يجري حالياً توفير خدمات الاتصالات والإنترنت بأسعار أكثر معقولية في العالم . ووفقا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولى للاتصالات فانه طبقاً لسلة أسعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (IPB) بالتقرير، والتي تغطي 161 اقتصاداً وتجمع متوسط تكلفة خدمات الهاتف الثابت والهاتف الخلوي المتنقل والإنترنت الثابتة عريضة النطاق، فإن أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات انخفضت بنسبة %30 على مستوى العالم في الفترة بين عامي 2008 و2011، وسجلت خدمات الإنترنت الثابتة عريضة النطاق الانخفاض الأكبر، حيث انخفضت الأسعار في المتوسط بنسبة %75.
وفي حين شهدت الأسعار ثباتاً في الاقتصادات المتقدمة، يتواصل انخفاض هذه الأسعار في البلدان النامية بمعدلات بأعداد من رقمين.
ومع ذلك لا تزال أسعار خدمات النطاق العريض باهظة جداً في معظم البلدان النامية: فبنهاية عام 2011، كان السعر الشهري لحزمة خدمات أساسية في النطاق العريض المتنقل يمثل أكثر من %40 من الدخل الوطني الإجمالي (GNI) الشهري للفرد. ويقارن ذلك بنسبة %1,7 في الاقتصادات المتقدمة. وأهداف توفير الخدمات بأسعار معقولة التي وضعتها لجنة النطاق العريض من أجل التنمية الرقمية والتي يعمل فيها الاتحاد كنائب رئيس مشارك، وذلك في عام 2011، حددت تكلفة مستهدفة لاشتراك المستوى الأساسي في النطاق العريض بأقل من %5 من الدخل الوطني الإجمالي.
ومن التطورات الواعدة النمو التطور الذي تشهده خدمات النطاق العريض المتنقل. ففي البلدان النامية، يمكن النفاذ إلى خدمات النطاق العريض المتنقل بصورة أكثر اتساعاً، بالنسبة لحزم الخدمات ذات الحجم المنخفض والأقل تكلفة من خدمات الإنترنت الثابتة عريضة النطاق. ويتوقع أن يزيد النطاق العريض المتنقل من استعمال الإنترنت، والذي يسجل %32 عالمياً و%24 في البلدان النامية في أواخر عام 2011.
وقال السيد براهما سانو، مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي للاتصالات، وهو المكتب الذي يصدر هذا التقرير السنوي “شهد العام المنصرم نمواً مستمراً وعالمياً تقريباً في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. والزيادة الهائلة في أعداد اشتراكات النطاق العريض المتنقل في البلدان النامية، جعلت الإنترنت في متناول عدد كبير من المستعملين الجدد. بيد أنه على الرغم من الاتجاه نحو الانخفاض، لا تزال الأسعار مرتفعة نسبياً في كثير من البلدان ذات الدخل المنخفض. ولكي يتسنى للنطاق العريض المتنقل تكرار معجزة الهاتف الخلوي المتنقل ومن أجل جذب مزيد من الأفراد في العالم النامي للخدمات الإلكترونية، يتعين زيادة تغطية شبكة الجيل الثالث وخفض الأسعار، ربما أكثر من ذلك”.