أدت الطفرة الصناعية الهائلة فى دول العالم المتقدم إلى زيادة معدلات التلوث خاصة من الانبعاثات الكربونية التى أسفرت عن تغيرات مناخية تهدد الانسانية بكارثة محققة سيتحمل تبعاتها فى الأغلب الشعوب الفقيرة التى لم تسهم بنسبة 10% فى هذا التلوث.
ويحذر الخبراء من أن تجاهل حكومات الدول الغنية لهذه المشكلة سيؤدى إلى تفاقمها ليواجه العالم أعاصير عنيفة ومعدلات جفاف قياسية، فضلاً عن غرق عدد كبير من المدن الساحلية بسبب ارتفاع منسوب البحار ونقص هائل فى المواد الغذائية يرشح العالم لموجة من المجاعات خاصة فى المناطق الأكثر فقرا وكثافة سكانية.
وطالب كبار مديرى الصناديق الاستثمارية الحكومات بسرعة التحرك لمعالجة مخاطر التغير المناخى، وذلك فى الوقت الذى حذر البنك الدولى من أن استمرار ارتفاع حرارة العالم سوف يؤدى إلى نقص الغذاء جراء الأعاصير والجفاف.
وفى هذا الإطار يضغط تحالف من 200 مؤسسة استثمارية بينها «سكوتيش ويندوز» و«أفيفا» و«إتش إس بى سى»، الذى يتحكم فى 21 تريليون دولار من الأصول حول العالم على الحكومات كجزء من حملة لدفع الاقتصادات الرائدة نحو التحرك لحل مشكلات المناخ، حسبما أوردت جريدة “ذى إندبندنت” البريطانية.
وصرح كريس دافيز، عضو فى التحالف ومستشار لعدد من المؤسسات التى تتحكم فى 11 تريليون دولار مخصصة لمشكلات التغير المناخي، بأن إعصار ساندى الذى تسبب فى خسائر تزيد على 50 مليار دلار أمر مرشح للتكرار إذا لم يتم اتخاذ أى إجراءات واستمر الاحترار العالمى.
وحث التحالف فى خطاب أرسله للحكومات على ضرورة البدء فى إجراء حوار جديد بشأن سياسة التغير المناخى، وأن يترتب على هذه الإجراءات وضع سياسات تشجع على تقليل الاستثمارات التى تتسبب فى انبعاثات الكربون. وقال البنك الدولى فى تقرير أصدره الاثنين الماضى إن كل الدول سوف تعانى من آثار الانبعاثات الحرارية العالمية، بينما ستتضرر الدول الفقيرة بقدر أكبر من نقص الغذاء واتساع رقعة البحار على الكرة الارضية وهو ما يعنى غرق مناطق يابسة غالبا ستكون مؤهولة بالسكان فضلا عن زيادة نشاط الأعاصير وزيادة مساحات الجفاف.
وبدأت آثار التغير المناخى فى الظهور بالفعل، فجليد بحر القطب الشمالى سجل أدنى حجم له على الإطلاق فى سبتمبر، وتسببت موجات الحرارة المرتفعة والجفاف فى أضرار فى دول مثل الولايات المتحدة وروسيا بمعدلات أعلى من المتوقع.
وقال تقرير البنك الدولى إنه بافتراض التزام جميع الدول بسياسات التغير المناخي، فإن درجة حرارة العالم سوف ترتفع بأكثر من 3 درجات بحلول 2100، ومن ثم سوف يرتفع معدل البحار بمقدار 3 أقدام ويفيض على مدن فى مناطق مثل فيتنام وبنجلادش، كما قد تؤدى ندرة المياه وانخفاض المحاصيل إلى تفاقم مشكلة الجوع والفقر.
اعداد – رحمة عبد العزيز