يمتد تأثير الصين خارج حدودها الجغرافية ليشمل الاقتصاد العالمى بجميع المجالات بعد أن أصبحت أكبر مستورد للسلع الاساسية فى العالم وكذلك أكبر مصدر للبضائع.
وبالرغم من تراجع الاقتصاد الصيني، فإن نموه مازال سريعا وفقا لمعايير معظم الدول المتقدمة، ولكن هذا الهبوط يعد كبيرا بالنسبة لاقتصاد اعتاد ان ينمو بحوالى 12% سنويا حتى بداية 2010.
وتباطؤ الاقتصاد الصينى أثر على مجموعة مختلفة من القطاعات والشركاء التجاريين بدرجات مختلفة، وأصبحت التوقعات المستقبلية لاتجاه الاقتصاد الصينى فى الشهور الاخيرة تشغل معظم المستثمرين العالميين خاصة فى ظل الأزمة الاوروبية والاقتصاد الأمريكى المتعثر.
وبالنظر إلى السرعة التى هيمنت بها الصين على الكثير من أسواق السلع العالمية خاصة فى العقد الأخير، يتضح جليا أن هذه السلع كانت اكثر الضحايا.
واستشهد تقرير للفاينانشال تايمز بإحصائيات قد تثلج صدر ماو تسى تونج، مؤسس النهضة فى الصين، وتظهر هذه الإحصائيات ان إنتاج الصين من الصلب أصبح سبعة أضعاف إنتاج بريطانيا وأمريكا مجتمعين، كما انها تمثل حوالى نصف الإنتاج العالمى من المعادن، بالإضافة إلى أن حصة الدولة من استيراد الحديد الخام، المكون الرئيسى للصلب، ارتفعت من أقل من 10% فى أوائل التسعينات إلى حوالى 65% حاليا من إجمالى إنتاج العالم من هذا الخام المهم.
لذلك ترتب علي تراجع الطلب الصيني علي المعادن، انخفاض أسعار الحديد الخام والنحاس والفحم بشكل كبير هذا العام، وبالطبع كان لهذا تأثير على اقتصادات مثل استراليا والبرازيل وأندونيسيا وأجزاء من أفريقيا ومصدرين آخرين.
وقال ريك ديريفيل من بنك “كريدى سوسيه” ان أسعار الحديد الخام والسلع الأخرى قد تتدهور على المدى الطويل لأدنى من المستويات الحالية، وأنه من المنتظر أن تصل أسعار الحديد الخام فى 2015 إلى 70 دولاراً للطن بدلا من 150 دولاراً حاليا.
وتتزايد أهمية الصين بالنسبة للاقتصاد العالمى، حيث يقول صندوق النقد الدولى إنها أصبحت أول أو ثانى أكبر شريك تجارى لـ 78 دولة يشكلون 55% من الناتج المحلى الإجمالى العالمي، بينما كانت فى عام 2000 أول أو ثانى أكبر شريك تجارى لـ15 دولة يمثلون 15% من الناتج المحلى الإجمالى العالمي.
والتباطؤ الصينى حتي الآن يغلب عليه الشكل التدريجى، لكن تراجع الإنفاق على الاستثمارات والبنية التحتية كان له أثر سلبى على الطلب على الآلات والبضائع الرأسمالية مما أثر على الاقتصادات المتميزة فى صنعها مثل اليابان وألمانيا. بينما كانت القطاعات المرتبطة بالمستهلكين مثل الإلكترونيات والسلع الفاخرة أكثر مقاومة، بينما عانت بعض العلامات التجارية الأضعف.
وتضررت الدول التى انتعشت بفضل تعطش الصين للموارد الطبيعية من استراليا إلى البرازيل ومن جاكرتا إلى كاب تاون تضررا بالغا نتيجة لتباطؤ الاقتصاد الصيني.
اعداد – رحمة عبدالعزيز