تنتهى شركة إدراك للمشروعات التعليمية والترفيهية من إنشاء أول مشروع لها فى مصر «مدينة كيدزانيا» بحلول فبراير المقبل بتكلفة 120 مليون جنيه، على أن تبدأ الشركة فى تنفيذ مدينة اخرى خلال العامين المقبلين بمدينة 6 اكتوبر وأخرى بالإسكندرية وفقا لحوار طارق زيدان محافظ مدينة «كيدزانيا».
كشف زيدان عن وصول استثمارات الشركة بالسوق المصرى إلى 25 مليون دولار، فيما تسعى الشركة إلى افتتاح 6 أفرع للعلامات التجارية «ذا ليتل جيم – جزر سيز» بنهاية 2017.
قال زيدان إن مدينة «كيدزانيا» عبارة عن مدينة للأطفال يعيشون نماذج محاكاة للأفراد الكبار وفق منظورهم الخاص والطريقة المفضلة لديهم، موضحا ان المدينة التى تعكف الشركة على انهائها حاليا تتخذ من القاهرة الجديدة مقرا لها على مساحة 5.6 ألف متر مربع، بينما تبلغ المساحة الانشائية لها 8.4 ألف متر على دورين، تستقبل المدينة زوارها من الاطفال صباحا حتى المساء.
شرح زيدان فكرة المدينة بانها تعتبر «المدينة الفاضلة» بالنسبة للاطفال حيث من خلالها يمكنهم ممارسة المهنة التى يريدونها ويقومون بأدور الكبار التى يرونها مناسبة لهم، موضحا ان «كيدزانيا» تحمل معطيات المدينة الحقيقية من شوارع ومصانع وكبارى وانفاق ومصالح وخدمات حكومية، ويمارس الاطفال العاب تقليد الكبار فى الحياة بطريقة تنمى افكارهم وعقولهم بطريقة غير مباشرة، حيث يقوم بعضهم بدور «عامل مصنع – طبيب – مدرس – موظف – صحفى».
يتعامل الاطفال داخل «كيدزانيا» بالعملات الخاصة بالمدينة على انه عمل حقيقى حيث يحصل الطفل على مبلغ مالى بعملة «كيدزانيا» فى نهاية عمله ويذهب للجلوس فى كافيه أو يشترى احتياجاته من السوبر ماركت أو يدعها فى البنك كأنها حياة طبيعية، اضافة إلى تعليمه المواد التى يدرسها فى المدرسة بطريقة غير مباشرة حيث يتعلم الرياضيات اذا كان يعمل فى السوبر ماركت أو موظف وغيرها من المواد الأساسية للاطفال فى هذه السن، مشيرا إلى توفير جميع عوامل الأمن والسلامة الخاصة بالاطفال وفقا للقوانين والمعايير الدولية.
قال زيدان ان فترة تشييد وإعداد المدينة تستغرق عامين على الاقل مشيرا إلى افتتاح اول ” كيدزانيا ” بمصر شهر فبراير القادم حيث بدأت الشركة فى انشائها نهاية 2010، وتستهدف الشركة انشاء مدينتين بـ 6 اكتوبر واخرى بالاسكندرية، وتفاضل الشركة حاليا بين اكثر من موقع باكتوبر حاليا حيث يراعى فى اختيار موقع المدينة وجود كثافة سكانية مناسبة وقرب منطقة تجارية حتى تناسب اولياء الامور.
عن تكلفة بناء المدينة الواحدة أكد زيدان انها تحتاج ما بين 100 و120 مليون جنيه، فيما يصل اجمالى استثمارات الشركة حتى الآن بالسوق المصرى 25 مليون دولار، موضحا فى الوقت ذاته ان سعر تذكرة زيارة ” كيدزانيا ” لن يكون باهظا وذلك بسبب خطط الشركة لاستهداف اعداد كبيرة من الزوار وهو ما يساعد فى ان تكون اسعار التذاكر فى مستوى متوسطى الدخل.
أوضح ان العامل الاساسى لانجاح المشروع محليا ” الاطفال ” متوافر بشكل كبير فى مصر حيث تصل نسبة الاطفال اقل من 16 سنة إلى 34 % من اجمالى عدد السكان الذى قارب 91 مليون نسمة، ما يساعد على تخفيض سعر تذكرة الدخول.
وقال إن الشركة تمول المشروع ذاتيا بالإضافة إلى نظام التأجير التمويلى للمبانى، وكذلك من خلال الشركاء المتعاونين فى التسويق، حيث تشارك الشركة بـ50 % تمويلا ذاتيا والنسبة الاخرى من خلال مؤسسات مالية اخرى عبر نظام التأجير التمويلى.
