قال خبراء السياحة والملاحة البحرية أن مصر تستطيع أن تجعل من الموانئ الشمالية لها ببورسعيد والاسكندرية موانئ محورية hub port» لدول شرق المتوسط، مؤكدين أن ميناء الاسكندرية يستطيع أن يكون أفضل موانئ البحر المتوسط حال تعديل بعض القوانين المكبلة لحركة الملاحة السياحية.
قال اللواء محمود حاتم القاضى رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربى لغرف الملاحة البحرية إن عدد الركاب السياحيين الوافدين إلى الموانئ البحرية خلال العام الماضى بلغ نحو 95.9 الف وافد مقارنة بـ527 ألف وافد خلال 2010.
وأضاف القاضى أن هذا العدد لا يتناسب مع الامكانات الضخمة المتوافرة فى مصر من موانئ بحرية على شاطئ البحر المتوسط والأحمر مشيرا إلى أن تونس حققت 895.4 الف وافد خلال 2010، فى حين حققت مدينتا أنطاليا وبدروم بتركيا 662.3 ألف وافد.
ووفقا لرئيس اتحاد الغرف الملاحية العربية فإن ميناء الاسكندرية استحوذ على 46.3 ألف خلال العام الماضى مقارنة 166 ألفا خلال العام الأسبق جاءوا على متن 199 رحلة فى حين حقق الميناء خلال 2009 نحو 104 آلاف وافد على متن 65 رحلة، كما حقق ميناء بورسعيد البحرى 59.6 الف وافد على متن 225 رحلة بحرية خلال العام الماضى مقارنة 461الف سائح خلال 2010 مؤكدا أنه خلال الخمس سنوات الاخيرة هناك نمو سلبي فى عدد السائحين الوافدين لميناء بورسعيد يتجاوز 20%.
وطالب القاضى بضرورة تشجيع الطيران العارض من مطارى برج العرب وبورسعيد إلى مطار 6 أكتوبر بالقاهرة ومنه إلى الاقصر وأسوان مؤكدا ان ذلك سيساهم فى سهولة تنظيم الرحلات لليوم الواحد من الاسكندرية وبورسعيد إلى بقية المناطق السياحية الداخلية.
وأوضح أن تشغيل ميناء برج العرب كفيل بحل الأزمة المرورية بين مطار القاهرة وغرب القاهرة، وأن استخدام الطيران العارض سيؤثر إيجابا على حركة الملاحة السياحية لميناءى بورسعيد والاسكندرية خلال الفترة المقبلة.
وقال رئيس اتحاد الغرف الملاحية العربية « نخطط لاستعادة السياحة البحرية لتكون مورداً سياحيا إضافيا يصب فى الاقتصاد المصرى إلى جانب تنويع الانماط السياحية المختلفة من خلال تسويق مصر بالخارج كمقصد متعدد الموارد السياحية.
وأوضح أن هناك ما يسمى بسياحة اليوم الواحد للسائح البحرى ونعمل على أن تكون الاسكندرية صالحة لتكون ميناء محورياً «hub port» للسياحة البحرية بحيث تبدأ الرحلة لدول شرق المتوسط من الاسكندرية.
وأكد أن هذه الخطط ستعمل على بقاء السائح البحرى عدة أيام فى مصر مما سيشكل موردا اقتصاديا كبيرا بالنظر الى القدرة الانفاقية للسياحة البحرية خاصة سياحة اليخوت.
وطالب القاضى بالاستفادة من تجارب دول فى حوض المتوسط بضرورة الاشتراك فى منظمة موانئ دول البحر المتوسط السياحية إلى جانب تعديل القرارات الوزارية الخاصة بالموانئ المصرية بهدف تنشيط السياحة البحرية.
من ناحيته، قال عمرو ابو السعود، رئيس غرفة الغوص والانشطة البحرية أن مصر بحاجة الى المزيد من الموانئ البحرية المتخصصة بسياحة « المراين» مشيرا إلى منطقة البحر المتوسط تضم أكثر من 150 الف يخت لا يتعدى نصيب مصر منها 1% سنويا.
وأضاف أبو السعود أن من أهم العوائق التى تواجه حركة اليخوت فى مصر ارتفاع الرسوم التى تصل إلى 26 الف دولار لليخت مقارنة بقبرص التى تقدر الرسوم فيها بنحو 3 الاف دولار وبينما تتراوح فى تركيا بين 3 و4 الاف دولار.
وأكد أن نحو 6 مواقع غرب الإسكندرية تصلح لأن تكون «مراين» عالمية لجذب سياحة اليخوت، موضحا أن انشاء هذه الموانئ يمكن أن يخلق مجتمعات سياحية فريدة من نوعها على ساحل المتوسط.
من ناحيته، قال مسئول بارز بميناء الاسكندرية إن ارتفاع الرسوم على السفن واليخوت السياحية تم بمقتضى قرار وزارى مرجعا الزيادة فى الرسوم إلى ارتفاع تكلفة تطوير الميناء خلال الفترات الماضية.
