يشهد ميناء كوربس كريستى الأمريكى، تحولا تاريخيا فى تجارة البترول العالمية، ومع انتعاش الإنتاج فى أمريكا الشمالية، تتغير أنماط الاستيراد والتصدير، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انعكاس اتجاه النمو المطرد فى تجارة البترول بين القارات وتراجعها حتى 2017.
وقالت ماريا فان دير هوفن، المدير التنفيذى للوكالة، إن خريطة البترول العالمية سوف يعاد رسمها على مدار السنوات الخمس المقبلة.
وتقدر الوكالة – حسبما ورد فى تقرير لجريدة «الفاينانشيال تايمز» – أنه بحلول 2017 سوف يتم تداول 32.9 مليون برميل يومياً مطلع 2017 بين مناطق مختلفة من العالم، وهو رقم أقل بـ 1.6 مليون برميل عن تقديرات العام الماضي، ومن المرجح أن يكون لهذا الانخفاض تأثير على موازين المدفوعات الوطنية وقطاع الطاقة.
وسوف تغير خارطة التجارة الجديدة أيضا أسعار أنواع الخام المختلفة، وهو ما سوف يجبر شركات الطاقة العالمية مثل “جلينكور” وشيل” و”توتال” على إعادة التفكير فى كيفية القيام بالأعمال، كما أن هذا التحول قد يضر بالطلب على الحاويات وبالتالى سوف يؤثر على الشركات المصنعة.
وينبع التغير فى الخارطة العالمية من أمريكا الشمالية حيث أن شركات التكرير سوف تخفض وارداتها بما يعادل 2.6 مليون برميل يوميا، أى ما يعادل إنتاج دولة مثل الكويت، وهو بسبب ارتفاع الإنتاج فى كندا وبعض الولايات الامريكية مثل تكساس وداكوتا الشمالية، كما سيؤدى هذا التحول فى الواردات إلى تفضيل بعض أنواع البترول على غيرها، فمن المرجح أن ينخفض الطلب على البترول عالى الجودة والمعروف بالخام الحلو الخفيف، وبالفعل خفضت الولايات المتحدة وارداتها من نيجيريا، المصدر الرئيسى لهذا النوع، إلى النصف.
وقال توماس وايميل، رئيس الخام فى “توتسا” الذراع التجارية لشركة “توتال”، إن واردات البترول الخفيف الحلو تنخفض بشكل مطرد سنويا بمقدار 400 ألف برميل يوميا، وسوف تصل إلى مستويات منخفضة للغاية بحلول 2014.
وتكتشف شركات التكرير الأمريكية على ساحل المحيط الأطلنطى طرقا جديدة لاستبدال البراميل الأجنبية بالإنتاج المحلى المتزايد حيث أدى الانتعاش فى الانتاج الأمريكى إلى انخفاض تكلفة خام غرب تكساس الوسيط أمام الأنواع الأخرى.
ومن بين النتائج الكبيرة المتوقعة من تغير خارطة التجارة انخفاض صادرات الشرق الأوسط من البترول الخام على مدار السنوات الخمس القادمة، وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أن صادرات المنطقة سوف تنخفض بحلول 2017 بحوالى 1.9 مليون برميل سنويا عن تقديرات العام الماضي.
وهناك قوتان تفسران الانخفاض الوشيك، الأولى أن المنطقة سوف تكرر المزيد من البترول الخام محليا، فشركة “أرامكو” السعودية تبنى شركتى تكرير بالتعاون مع “توتال” الفرنسية و”سينوبك” الصينية، وسوف تعالج تلك الشركتان جميع الخام الذى تنتجه السعودية من أحدث آبارها “منيفة”، والثانية أن الإنتاج سوف يكون أقل فى سوريا واليمن وعمان.وبشكل عام، سوف تتقلص واردات البترول من قبل الدول الصناعية بمقدار 4.3 مليون برميل على مدار السنوات الخمس القادمة، بينما رفعت الوكالة من تقديراتها عن العام الماضى فيما يتعلق بشراء الدول النامية للبترول فى 2017، حيث رفعت تقديرها عن العام الماضى بمقدار 2.7 مليون برميل يوميا.
وقد يصاحب انكماش التجارة فى البترول الخام، توسع التجارة فى الوقود نظرا لتكرير الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط البترول الخام محليا وتصديره إلى الخارج.
وقال آندى ليبو، استشارى بشركة أمريكية، إنه طالما يوجد بترول يتحرك خلال مناطق مختلفة من العالم، سوف يستفيد التجار، فإن ما سوف يتغير هو اتجاه التدفقات لا أكثر.
اعداد – رحمة عبد العزيز