يتركز تواجد عمال اليومية أو ما يطلق عليهم فى سوق العمل «الفواعلية» فى عدة اماكن داخل نطاق القاهرة الكبرى اهمها دوران شبرا وميدان رمسيس والاسعاف والسيدة زينب والسيدة عائشة وشارع عباس العقاد واحياء مدينة نصر فى القاهرة وميدان الجيزة واحياء أرض اللواء وبولاق الدكرور ونفق نصر الدين بمحافظة الجيزة.
ويعتمد العمال على التواجد فى منطقة مدينة نصر لقربها من سوق المقاولات بأحياء القاهرة الجديدة والتجمعات السكنية ويظهرون بكثافة فى اخر شارع عباس العقاد والحى السابع والحى العاشر وكذلك فى مناطق وسط القاهرة والأحياء التاريخية لاستغلال أعمال المقاولات الصغيرة التى تتم فى هذه الأحياء.
وتقدر الإحصاءات عدد العمالة اليومية فى مصر بستة ملايين عامل فى قطاع أعمال المقاولات اليومية بجانب ستة ملايين عامل فى قطاع الزراعة يعمل جزء كبير منهم فى الأعمال اليدوية بسبب ضعف العائد الذى تنتجه الأرض الزراعية فيهاجرون إلى القاهرة بحثاً عن فرص العمل المتقطعة فى غير اوقات الاشتغال بالزراعة.
الدكتور عماد صيام الباحث فى علم الاجتماع السياسى قال إن العمالة اليومية وخاصة من يطلق عليهم «الفواعلية» هم وقود ثورة الجياع القادمة فى مصر وسيكونون فى مقدمتها مستخدمين سواعدهم فى الاحتجاج وتفريغ مخزون الغضب لديهم.
أضاف أن العمالة اليومية أغلبهم من غير المتعلمين وتغيب لديهم ثقافة الإحتجاج السلمى وتأكيدهم على عدم مشاركتهم فى أى مظاهرة للاحتجاج ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية بسبب عدم اقتناعهم بهذا الأسلوب الاحتجاجى من ناحية ومن ناحية أخرى لانتظارهم فرصة عمل قد تأتى فى حالة غيابهم عن الرصيف ومشاركتهم فى المظاهرات.
وأكد أن هؤلاء العمال سيكونون فى مقدمة أى ثورة عندما تغلق ابواب الرزق أمامهم بالكامل ولا يجدون ما ينفقون منه على انفسهم واسرهم التى تركوها فى المحافظات المختلفة خاصة انهم من افقر الفقراء ولا توجد جهة منظمة تدافع عن مصالحهم وعندما يكون الاقتصاد فى حالة أزمة شديدة لن ينتظروا من يطالبهم بالثورة.
وحذر صيام من أن ثورة العمال لن تكون فى ميدان التحرير وانتفاضة الجوع ستنطلق فى جميع شوارع القاهرة وتمتد لأعمال عنف ورعب بسبب عدم تعود القائمين بها على الاحتجاج السلمى والأساليب الديمقراطية للحصول على حقوقهم.
وطالب صيام الدولة والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى بمحاولة استقطاب هؤلاء وتطوير ادائهم السياسى وإبعادهم عن العنف المتوقع بجانب الارتقاء بالمهنة وضم الجيوش الجرارة من العمال إلى الاقتصاد الرسمى.
ويسجل التاريخ القريب للإحتجاجات الشعبية فى مصر قيام قطاعات كبيرة من الشعب المصرى بالخروج فى انتفاضة شعبية عرفت بانتفاضة الخبز واطلق عليها الرئيس السادات انتفاضة الحرامية حين قامت الحكومة فى 17 يناير 1977 برفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية وارتفعت اسعار الخبز والسكر والشاى والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع المهمة، حيث بدأت الانتفاضة بعدد من التجمعات العمالية الكبيرة فى منطقة حلوان بالقاهرة وفى مصانع الغزل والنسيج فى شبرا الخيمة وعمال شركة الترسانة البحرية فى منطقة المكس بالإسكندرية وبدأ العمال يتجمعون ويعلنون رفضهم القرارات الاقتصادية وخرجوا إلى الشوارع فى مظاهرات حاشدة تهتف ضد الجوع والفقر وبسقوط الحكومة والنظام رافعة شعارات منها” ياساكنين القصور الفقرا عايشين فى القبور، عبدالناصر ياما قال خلوا بالكم م العمال “.
كما خرجت مظاهرات حاشدة فى الجامعات وانضم الموظفون والكثير من فئات الشعب المصرى وحدثت مظاهر عنف منها حرق اقسام الشرطة فى عدد من احياء القاهرة وتم احراق استراحات رئاسة الجمهورية فى مرسى مطروح واسوان.
وقد استمرت الانتفاضة يومى 18 و 19 يناير وفى 19 يناير خرجت الصحف الثلاث الكبرى فى مصر تتحدث عن مخطط شيوعى لاحداث بلبلة واضطرابات فى مصر وقلب نظام الحكم وقامت الشرطة بالقاء القبض على الكثير من النشطاء وزاد العنف فى ذلك اليوم ثم أعلن فى نشرة أخبار الثانية والنصف عن الغاء القرارات الاقتصادية ونزل الجيش المصرى لقمع المظاهرات واعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول من السادسة مساء حتى السادسة صباحا بعد تراجع الحكومة عن قراراتها.
خاص البورصة