وأوضحت حنان وفقى، عضو غرفة المنشآت الفندقية بالاسكندرية أن هناك اهتماماً كبيراً بالمحاور والمنافذ البحرية والبرية والجوية بالإسكندرية من خلال المشروع العملاق لتطوير ميناء الإسكندرية وجعله ميناءً محورياً «IN – OUT» علاوة على استخدامه كميناء Transit وفقاً لمعايير وشروط السلامة الدولية، ما سيعمل على زيادة التدفق السياحى للمدينة خلال الفترة المقبلة.
وطالبت باستكمال المشروعات الكبرى التى تمت فى تطوير المحاور الدولية الجديدة التى أصبحت تربط الإسكندرية داخلياً وخارجياً وساحلياً وبرياً وكذلك تطوير المنافذ الجوية ودعم وتطوير مطارى النزهة وبرج العرب الحاليين ومطار العلمين بعد إعادة ترسيم الحدود الجغرافية مع محافظة مطروح.
وقالت إن التطوير البحرى للموانئ المصرى سواء البرية أو البحرية يجب أن يقابله توسع فى إقامة المزيد من فنادق الخمس والأربع نجوم من خلال تشجيع كبرى الشركات الاستثمارية السياحية العالمية على المشاركة فى إنشاء هذه الفنادق مع تيسير الإجراءات وتقديم مزيد من الدعم الحكومى لها.
وشددت على ضرورة التوسع فى إقامة الفنادق ذات الثلاث نجوم والنجمتين عن طريق الشركات السياحية المحلية مع تبسيط الإجراءات والتركيز على نوع جديد من الفندقة وهو الشقق الفندقية.
وأوضحت أن الشقق الفندقية شقق سكنية ذات مستوى مميز تقدم فيها الخبرة والخدمة الفندقية من خلال الشركات الفندقية المتخصصة، مؤكدة أن هذا النوع يصلح جداً لمدينة الإسكندرية خاصة وافدى المدينة الراغبين فى الخصوصية.
وأوضحت وفقى أن نوعية المشروعات التى يجب أن يتم وضع خطط مستقبلية لاستغلال المناطق السياحية تتضمن تحويل أرض المعرض الصناعى الزراعى المملوكة للمحافظة بمساحة حوالى 60 ألف
متر مربع الى فندق وأرض معارض ومؤتمرات، وطالبت بضرورة استغلال الأرض الفضاء خلف كارفور للأنشطة السياحية المختلفة واستغلال أرض كوتة ومسرح عبد الوهاب فى انشاء فنادق 4 و5 نجوم وأرض عائشة فهمى بمنطقة جليم بكورنيش اسكندرية والمملوكة لشركة ايجوث وتحويلها لصرح سياحى عالمى.
و من ناحيته، طالب الدكتور سعيد البطوطى، المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية واستاذ الاقتصاد بجامعة فرانكفورت بألمانيا أن وضع الاسكندرية على خريطة سياحة الاعمال الدولية BUSINESS TRAVEL التى تشمل سياحة الاعمال الفردية INDIVIDUAL BUSINESS TRAVEL وسياحة المؤتمرات والمعارض CONVENNTION AND EXHIBITION TRAVEL.
واضاف أن سياحة الاعمال الدولية سياحة متميزة تجمع بين أنماط سياحية متعددة ذات عائد مرتفع خاصة سياحة الحوافز والمؤتمرات مشيرا إلى أن تطوير البنية التحتية بالإسكندرية قادر على جذب هذه الانماط فى ظل وجود مكتبة الاسكندرية.
وأضاف أن إعداد الخطط التسويقية والحملات الدعائية عبر متخصصين بتعاون مع وزارة السياحة والاتحاد المصرى للغرف السياحية وشركات السياحة الكبرى فى الأسواق المختلفة سيعمل على الترويج الكبير للإسكندرية كنافذة بحرية على البحر المتوسط.
وشدد البطوطى على ضرورة إعادة النظر فى تخطيط الساحل الشمالى الغربى لمصر بعمقه الممتد فى الظهير الصحراوى بما يسمح بالتنمية السياحية المتواصلة التى تخدم كلاً من السياحة الداخلية والخارجية.
وأكد أن جميع التخصيصات بالنسبة للأراضى التى حصلت عليها الشركات خلال الفترة الماضية يجب أن تراجع وأن يتم وقف التنمية العمرانية العشوائية خاصة تلك التى يطلق عليها المنتجعات الصيفية والتى تمثل إهدارا للمقومات السياحية بمصر.
واوضح ان منطقة الساحل الشمالى الغربى تمتلك عنصرين تنافسيين وهما من أهم عناصر الجذب السياحى فى العالم ويزداد الطلب عليهما باستمرار وهما الشواطئ الفريدة ـ على حد قوله والسياحة البيئية التى سجل الطلب عليها 20% سنويا.
ووفقا لتقرير أعده المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية فإن عدد السائحين الوافدين عن طريق البحر بالاسكندرية بلغ خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر نحو 6785 وافداً مقابل 13050 وافداً استقبلهم مطار برج العرب خلال الفترة نفسها.
وأكد البطوطى أن مطار برج العرب مازال مستحوذاً على النصيب الاكبر من حركة السياحة الوافدة إلى الاسكندرية والساحل الشمالى، الأمر الذى يستلزم ضرورة تطوير حركة الملاحة البحرية لقطاع السياحة بالاسكندرية والساحل الشمالى خلال الفترة المقبلة.
كتب – عبد الرزاق الشويخي