طالب عدد من الخبراء العقاريين باستخدام المباني الجاهزة فى إطار خطة توفير الوحدات السكنية لمحدودى الدخل، نظراً لما يتميز به هذا النظام الإنشائى من توفير للوقت والمال فى ظل تزايد الطلب على الوحدات السكنية المنخفضة وارتفاع تكلفة الإنشاء.
وقال المهندس صلاح حجاب، الخبير الاستشارى، إن الضرورة تحتم على الحكومة إعداد دراسات جدوى اقتصادية لاستخدام المبانى الجاهزة، مشيراً إلى أن الدراسة يجب أن تشتمل على قاعدة بيانات عن الاحتياجات وحجم الطلب فى السوق المصرى لهذه المبانى خاصة أن العجز فى الوحدات السكنية يصل إلى 900 ألف وحدة سكنية سنوياً 50 ألف وحدة منها فى مدن الصعيد.
وذكر أن مصر أبدت اهتماماً فى أواخر سبعينيات القرن الماضى لإنشاء الوحدات سريعة التجهيز واستوردت 9 شركات مصرية خطوط إنتاج للحوائط الجاهزة، مشيراً إلي أن الحكومة منحت الشركات تيسيرات ومرونة فى ذلك الوقت للحصول على مناقصات إنشاء وحدات سكنية باستخدام الحوائط الجاهزة، نظراً لما تتمتع به من انخفاض التكلفة وسرعة الإنشاء إلا أن هذه التجربة لم تحقق انتشاراً.
وأشار إلى أن مثل هذه المبانى يحتاج عمالة على مستوى عال من التدريب والقدرة على استخدام تقنيات حديثة، مطالباً بسرعة العمل على تدريب عمالة التشييد والبناء التى تمثل 11% من إجمالى العمالة المصرية إلا أن أكثر من نصف هذا العدد يعمل بـ«اليومية» ومن ثم ليس لديه الخبرات الكافية للعمل فى البناء باستخدام المبانى أو الحوائط الجاهزة.
وأوضح أن اتباع هذا النمط فى البناء يساعد الحكومة على إنشاء مساكن محدودى الدخل الخاصة لاختصاره الوقت اللازم لتنفيذ المشروعات إلى أقل من نصف المدة المطلوبة حال البناء بالنظام التقليدى.
وأكد المهندس إسماعيل عثمان، نائب رئيس الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء أن العائق أمام انتشار البناء باستخدام المبانى الجاهزة عدم وجود الكوادر البشرية المدربة لتشغيل هذه المصانع.
وأوضح أن السوق المصرى غير مؤهل حالياً لتشييد المساكن باستخدام الحوائط الجاهزة رغم الحاجة الملحة لها فى الوقت الحالى، موضحاً أن هذا النظام يحتاج إقامة مصانع وورش لإنشاء الحوائط المعلقة.
وأشار عثمان إلى ضرورة تكاتف الحكومة والقطاع الخاص فى تطوير المشروعات باستخدام هذا الأسلوب الإنشائي، نظراً لأن الدولة لن تستطيع تمويل مشروعات محدودى الدخل بمفردها، مطالباً بالاستعانة بالخبرات الخارجية خاصة التركية منها.
وقال معتز عبدالعال، رئيس مجلس إدارة شركة الصفوة للخرسانة الجاهزة إن السوق المحلى بحاجة إلى الوحدات المنشأة باستخدام الحوائط الجاهزة خاصة بعد ارتفاع أسعار الوحدات السكنية خلال المرحلة الراهنة وذلك لارتفاع أسعار مواد البناء.
وأضاف أنه كلما كان عدد الوحدات المشيدة باستخدام الحوائط الجاهزة كبيراً انخفضت التكلفة والعكس صحيح، موضحاً أن السوق مؤهل لاستيعاب هذه النوعية من المشروعات، مشيراً إلى أهمية تشديد الرقابة على إنشاء هذا النمط الإنشائى، نظراً لتعرض العديد من المبانى سابقة التجهيز للغش فى بعض الدول.
وطالب المهندس ممدوح عزمى، رئيس شعبة العمارة بنقابة المهندسين وزارة الإسكان بوضع خطة استراتيجية للدولة لتنفيذ عدد كبير من هذه المبانى لتميزها بسرعة التنفيذ، مقارنة بالوحدات العادية.
ولفت عزمى إلى أهمية اسناد هذه المشروعات لمقاولين يتمتعون بخبرة جيدة فى هذا المجال حتى لا تحدث أى مشكلات مستقبلية فى هذه الوحدات.
كتب – أحمد سمير