بقلم : أسامة عبد اللطيف
من حق الأمريكيين أن يفاخرواعلينا بمؤخرة مادونا ..هذ الكلام جد لا هزل فيه، فالمطربة الأمريكية وقفت مع الحريات وساندتها بمؤخرتها .. هي لم تجد أى إثارة أو سوء أدب أو ابتذال فى تعرية مؤخرتها فى حفل غنائى لدعم الطفلة الباكستانية ملالا ضحية هجوم طالبان لأنها تطالب بحقها فى التعليم .. وكررت الأمرلدعم فريق موسيقى من ثلاث فتيات روسيات يتعرضن للسجن بسبب ما يقدمنه من أغانى لا تروق للسيد بوتين “رئيس روسيا لفترة ورئيس وزرائها فى وقت الفراغ “هي فقط انتبهت لسلاح الأنوثة لديها، ونجوميتها الطاغية فاستخدمتهما لخدمة فتاة مسلمة لا تعرفها، وزميلات مهنة يشعرن بالاضطهاد فى روسيا.
بحثت عن الفارق بين تعري القديسة مادونا “بالمناسبة اسمها يعنى العذراء”،وتعرى فنانات مصريات وعربيات بل وتعري سياسيين وإعلاميين عرب ومصريين ، بصراحة وجدت الفارق لصالح مادونا .. فالسيدة الأمريكية تعرت فى حفل غنائى من أجل قضية تؤمن بها،بينما الآخرون يتعرون يوميا من أجل لقمة العيش.. ولقمة العيش عند هؤلاء هى زيادة أرصدتهم فى البنوك كل يوم ..لا يعنيهم مصدر هذه الأموال حاكم مستبد أو،رجل أعمال فاسد،أوجهازأمنى،أوجهة مشبوهة..المهم أن يأتى المال ..كم من فنانة تعرت من أجل الشهرة والمال؟ كم من سياسي تعرى من أجل مكاسب رخيصة ؟ كم من إعلامي تعرى من أجل مال ملوث ؟ ..عرفت كم نحن متأخرين بسبب متأخرة الفن والسياسة والإعلام.. عرفت كم تقدمت مادونا بمؤخرتها علينا ..
الغريب أن تتحدث فنانات ينطقن بلغة الضاد عن حريتهن فى التعري فقط بينما لا يشعرن بأى ضيق من تعرض الأخرين للتعدى على حرياتهم ،هذا هو الفارق بين هؤلاء ونجمات مثل جينيفر لوبيز ومادونا .. اللتان تدركان قيمة الحرية الحقيقية .. هما تتصرفان فى حياتهما الخاصة وفقا لثقافة مجتمعهما لكنهما فى الوقت نفسه ليستا سميكتي الجلد مثل أخريات تشعران بآلام الناس فى أى مكان فى العالم ..جينيفر لوبيز تزور اللاجئين والمشردين فى أفغانستان والسوريين النازحين فى معسكرات بالأردن .. وأتصورأنها لوعرفت أن تعريها سوف يفيد هؤلاء لما تأخرت ، وفعلت ما فعلته زميلتها مادونا التى تتعرى فى عز البرد من أجل حرية طفلة باكستانية وفرقة موسيقية روسية .. بينما بعض نجوم و نجمات الفن والاعلام والسياسة عندنا يتعرون فقط أمام دفتر الشيكات !! هل رأيت واحد أو واحدة من رواد فن الاستربتيز الفنى والسياسي والإعلامى يتحرك من أجل أطفال غزة أو أطفال سوريا النازحين فى المخيمات؟ وأتصور أنك لن ترى ..هل رأيت عارا أكثر من هذا ؟ ألا تتفق معي أن التعري أدب مش هز “أكتاف”!!