق شهد أداء ضعيفاً خلال جلسات الأسبوع الماضى فى حين حاول التماسك بجلستى نهاية الأسبوع لتأتى جلسة أمس لتجبره على فقدان جميع مكاسبه الأسبوعية بجلسة واحدة لتغلق معظم الأسهم المقيدة عند مستويات سعرية أقل مما كانت عليه الأسبوع الماضى.
وقال إن المؤشر الرئيسى سيواجه بمستوى 5550 نقطة خلال جلسة اليوم ونترقب أداءه عندها ففى حالة التماسك والارتداد منها اشارة لانتهاء الحركة التصحيحية مع ارتفاع قيم التداولات أما فى حالة كسرها لأسفل يواجه بمستوى 5450 نقطة الدعم التالية وتستمر حالة الترقب لأداء السوق.
وأشار عامر عبدالقادر، مدير التداولات بشركة سيجما كابيتال لتداول الأوراق المالية إلى التراجع العنيف الذى أصاب السوق بجلسة الاثنين، بعد فتح ملفات فساد وفقاً لتصريحات أكبر مسئول فى البلد مما يشير إلى استناده على تقارير مقدمة إليه بفساد حقيقى ويستوجب الوضع الحالى من الحكومة بياناً واضحاً تشير فيه لهذه الحالات بوضوح وكيفية التعامل معها حتى لا تترك السوق أسيراً للشائعات حول مصير الأسهم المتداولة.
توقع عبدالقادر أن يستمر قطار التراجعات خلال جلسة اليوم حتى مستوى 5550 نقطة وبكسرها يتوقع استهداف السوق لمستويات أقل ونصح المتعاملين بالترقب قبل بناء مراكز شرائية جديدة حتى تتضح بوادر انتهاء أزمة التذبذب الحالية خاصة أن أكثر دعم للسوق يأتى من المصريين والعرب أما فى حال تحول العرب لقوى بيعية يزداد الوضع سوءاً.
استحوذت تعاملات المصريين على 72.2% من تعاملات السوق لتسجل صافى مشتريات بقيمة 17.95 مليون جنيه بدعم مشتريات الأفراد والمؤسسات واستمرت تعاملات الأجانب فى اتجاه البيع لتسجل صافى مبيعات بقيمة 47.9 مليون جنيه باستمرار ضغط مبيعات المؤسسات على الرغم من مشتريات الأفراد بعد أن ارتفعت نسبة استحواذهم لتصل إلى 16.85% من إجمالى السوق.
وسجلت تعاملات العرب صافى مشتريات بقيمة 29.97 مليون جنيه مستحوذين على نسبة 5.13% بدعم من مشتريات الأفراد والمؤسسات، فيما استحوذت تعاملات الأفراد على 56.23% من إجمالى التعاملات وبلغت نسبة استحواذ المؤسسات 43.76%.
وقال محللون إن تماسك البورصة فوق مستويات الدعم الحالية يتوقف على موقف الحكومة التى تملك فرصة ذهبية لدعم السوق فى افتتاح رئيس الوزراء لمؤتمر اليورومنى صباح اليوم وما إذا كان سيحسم بشكل قاطع المخاوف حول تصريحات رئيس الجمهورية بالإضافة إلى ما سيقدمه حول خطة الحكومة حول دعم الاستثمار واتخاذ قرارات واضحة لتسوية المشكلات مع المستثمرين بعيداً عن الوعود واللجان التى يتم تشكيلها دون نتائج واضحة.
وقال صالح ناصر، رئيس التحليل الفنى فى فاروس إن عنف تراجع أسعار الأسهم فى جلسة أمس نتج عن موجة التشاؤم لدى المتعاملين بعد تصريحات د. محمد مرسى رئيس الجمهورية مشيراً إلى أن تداعيات تلك التصريحات يمكن أن تؤدى إلى طول الحركة التصحيحية التى يمر بها السوق.
أشار إلى استمرار الاتجاه الصاعد للسوق فى الأجل المتوسط وتمسك بقدرة المؤشر الرئيسى على تحقيقه مستويات 6600 و7000 بنهاية العام الحالى.
قال إن كسر المستوى الحالى للسوق لأعلى يحتاج احجام تداول مرتفعة متوقعاً دعماً قوياً عند مستوى 5300 نقطة حال استمرار التأثير السلبى لجلسة اليوم.
خاص البورصة