يشهد السوق العقارى تغيراً فى ترتيب شركات التنمية مع توقعات بظهور قادة جدد بالسوق لتتصدر شركات جديدة المشهد فيما تتوارى أخرى ولا تتوقف التغيرات الحاصلة فى السوق عند المطورين بل امتدت أيضاً لسياسات مع اتجاه المطورين للإسكان المتوسط.
فريق من المطورين يرى أن هذا التحول فى السوق طبيعى بعد تغير نظام سياسى واقتصادى قامت واعتمدت عليه بعض الشركات منذ نشأتها لتخرج كيانات جديدة تعمل وفقاً لمتغيرات السوق واحتياجاته فيما ذهب آخرون إلى أن قادة السوق من الشركات فى مرحلة إعادة ترتيب أوراق متوقعين عودتهم بقوة مع نوعية مختلفة من المشروعات تتوافق ونوعية الطلب واحتياجات العملاء.
قال المهندس طارق شكرى، رئيس مجلس إدارة مجموعة عربية للاستثمار العقارى إن قدرة الشركات على الاستمرار والبقاء ترتبط بمدى التزامها مع عملائها، موضحاً أن بعض الشركات الكبيرة اعتمدت فى وقت سابق على علاقتها بنظام وحكومات مكنتها من الحصول على أراض وتسهيلات إلا أن هذا لم يعد قائماً ما يعرضها لصعوبات كثيرة تؤثر على مكانتها فى السوق.
قال إن ديناميكية السوق وإعادة الترتيب ظاهرة صحية ترتبط بالمنافسة وقدرة الشركات على التأقلم مع المتغيرات، موضحاً أن بعض الشركات بدأت تظهر على الساحة بقوة فيما خفت نجم أخرى.
حدد شكرى قدرة الشركات على البقاء فى السوق بقوله: الشركات الملتزمة فى التنفيذ وتسليم مشروعاتها فى الوقت وبالمواصفات المتفق عليها هى فقط القادرة على البقاء والاستمرار، موضحاً أن الحصول على أراض دون تطوير واستخدام تحصيلات العملاء أو الاقتراض من البنوك وتوجه هذه المبالغ للاستثمار لم يعد مقبولاً.
أضاف أن الشركات التى تقدم أفكاراً جديدة ولديها قدرة على التجاوب مع معطيات السوق سيكون لها القدرة على التواجد واحتلال مرتبة متقدمة به وقد تستحوذ على النصيب الأكبر منه مؤكداً أن المنافسة فى صالح العميل الذى يسعى المتنافسون لإرضائه.
قال على عبدالغفار، رئيس مجلس إدارة مجموعة دار زين للتسويق العقارى إن التغيرات فى السوق طبيعية وتتوافق مع المعطيات الجديدة الناتجة عن تغير فكر العملاء وتوجه الطلب نحو نوعية معينة من المشروعات موضحاً أنها ستتسبب فى ظهور شركات كانت بعيدة عن الأضواء.
تابع ان الشركات الكبرى فى السوق سواء المصرية أو الخليجية لديها كثير من المشروعات فى مراحل التطوير وتمتلك محفظة أراض كبيرة طورت أجزاء منها ما يجعل تواجدها فى السوق قائماً حيث مازال أمامها الكثير من الوقت للانتهاء من تطوير محافظ أراضيها متوقعاً أن تحول هذه الشركات وجهتها نحو مشروعات تتوافق مع الطلب مع تغير الطلب إلى الاستهلاك الفعلى بعدما كان يسيطر عليه سابقاً مضاربون أو مستثمرون ليسوا فى حاجة فعلية للسكن.
وتوقع عودة النشاط للقطاع بشكل كامل خلال فترة لن تتجاوز عامين حال وضوح الرؤية لدى المطورين بناءً على البرنامج الاقتصادى للحكومة، متوقعاً أن يشهد السوق اندماجات واستحوذات وظهور شركات جديدة خلال تلك الفترة.
أضاف أن العميل أصبح يعلن عن رغبته فى الاطلاع على عقد شراء الأرض المقام عليها المشروع الذى يرغب الشراء فيه إضافة إلى تراخيص التطوير، مؤكداً أن هذا الأمر طبيعى بعد المشكلات التى شهدها القطاع خلال الفترة الماضية والمشكلات التى واجهت استحواذ الشركات على مساحات الأراضى ومخاوف من عدم صحتها وعمليات السحب من الشركات المخالفة.
قال إن السوق شهد توجهاً جديداً فى سياسة شركات التطوير العقارى يتمثل فى نوعية الوحدات والشرائح التى تستهدفها وتحولها من الإسكان الفاخر إلى مشروعات الإسكان المتوسط وفوق المتوسط والإدارى وغيره مما يمثل تغيرا فى سياستها.
من جانبه، قال اللواء كمال الدين حسين، النائب الأول لرئيس هيئة المجتمعات العمرانية لـ «البورصة» ان وزارة الإسكان تدرس طرح أراض للمستثمرين بمساحات متوسطة لا تتجاوز 100 فدان للمستثمر الواحد والتوقف عن طرح المساحات المليونية بسبب المشاكل التى تكبدها السوق العقارى فى الفترة الأخيرة بعد تعثر أعمال تطوير الشركات لمساحات الأراضى الكبيرة.
أضاف كمال ان خطة الوزارة فى طرح الأراضى فى الفترة القادمة تستهدف الإسراع بعملية التنمية ومن ثم فإن المساحات المزمع طرحها لن تتجاوز 100 فدان لتجنب عمليات تسقيع الأراضى وعدم تطويرها.
أشار إلى أن التجربة السابقة لطرح ملايين الأمتار كقطعة واحدة نتج عنها تعثر الشركات فى أعمال التنفيذ لسنوات طويلة مما يزيد من الغرامات الموقعة عليها وتضطر الوزارة إلى سحب الأرض بعد أن يتوقف المشروع لسنوات.
ذكر أن المساحات المتوسطة من الأراضى يسهل تنميتها عمرانياً خاصة أن التعثر فى تطوير المساحات المليونية أصاب الشركات العقارية الكبرى، موضحاً أن النظام الجديد سيزيد عدد المشروعات العقارية ويشعل المنافسة بين الشركات على الإسراع فى معدلات التنفيذ فى المشروعات الجديدة.
تابع ان هيئة المجتمعات العمرانية ستطرح فى الفترة المقبلة عددا من قطع الأراضى للمستثمرين فى عدد من المدن الجديدة منها 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة والعاشر من رمضان والشروق بمساحات تتراوح بين 5 و100 فدان فى إطار توجهها الجديد لطرح قطع أراض متوسطة يسهل تنميتها وتطويرها بشكل سريع.
كتب – حمادة إسماعيل ومحمد درويش