شركات الإنشاء اليابانية حتى وقت ليس ببعيد المنافس الأكثر ضراوة للشركات الغربية، ولكن فى أقل من عقد اختفت اليابان من قائمة أفضل عشر شركات لـ«مجلة الإنشاءات الدولية»، بينما حلت الشركات الصينية محلها، حيث تزامن الانتعاش فى قطاع الانشاءات الصينى من الركود فى اليابان.
وصنفت المجلة شركة الصين الحكومية للانشاءات والهندسة كأكبر شركة فى العالم، وتشارك تلك العملاقة فى تجديد جسر «الكساندر هاميلتون» فى نيويورك، وتساعد فى إنشاء مجموعة أبراج ضخمة فى موسكو، وتبنى منتجعا سياحيا هائلا فى جزر الباهاما، كما يأتى ترتـيب شركة الصين لإنشاء السكك الحديدية فى المرتبة الثانية وهى الشركة التى تبنى مترو مكة الجديد.
ويذكر تقرير لمجلة «الايكونوميست» ان شركات الانشاءات الصينية برعت فى انهاء المشروعات الكبيرة فى الوقت المحدد، ومع ذلك يتشكك المحللون فى مدى استعدادها للعمل فى الدول الغنية.
وقال جوليان بو من بنك «جيفريز» الاستثمارى ان ميزتهم الأساسية هى العمالة الرخيصة بينما تكون هذه الميزة غير ذى فائدة فى الأماكن التى لا يستطيعون فيها جلب الكثير من العمالة الصينية.
وأضاف ان الحكومة الصينية تدلل شركاتها وتضــمن لها هوامش الربح، بينما معظم الشركات فى الدول الغنية تتحمل عادة مخاطرة تجاوز التكاليف وهو أمر لا تمتلك فيه الشركات الصينية خبرة كبيرة.
وأوضح ان العديد من الشركات الصينية واجهت مشكلات فى المملكة العربية السعودية واستراليا وبولندا، وانه اذا كانت الشركات الصينية تسعى للتوسع عالميا، فعليها التعلم من تراجع الشركات اليابانية ومن قصص النجاح لبعض الشركات الغربية.
ويرى جوردى روكا، من شركة «اسينشر» الاستشارية، ان احد أسباب تقهقر الشركات اليابانية هو رفضها للنمو من خلال الاستحواذات، بينما على النقيض، كانت الشركات الأوروبية أكثر نشاطاً فى عمليات الاستحواذ، حيث اشترت شركة «فينسى» الفرنسية العديد من شركات البناء البريطانية كما اشترت فى العام الماضى شركات فى كندا وتركيا والهند ونيوزيلاندا.
كما قامت الشركة الفرنسية وبعض نظيراتها فى الغرب بأمر آخر وهو العمل كمشغلين للبنية التحتية وليس فقط منشئين، ففى فرنسا، تدير «فينسى» جسورا وقنوات ومطارات والاستاد الوطنى.
وقال كزافييه هيلارد، رئيس «فينسى» الفرنسية ان العالم ملئ بالمشروعات العامة التى لا تستطيع الحكومات تمويلها، لذا سوف تنتشر الشراكات بين القطاعى العام والخاص بقدر أكبر.
وتحصل أكبر شركات البناء على حصة متزايدة من الأعمال حول العالم، وتقدر شركة «أسينشر» انه بين 2002 و2010 نما الانفاق العالمى على البنية التحتية بنسبة 19% بينما تضاعفت ايرادات أكبر 20 شركة ثلاثة أضعاف.
وتغامر الشركات الأصغر من البرازيل وتركيا والهند بالبحث عن مشروعات خارج أوطانهم خاصة فى الخليج حيث تغذى أموال البترول والغاز الانتـعاشة فى الانشاءات.
اعداد – رحمة عبدالعزيز








