على المدى القصير، تخطو مايكروسوفت خطوات متواضعة، حيث يباع لوح (سيرفيس) في متاجر التجزئة الخاصة بالشركة فقط وعبر موقعها الالكتروني مباشرة. أما على المدى الطويل، فيبدو مؤكدا أن مايكروسوفت ستواصل السير في مضمار صناعة هذا النوع من الأجهزة في حال لقي المنتج النجاح المطلوب.
من البديهي القول بأن هيمنة مايكروسوفت على عالم الحواسيب الشخصية تعتبر واحدة من أعظم قصص النجاح على مر العصور. لكن الشركة قد اكتشفت لاحقا أن الحاسوب الشخصي لم يعد يحتل تلك المكانة الجوهرية في مجال تقنية المعلومات. إذ إن مبيعات الحواسيب تتراجع يوما بعد يوم، ومن المحتمل أن تبقى كذلك وفقا للمعطيات القائمة. فيما تجدر الإشارة إلى أن مايكروسوفت تجني أكثر من نصف أرباحها عن طريق مبيعات ويندوز والتي تفاوتت بين النسخ الجيدة (ويندوز 7) والسيئة (ويندوز فيستا).
هذه الحقيقة كانت ستشكل معضلة كبرى لولا بروز ثورة الأجهزة النقالة بدءا من الهواتف الذكية متمثلة في البلاك بيري ثم الآيفون والأندرويد. والآن ظهرت الألواح الرقمية والتي لا تهدد بإقصاء الحاسوب الشخصي بل باستبداله معظم الوقت من جانب معظم الأشخاص. لقد أدرك بيل غيتس أن هذه اللحظة آتية لا محالة. في الواقع، صرح في إحدى اللقاءات عام 2001 قائلا: “إن اللوح الرقمي عبارة عن حاسوب شخصي بلا قيود، وأتوقع أن يصبح في غضون 5 سنوات أكثر أشكال الحاسوب شعبية في أميركا”.
هذا لم يحدث بالطبع، لكن عزيمة مايكروسوفت لم تضعف، فقد استبقت إطلاق شركة أبل لجهاز الآيباد في عام 2010 والذي لاقى رواجا هائلا، وقامت بطرح لوحها الرقمي (كورير- Courier) في الأسواق، ما أدى إلى إضعاف نجاح أبل على الأرجح. لكن الخلافات الداخلية في مايكروسوفت قادت لاحقا إلى القيام بعمليات تأجيل متتالية أفضت في نهاية المطاف إلى وقف (كورير). وبالتالي أضاعت مايكروسوفت ميزة الصدارة وهي الآن تكشف عن لوح (سيرفيس- Surface)الرقمي الذي أطلقته في 25 أكتوبر/ تشرين الأول بالتزامن مع إصدار ويندوز 8وصاحبهما اهتمام إعلامي كبير.
تراهن مايكروسوفت على (سيرفيس) بصورة ضخمة حيث تراه جهازا يتنافس بقوة مع منتجات الشركات الأخرى مثل ديل وآتش بي وآيسر وسامسونغ وغيرها- وهي نفس الشركات التي اعتمدت عليها مايكروسوفت خلال العقد الماضي في بيع ويندوز. إلا أن هذه الشركات المصنعة لم تكن سعيدة جدا حيال ما جرى، فقد حذر المدير التنفيذي لشركة آيسر، جاي تي وانغ، مايكروسوفت قائلا: “دعونا مايكروسوفت للتفكير مليا في الأمر، فما تنوي فعله سيحدث تأثيرا سلبيا على الوضع الراهن، ومن المحتمل أن تتخذ بعض العلامات التجارية ردود أفعال سلبية”. وقد انهالت الانتقادات على لوح سيرفيس بشكل متواصل واصفة إياه بالبطء وضعف المكونات وغلاء الثمن.
بقلم : مارك روغوسكي / ترجمة: محمد البلواني
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط