فقدت غالبية الأسهم جاذبيتها للمستثمرين بعد أن صعدت بشكل كبير خلال شهرى سبتمبر واغسطس الماضيين اللذين ارتفع السوق خلالهما قرابة 30%، ما أدى إلى اقتراب غالبية الأسهم من قيمها العادلة ومستهدفاتها، ودفع عددا من مراكز البحوث ببنوك الاستثمار لتخفيض توصيتها للشركات بالاحتفاظ بدلاً من الشراء.
وفى هذا الصدد، خفضت بحوث شركة «بلتون المالية القابضة» توصيتها لغالبية أسهم القطاعات، فأوصت بالاحتفاظ بأسهم البنوك بدلاً من الشراء بعدما حققت أسهمها أكبر ارتفاعات الفترة الماضية، خاصة بعد عرض الشراء الذى قدمه بنك قطر الوطنى للاستحواذ على «الأهلى سوسيتيه جنرال»، مما دفع المستثمرين لاعادة تقييم قطاع البنوك وتهافتوا على شراء اسهمه حتى اقترب غالبيتها من القيم العادلة.
أوضحت سارة بطرس محللة قطاع البنوك فى «بلتون فاينانشيال» أن ارتفاع السوق خاصة فى سبتمبر الماضى جعل الأسهم قريبة من القيم العادلة وبالتالى أصبح تخفيض التوصية مناسبا فى الوقت الراهن.
وأشارت بطرس إلى أن قطاع البنوك فى مصر من أفضل القطاعات فى المنطقة خاصة مع النمو المتوقع فى تعاملاته وتوسعاته، وهو ما جعله مقصدا للاستحواذات الخارجية فى ضوء ارتفاع أعداد السكان فى مصر، خاصة فئة الشباب التى تعد من أكثر الفئات المستخدمة للخدمات البنكية، إضافة إلى التوسعات المرتقبة فى البلاد والتى تحتاج لتمويل مصرفى كبير.
من جهته، خفض بنك «جولدمان ساكس» فى آخر تقاريره عن السوق المصرى توصيته لأسهم «البنك التجارى الدولى» من حياد إلى بيع، ويعتقد «جولدمان ساكس» ان الأداء القوى للأسهم فى الآونة الأخيرة قد يفرض بعض المخاطر خاصة أن اغلب أسهم البنوك ارتفع بنسبة كبيرة بلغت 45% خلال الثلاثة أشهر الماضية.
أما القطاع العقارى، فكان القائد الرئيسى للسوق خلال الشهرين الماضيين، حتى بلغت أسعار أسهمه مستوياتها العادلة، ومن بينها سهم «سوديك» الذى زاد بنسبة 60% ليرتفع من مستوى 16.7 جنيه إلى 26.5 جنيه، وأيضاً أسهم شركة «طلعت مصطفى» والتى زادت بحوالى 50% لتصل إلى 5.9 جنيه نهاية سبتمبر بدلا من 4 جنيهات فى أغسطس، كما ربح سهم «بالم هيلز» 66% خلال الشهرين الأخيرين من 1.93 جنيه إلى 3.20 جنيه.
من جانبه، خفض بنك جولدن مان ساكس توصيته لاسهم «طلعت مصطفى» من حياد إلى بيع، وهبط بالسعر المستهدف من 5.88 إلى 4.88 جنيه، وهو ما أرجعه إلى انخفاض الطلب نسبياً فى قطاع العقارات المصرى، إضافة إلى المسائل القانونية التى ظهرت من جديد فيما يتعلق بعقد أرض «مدينتى».
كما خفض «جولدن مان ساكس» توصيته لشركة «بالم هيلز للتعمير» من الحياد إلى البيع، بالرغم من رفع السعر المستهدف لها من 2.26 جنيه إلى 2.53 جنيه، حيث توقع التقرير مزيداً من التأخير فى تسليم مشاريع «بالم هيلز» الجارية، مع تحقيقها هوامش ربحية أقل نسبياً بسبب زيادة التكاليف، إضافة أيضاً إلى المشاكل القانونية المتعلقة باثنين من مشروعات بالم هيلز «بالم باركس والقطامية هيلز» والتى لم يتم حلها بعد، ما يزيد من المخاطر التى قد تتعرض لها الشركة.
أما مركز البحوث التابع للمجموعة المالية «هيرميس» فقد أصدر توصية ايجابية بالشراء خاصة لأسهم مجموعة «طلعت مصطفى القابضة»، حيث حدد القيمة العادلة للسهم عند8.9 جنيه مع توقعات بتحقيق الشركة ايرادات خلال الربع الثالث بقيمة 1.045 مليار جنيه وصافى أرباح متوقعة خلال الربع 307 ملايين جنيه بتراجع 14% عن الربع الثانى من العام الحالي، نظراً لتراجع حجم المبيعات خلال شهر رمضان.
أظهرت نتائج أعمال شركة «بالم هيلز للتعمير» المجمعة خلال النصف الأول من العام الجارى 2012، تحقيق صافى خسارة يصل إلى 80.712 مليون جنيه مقارنة بخسارة تبلغ 81.398 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2011، بتراجع قدره 0.8%.
فيما كشفت نتائج أعمال مجموعة «طلعت مصطفى القابضة» المجمعة خلال النصف الأول من العام الجارى، تحقيق صافى ربح بلغ 328.801 مليون جنيه مقارنة بصافى ربح بلغ 371.187 مليون جنيه مصرى خلال النصف الأول من 2011، بينما حققت شركة «سوديك» صافى ربح 85.1 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى مقارنة بصافى ربح قدره 120 مليون جنيه فى نفس الفترة من العام الماضى.
