ظل القطاع المصرفى المصرى منغلقا على نفسه طوال نشأته واهتم كثيرا بالسوق المصرى دون التفكير فى اسواق اخرى واختلف هذا الفكر بعد ثورة 25 يناير والتهديدات التى لمستها مصر من تهميشها للدول الافريقية خاصة بعد توغل الاستثمارات الاسرائيلية فى المنطقة.
وأبدى مصرفيون ارتياحهم من الخطط التوسعية التى بدأت فى افريقيا مؤخرا من قبل البنوك العامة خاصة انها تمثل حجر الزاوية فى الأمن القومى المصرى.
واكدوا ان السوق الافريقية الاكثر جذبا للاستثمارات فى الوقت الحالى بعد ان ظلت بعيدة عن اهتمامات دول العالم لفترة طويلة.
وقال هشام شوقى، رئيس قطاع الاستثمار ببنك الاستثمار العربى ان السودان وجنوبه اهم سوقين فى الوقت الحالى لمصر بحكم القرب الجغرافى والفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة بالسوقين.
فضلا عن اسواق اخرى فى افريقيا قد يكون التوسع فيها مجديا للقطاع المصرفى المصرى بشكل خاص وللدولة بشكل عام خاصة الدول البترولية مثل نيجيريا والكونغو لانها أسواق واعدة كما أنها تمثل عمقا استراتيجيا لمصر.
وفيما يتعلق بالتوسعات فى الدول العربية قال شوقى انها ليست بحاجة إلى استثمارات اجنبية فى الوقت الراهن لان هذه الدول لديها حالة تشبع بالاضافة إلى ان بنوك استثمار مصرية عديدة لديها تواجد بتلك الدول وهذا يعد كافيا.
واشار إلى ان تركيا تعد من الاسواق المهمة فى قارة اسيا وهناك فرص لافتتاح فروع أو مكاتب تمثيل لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين التى ارتفعت بعد الثورة.
وكشف شوقى عن خطة يعتزم بنك الاستثمار العربى تنفيذها بعد 3 أو 4 سنوات للتوسع خارجيا بعد ان يتم الانتهاء من ترتيب البنك داخليا بالاسواق العربية خاصة الجماهيرية الليبية.
وقالت سوزان حمدى، رئيس قطاع الاستثمار ببنك مصر ان السوق الاوروبي اصبحت غير جاذبة للمستثمرين لندرة الفرص الاستثمارية المتاحة بعكس قارتى اسيا واوروبا اللتين لاتزالان مليئتين بالفرص الاقتصادية وتعدان ارضه خصبة للاستثمارات الجديدة.
وقالت ان الخطط التوسعية للبنوك خارج مصر تتم وفقا لعدة اعتبارات من بينها خدمة المصريين العاملين فى الخارج ولذلك تستهدف البنوك الأسواق التى تتواجد بها عمالة مصرية كثيفة ويوجد بينها وبين مصر علاقات اقتصادية كبيرة.
وقال مسئول بالبنك الاهلى ان دولة قطر احد اهم الدول التى ستشهد اهتماما مصرفيا مصريا خلال الفترة المقبلة مع زيادة الاستثمارات القطرية فى مصر وزيادة اعداد العاملين المصريين فى قطر ولكنه استبعد امكانية توسع مصرفه حاليا فى تلك السوق.
اوضح ان الاستثمارات القطرية فى مصر شهدت تطورا ملحوظا بعد تولى الرئيس محمد مرسى رئاسة الجمهورية وكانت البداية مع ايداع قطر مبلغ 2 مليار دولار فى البنك المركزى بهدف دعم الاقتصاد المصرى تلاها نشاط مكثف للاستحواذ على أسهم شركات وبنوك متداولة بالبورصة المصرية وكانت البداية بشركة هيرميس القابضة بحصة أغلبية تجاوزت 60% وبعدها محاولة الاستحواذ على حصة مجموعة سوسيتيه جنرال الفرنسى فى بنك سوسيتيه جنرال المصرى البالغة 77% من اسهم البنك.
واشار إلى ان السوق الافريقية الابرز حاليا ومحور اهتمام البنك مشيرا إلى ان البنك سيفتتح خلال اسابيع قليلة فرعا بجنوب السودان لتعزيز العلاقات بين البلدين بعد ان قام مؤخرا بافتتاح بنك فى الخرطوم.
من جانبه قال هشام عكاشة، نائب رئيس مجلس ادارة البنك الاهلى المصرى إنه يبحث الفرص الاستثمارية للتوسع الخارجى وافتتح البنك مؤخرا وحدة مصرفية مملوكة بالكامل له بالعاصمة السودانية الخرطوم برأسمال يعادل 50 مليون دولار.
ويعتزم افتتاح فرع فى جوبا عاصمة جنوب السودان فى اطار خطة البنك التوسع فى دول افريقيا، مشيرا إلى ان البنك يمتلك فروعا فى شنغهاى ونيويورك والمؤسسة التابعة فى لندن.
اوضح ان بنكه قدم طلبات قبل ثورات الربيع العربى للحصول على رخص مصرفية لافتتاح فروع أو بنوك تابعة بسوريا وليبيا والأردن والكويت تعطلت بسبب المتغيرات السياسية وقوانين بعض الدول التى ترفض منح رخص جديدة وسيتم استكمال بعض تلك الخطط فور استقرار الاوضاع السياسية والامنية بمصر وبتلك الدول وتعديل القوانين المصرفية ببعض الدول.
وقال ان البنك ينتظر تعديل القوانين السعودية للتقدم بطلب للحصول على رخصة مصرفية هناك والتواجد فى الخارج سيتم وفقا لمتطلبات الدول نفسها فالدول التى تسمح بإنشاء بنوك جديدة سيتم تأسيس بنوك بها والاخرى سيكون التواجد فيها من خلال فروع.
كتب – ناصر يوسف