بالرغم من قدم الجهاز المصرفى المصرى الذى بدأ العمل قبل ما يقرب من 150 سنة، فإن الانتشار الجغرافى للبنوك المصرية خارج الحدود لايزال ضعيفا.
ويوجد فى مصر 20 بنكاً تقريباً مملوكة لمساهمين مصريين تتوزع ملكيتها بين القطاعين العام والخاص، ومع ذلك فإن عدد البنوك المصرية التى لها فروع خارجية لا يزيد على 5 فقط، كما أن تواجد هذه البنوك نفسه ضعيف ويكاد يكون بلا تأثير فى الأسواق التى تعمل فيها.
وتتواجد البنوك الخمسة فى 11 دولة، وتتميز بضعف أدائها ولا تسهم بأى شكل تقريبا فى نتائج أعمال مراكزها الرئيسية هنا.
ويمتلك بنك مصر أكبر شبكة بنوك تابعة لبنك مصرى، بعد نقل مساهمات بنك القاهرة الخارجية إليه، وهذه البنوك هى بنك مصر لبنان ومصر أوروبا وبنك القاهرة عمان و5 فروع فى الامارات العربية المتحدة، إضة إلى مساهمته فى بنك القاهرة كمبالا.
ويمتلك البنك خططاً طموحة للتوسع الخارجى غير أن اندلاع الربيع العربى قبل عامين عصف بهذه الخطط.
واقترب البنك إلى حد كبير من افتتاح بنك تابع له فى السوق السورية قبل اندلاع الثورة هناك بأيام وتوقف المشروع بعد ذلك، كما أنه خطط لدخول السوق السودانية قبل أن يوقف خططه بعد دخول البنك الأهلى تلك السوق.
ويتواجد بنك مصر فى 5 دول هى أوغندا ولبنان والامارات التى يمتلك فيها البنك 5 فروع بالاضافة إلى فرعى باريس وفرانكفورت، لتصل شبكة فروعه الخارجية إلى 26 فرعا تتوزع على فروع يمتلكها البنك بالكامل وفروع يمتلك فيها مساهمات.
أما البنك الأهلى المصرى فلديه بنكان تابعان فى كل من المملكة المتحدة والسودان وفرعان فى كل من نيويورك وشنغهاى، كما أنه مساهم فى بنك القاهرة كمبالا أيضا.
كانت الادارة الحالية للبنك قد أعلنت منذ مجيئها فى العام 2008 عن نيتها التوسع فى الأسواق الاقليمية ذات الفرص، وكلفت بنوك استثمار عالمية بالبحث عن فرص فى افريقيا والشرق الأوسط وشرق أوروبا، غير أن اندلاع الربيع العربى أربك هذه الحسابات، قبل أن يتمكن من اقتحام السوق السودانية ويعمل حاليا على دخول السوق الليبية.
ويمتلك البنك العربى الأفريقى الدولى فرعا فى دبى بينما يتواجد بنك قناة السويس فى ليبيا.
وعزز بنك القاهرة تواجده فى أوغندا باعتباره المساهم الرئيسى فى بنك القاهرة كمبالا، ولدى البنك المصرى العربى العقارى بنكان تابعان له فى فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية.
وكان بنك التعمير والاسكان المصرى قد اتفق منذ فترة مع بنك التجارة والتنمية الليبى على الدخول فى شراكة تستهدف التعاون فى مجال تقديم الخدمات المصرفية واقامة عدد من الشركات المشتركة التى تتخذ من ليبيا مقرا لها، على أن تكون البداية بشركة متخصصة فى مجال التنمية العقارية والسياحية برأسمال 10 ملايين دينار ليبى بما يعادل 45 مليون جنيه.
واكتفت هذه البنوك بالتواجد الخارجى عن طريق شبكة المراسلين الذين يعملون كمندوبين عن البنك لتفعيل خطابات الضمان والاعتمادات المستندية والتجارة الخارجية دون حاجة لانشاء فروع قائمة بذاتها.
قال جلال السباعى، مدير عام بنك التنمية والائتمان الزراعى ان البنك أرجأ خطة التوسع فى السودان حيث كان يتأهب لانشاء فرع اسلامى هناك لأن جميع البنوك السودانية تتعامل بالنظم الإسلامية.
وأوضح السباعى أنه بمجرد الانتهاء من التوسعات الداخلية واستقرار البلاد نسبيا سيكون التوجه فورا لتنفيذ الخطط الخارجية.
يذكر أن بنك التنمية والائتمان الزراعى سجل خسائر خلال العام المالى الماضى تزيد على المليار جنيه، ويعانى من مشكلات مالية مزمنة.
وأشار إلى أن فرص التوسع الخارجى ستكون متاحة خلال الفترة القادمة أمام البنوك لتعزيز الاقتصاد المصرى ولرغبة البنوك فى التواجد لتوسيع قاعدة عملائها من المستثمرين الخارجيين.
قال حازم حجازى، مدير قطاع التجزئة المصرفية والفروع بالبنك الأهلى المصرى ان توسعات البنوك الخارجية تخضع لسياسة كل بنك وتنظيمه الداخلى ورأسماله الذى يسمح بالتوسع.
وأشار إلى أن خطوة البنك الأهلى المصرى فى التوسع الخارجى لأكثر من 5 دول عالمية كان آخرها السودان كانت خطوة جيدة استطاع من خلالها البنك جنى ثمار هذه التوسعات من خلال التبادل التجارى والاعتمادات المستندية وتمويل خطابات الضمان.
وقال حجازى إن البنك استطاع تمويل مشروعات كبيرة فى الدول التى يتواجد بها وحقق أرباحا هائلة من وراء تمويلها.
أضاف أن هذه الفروع الخارجية يتم الاشراف عليها بصفة دورية وتلبية جميع احتياجاتها من تطوير للبنية التحتية لها بالاضافة الى تحديث نظم التكنولوجيا فيها حتى يتم التمكن من تلبية احتياجات العملاء هناك.
وأشاد حجازى بتجربة بنك مصر وهو البنك الحكومى فى توسعاته الخارجية لتوسيع قاعدة عملائه حيث يمتلك البنك 5 فروع فى دولة الامارات، لافتا إلى أن هذه الفروع تعمل بشكل جيد تضيف الى سمعة القطاع المصرفى المصرى فى تواجده الخارجي.
وقال يحيى العجمى، مدير قطاع التجزئة المصرفية والفروع ببنك مصر ان توسع البنك فى اقامة فروع خارجية تتبع شبكته يأتى استكمالا لدوره العريق فى تلبية احتياجات العملاء سواء كانوا محليين أو خارجيين.
واعتبر العجمى أن السياسة التوسعية التى تتبعها معظم البنوك حاليا ستحقق مزيدا من تحقيق الأرباح وتمنحها فرصة التواجد كى تطبق جميع خططها.
ورهن العجمى التواجد الخارجى بضرورة تحقيق الاكتفاء من التواجد الداخلى والاقليمى والوصول الى جميع المستويات المحلية حتى يتحقق التواجد العالمى بنجاح.
وقال ان جميع البنوك لديها فرص كبيرة لتحقيق هذه التوسعات تبعا لسياستها ومحفظتها ورأسمالها الذى يسمح باقامة فروع خارجية.
كتبت – آيات البطاوى