انتظروها ثورة جديدة قادمة لن يكون مكانها ميدان التحرير بل كل شوارع وميادين مصر.. وقد لا تكون ثورة بل الاشمل ان تكون انتفاضة للفقراء والجياع الذين ظلوا لعامين في انتظار تحسن معيشتهم ولكن دون جدوي.. هؤلاء لن يرفعوا لافتات بمطالبهم أو يقيموا منصات لهم بالميادين بل سيتجهون للهدم والتخريب للأموال العامة والخاصة فانتفاضتهم انتقام من تجاهل المجتمع لهم ولاحتياجاتهم.. بعد ان لعب السياسيون بمشاعرهم بعد الثورة حتى تجاوز سقف أحلام هؤلاء البسطاء ان يكون لهم نصيب من الأموال المنهوبة والمليارات الموعودة من مرشحي الرئاسة.. وها هم بعد ما يقرب من عامين من الثورة لم يجدوا شيئاً من ذلك.. بل أنهم قد طال بهم زمن التعطل عن العمل لفترات طويلة.. انظر إليهم في مختلف الميادين يفترشون الأرصفة صباح كل يوم أملاً في رزق يوم فقد ضاق بهم الحال لم يستفيدوا من المظاهرات الفئوية أو من الحدين الأدنى والأقصى للأجور.
هؤلاء الغلابة الفارون من فقر قراهم لا ينتمون لتيار سياسي أو ديني هؤلاء على باب الله لا علاقة لهم بالمنظرين وأصحاب الفتاوى والشعارات لا يأملون شيئاً في الدستور القادم لا يحلمون بكرسي في البرلمان.. هؤلاء أصحاب البطون الخاوية الذين يتاجر بهم السياسيون في كل زمان ومكان وتحت أى مسمى علماني أو إخواني الكل يتاجر بأحلام البسطاء.
هذه ليست أوهاماً بل واقع يدركه الجميع ممن تأثرت أحوالهم منذ ثورة يناير ممن انخفض دخلهم لانخفاض حجم أعمالهم من طائفة المعمار والصنايعية ممن قد لا يجد قوت يومه لأنه لم يعمل هذا واقع ياسادة.. وللأسف واقع مؤلم ومخيف هؤلاء لن يسكتوا كثيراً عن أحوالهم.. ولعل ما نجده ونتابعه يومياً من هذا السلوك الاجرامي المثير والمرعب من عمليات قتل وسرقة وخطف أغلب فاعليها هؤلاء الذين لا يعملون أو فقدوا أعمالهم منذ الثورة.
تخيلوا كيف حال من يجوع يوماً أو يعجز عن توفير الغذاء لأسرته ولاطفاله الصغار.. ماذا سيفعل ازاء ذلك قد تضطره هذه الظروف لأن يتحول لمجرم فيسرق ليسد جوع صغاره ثم ينخرط في السلوك الإجرامي باستمرار فقده لعمله فيا أيها الساسة يا زعماء ميدان التحرير يا أصحاب الملالي يا جماعة الإخوان انزلوا إلى العشوائيات تابعوا أحوال الغلابة شاركوا في إطعام الجوعي.. حصنوا الحكم من غضبة الجياع.. عودوا إلى كراتين الزيت والسكر فهؤلاء المساكين أحوج لها الآن من أى وقت مضى ولقد حصدتم ثمار ما وزعتموه من زيت وسكر في الانتخابات الأخيرة انني اذكر ولعل الذكرى تنفع الإخوان.
بقلم: حسين عبدربه