وبالنسبة لقطاع الصناعة، فشهدت اغلب اسهمه ارتفاعات حادة، خاصة خلال شهر سبتمبر الماضي، مما جعلها أقل جاذبية للاستثمار، فكانت شركات «ليسيكو» و«السويدي» و«اوراسكوم للانشاء والصناعة» من أكثر الأسهم ارتفاعاً، لذا خفضت «بلتون» توصيتها تجاهها إلى الاحتفاظ، بينما أبقت على توصيتها بشراء سهم «المالية والصناعية» نظرا لعدم ارتفاع السهم أكثر من 9% خلال الشهرين الماضيين.
كما فقد عدد من أسهم شركات السلع الاستهلاكية جاذبيتها أيضا، فشهدت اسهم «ماريدايف» و«جهينة» و«الدلتا للسكر» ارتفاعات كبيرة أدت لتخفيض التوصية إلى احتفاظ، بينما لم تشهد اسهم مثل «جى بى اوتو» و«النساجون الشرقيون» و«الشرقية للدخان» و«الوطنية لمنتجات الذرة» ارتفاعات سعرية حادة تفقدها جاذبيتها، لذا واصلت «بلتون» التوصية باضافتها للمحافظ الاستثمارية أو زيادة المراكز الشرائية فيها.
أما قطاع الاتصالات، فيعد الوحيد الذى حظى بتوصية شرائية من قبل مركز بحوث شركة «بلتون»، كما نصح بنك «جولدمان ساكس» بشراء أسهم «أوراسكوم تيليكوم القابضة».
وأوضحت «بلتون» أن قطاع الاتصالات مازال جاذباً للاستثمار، خاصة أن شركاته مازالت لديها الفرص التوسعية، فضلا عن الأرباح التى تحققها الشركات والمتوقع نموها خلال الفترات المقبل.
وأشارت ماريا سمير، محللة قطاع الإتصالات بشركة بلتون، إلى أن أسهم شركة «المصرية للاتصالات» مازالت تتمتع بفرصة جيدة للنمو خاصة أنها تتداول عند مضاعف ربحية أقل من قريناتها فى المنطقة عند 10.6 مرة مقارنة بـ12.2 مرة فى المنطقة، بالاضافة إلى احتمال حصولها على الرخصة الافتراضية والتى من شأنها ان تعمل على تكامل خدمات عملائها، مما يضيف للشركة قيمة مضافة.
اما اوراسكوم تيلكوم القابضة، فأكدت المحللة المالية استمرارالتوصية بشرائها مقرونة بارتفاع المخاطر على خلفية استمرار أزمة شركة «جازى»، حيث مازالت المفاوضات جارية مع الحكومة الجزائرية التى تراجعت عن موقف سبق أن أعلنته بعدم شراء الشركة التى تمثل 60% من ايرادات مجموعة أوراسكوم تيلكوم القابضة.
أضافت أن اوراسكوم تتمتع بمركز مالى قوي، مع التوقعات بمزيد من النمو خاصة فى نتائج الربع الثانى وتوقعات استمرار أدائها القوى فى الربع الثالث أيضاً.
وبشكل عام، رأت ماريا سمير أن قطاع الاتصالات فى مصر مازال اتجاهه للنمو مرتفعاً خاصة فى مجال البرودباند نظراً لارتفاع التعداد السكانى، خاصة فئة الشباب الأكثر استخداماً لخدمات الانترنت.
أما معدلات نمو المحمول، فبدأت فى التراجع مع قرب تشبع السوق،لذا تتجه الشركات العاملة فى القطاع حالياً إلى تكامل خدماتها من خلال توفير خدمة البرودباند، مما يزيد من فرصة التوسع واستهداف طبقات جديدة وتوسيع قاعدة عملائها.
كما أوضى بنك «جولدمان ساكس« بالحياد بالنسبة لسهم «المصرية للاتصالات» وحدد القيمة العادلة للسهم عند 16.6 جنيه، فيما أبقى على التوصية بشراء أسهم «أوراسكوم تيليكوم القابضة».
على جانب آخر، خفضت المجموعة المالية هيرمس القيمة العادلة لسهم «أوراسكوم تيلكوم القابضة» إلى 4.19 جنيه، كما خفضت تصنيفها إلى الحياد، وأرجعت توقعاتها المتشائمة بأنها تستبعد حدوث أى محفز وشيك على المدى القصير لحل مشكلة «جيزى»، حيث تم تخفيض تقييم شركة «جيزى» بنسبة 9% إلى 3.9 مليار دولار.
وأضافت أن جيزى لا تزال غير قادرة على القيام بأى نفقات رأسمالية على توسعاتها نتيجة الحالة التى تعانى منها، وانخفضت نسبة النفقات الرأسمالية بالنسبة للمبيعات إلى 2% فقط، وهى نسبة لم تحدث من قبل خاصة أن متوسط النفقات الرأسمالية إلى المبيعات 15%.
حققت نتائج اعمال «المصرية للاتصالات» المجمعة خلال النصف الاول لعام 2012 صافى ربح قدره 1.526 مليار جنيه بانخفاض 10.7% مقارنة بصافى ربح 1.710 مليار جنيه فى النصف الأول من 2011.
يذكر ان شركة «اوراسكوم تيلكوم القابضة» حققت صافى ربح بلغ 27 مليون دولار خلال الربع الثانى من العام الحالى، مقارنة بـ58 مليون جنيه خسائر فى فترة المقارنة من العام الماضي، نظراً لتأثر نتائج أعمالها فى ذلك الوقت بالرسوم الضريبية من بيع وحدتها بتونس.
كتبت – فتحية الجارحى