لم تعد الملصقات الملونة والصور العملاقة في الشوارع عاملا مؤثراً في نتائج الانتخابات ، فمع تزايد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي لعبت دوراً هاماً في ثورات الربيع العربي ، اصبح الفيسبوك وتويتر الاكثر تأثيرا وفاعلية في توجهات الناخبين في الدول المتقدمة وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية .
ووفقا لدراسة اعدتها شركة “تى.ان.اس” واجه باراك أوباما الرئيس الاميركى بداية صعبة بسبب أداءه خلال المناظرة الاولى مع ميت رومنى , ليتم رصد 43 % تغريدات سلبية لأوباما مقابل 39 % لرومني ، وقد حظت المناظرة باهتمام كبير حيث وصل عدد التغريدات الى 10.5 مليون فى 90 دقيقة مما يعني 2000 لكل ثانية فى المتوسط.
وأظهرت الدراسة انه فى الاسبوع الاخير قبل الانتخابات لمحتوى”تويتر” كان السباق الرئاسي متقاربا جدا بما يمثل حوالى 48 % من نوايا التصويت لكل منهما، مع أفضلية طفيفة لأوباما , فيما استطاع “اوباما” الحصول على 29% تغريدات إيجابية مقابل 23% لرومني و 33% سلبية مقابل 34% لرومني قبل الانتخابات بأيام قليلة.
واشارت الدراسة الى أن العاصفة الاستوائية ساندي التى ضربت الساحل الشرقى قبل اسبوع من الانتخابات قد تكون ساهمت ايضاً في ارتفاع أسهم أوباما.
وأظهرت نتائج تحليلات “تى.ان.اس” على تويتر يوم الانتخابات أن الغالبية العظمى من التغريدات الإيجابية كانت لاوباما بنسبة 51% قبل الإعلان الرسمي عن النتيجة و 57% مباشرة بعد إعلان النتيجة ، فى حين حقق رومنى زيادة في التعليقات الإيجابية بنسبة 4 نقاط إضافية (41%) فقط.
اكد تامر النجار الرئيس التنفيذى لشركة “تى.ان.اس” شمال أفريقيا تزايد قوة وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة افتقاد الناس الى الثقة فيما يسمى بالنخبه السياسية والتصريحات الرسمية.
وقال ان وسائل التواصل الاجتماعي ومنها “تويتر” و”الفيسبوك” لها دور كبير فى الحشد والتأثير على اراء الناس , مضيفا ان أوباما اعلن ترشحه للأنتخابات الرئاسية الأمريكية فى 4 أبريل 2011 على اليوتيوب وكان اول رد فعل علني على فوزه على تويتر حيث تعدى 535 الف تغريدة .
وبينت الدراسة التي اعدتها الشركة أن الاختلافات الكبيرة فى الموارد المخصصة للاعلان والتواصل على شبكات التواصل الاجتماعي فى الانتخابات الرئاسية كان لها تأثير كبير على كل المرشحين.
حصل اوباما على اكثر من 32 مليون لايك على “الفيسبوك” مقارنة بحوالي 12 مليون لرومني , أما على تويتر فأتباع أوباما تعدوا 22 مليون، فى حين بلغ أتباع رومني حوالي 1.8 مليون فقط , كما كان هناك أختلافاً كبيراً أيضا فى عدد حسابات تويتر التى تتبع كل مرشح والتى وصلت الى 670 الف لاوباما مقارنة ب 274 فقط لرومني.
اضاف النجار :” قد يكون جون كينيدى أول رئيس أستخدم التلفزيون ليحسم معركته الانتخابية ، ولكن بالتأكيد أوباما أول رئيس يتجه لوسائل التواصل الاجتماعي”.