اضاف زيدان ان الشركة تعمل حاليا على وضع التسعيرة المناسبة للتذكرة موضحا إلى تقسيمها للفئات، احداهما خاصة بالزيارات الأسبوعية وسيحصل عليها الطفل دون تخفيض، وفئة لرحلات المدارس وستكون مخفضة بنسبة تصل إلى 50%، واخرى مجانية بحصة 10% من اجمالى اعداد المترددين على المدينة على ان تخصص تلك التذاكر للاطفال غير القادرين ماديا.
وقال إن ” كيدزانيا ” توجد فى 10 مدن حول العالم، حيث توجد 3 مدن بالمكسيك و2 باليابان وواحدة بكل من البرتغال واندونيسيا وماليزيا وتشيلى ودبى، ويتم حاليا بناء مدن بالسعودية والكويت والهند وتركيا، بحيث يصل عدد مدن ” كيدزانيا ” إلى 20 مدينة حول العالم بنهاية 2014.
وأشار زيدان الذى يعمل أيضا محافظ ” كيدزانيا ” إلى أن فكرة المشروع لا تتعارض مع ثقافات أو ديانات أو عادات الشعوب وانما لها علاقة بتفكير وخيارات الاطفال فى هذه السن وهم متساوون بالعالم كله متوقعا ان تلقى الفكرة اقبالا كبيرا من الاطفال خلال تواجدها بمصر، مشيرا إلى وضع 6 حقوق للأطفال فى دستور ” كيدزانيا ” بجميع دول العالم، هى حق المعرفة وحق الاهتمام وحق اللعب وحق الاكتشاف وحق المشاركة والحق فى التواجد، مشيرا إلى وعى الاطفال بمصر بما يدور حولهم بشكل ناضج حيث اجرت الشركة استطلاع رأى للاطفال بعد الثورة ابرزت نتائجه نضوج الاطفال ومشاركتهم لحياة الكبار ووجود اهتمام واضح منهم بالوحدة الوطنية وغيرها من القضايا الكبرى بالبلد.
تستهدف «كيدزانيا» استيعاب مليون زائر خلال السنة الاولى لبدء نشاطها بالسوق المحلي مشيرا إلى ان الطاقة الاستيعابية للمدينة تتراوح بين مليون ومليون و200 ألف زائر سنويا، مشيرا إلى ان طريقة عمل المدينة فى جميع الاسواق الخارجية واحدة حيث تجتذب عدد الزائرين وفقا للطاقة الاستيعابية الخاصة بها دون ان يتراجع عدد المترددين عليه، وذلك لأن المدينة تعمل على تطوير الوظائف التى يمارسها الاطفال بها واضافة خدمات جديدة بها ما يجعلهم لا يملون من زيارة «كيدزانيا».
نفى زيدان اى تأثر فى خطط الشركة عقب ثورة 25 يناير، موضحا تعطل العمل فى بناء المدينة لفترة من الوقت نتيجة توقف الموردين عن العمل لفترة بسيطة موضحا إلى توفير 300 وظيفة مباشرة ومثلها غير مباشرة وتسعى الشركة إلى زيادتها إلى 1800 وظيفة مباشرة وغير مباشرة بنهاية بناء المدينة الثالثة بنهاية 2017، مؤكدا استمرار الشركة بالسوق المصرى، مشيرا إلى وجود 3 فروع للخدمات الموازية لمدينة «كيدزانيا» – «ذا ليتل جيم – جزرسيز» فيما تستهدف الشركة إلى زيادتها إلى 6 فروع لكلا منهما خلال العام القادم.
عن الصعوبات التى يرى زيدان أنه قد يواجهها المشروع محليا، فاكد استقرار حالة الامن بالشوارع المصرية والذى يعد عاملا مهما من عوامل انجاح اى استثمارات، مطالبا الحكومة بدعم المشروع بشكل معنوى، مستدلا على تمكن الشركة من استيراد طائرة «بوينج» حقيقية لتعليم الاطفال عليها وادخالها من الجمارك ووصولها مكانها خلال 24 ساعة فقط بالتعاون مع وزارة الداخلية وغيرها من الجهات المختصة.
وتعاقدت «كيدزانيا» مع شركات لتتواجد بالمدينة ويستخدمها الأطفال فى ممارسة نموذج الوظيفة «بنك CIB وفودافون وكوكاكولا وكادبورى والمدرسة الأمريكية وهيونداى وراديو نجوم إف إم ونايل إف إم ومصنع للأطفال ومدرسة لتعليم البرجر وأخرى للبيتزا ونستلة للآيس كريم وشركة درة للمقاولات وبنك الطعام المصرى» يشارك من خلال مصنع لتعبئة كرتونة الوجبات الغذائية.
كتب – محمد علا الدين