حذر متعاملون فى قطاعات اقتصادية من تراجع جميع المؤشرات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بجذب الاستثمارات ومعدلات التصدير، وارجاء العديد من الاتفاقيات التى وقعت مؤخرا والتى تساهم فى تدفق رؤوس الأموال الأجنبية والتجارة البينية.
يأتى ذلك تزامنا مع الاحداث التى تشهدها مصر من انقسام داخلى يهدد مسيرة التنمية الاقتصادية المستهدفة وينذر بنشوب أزمة داخلية فى ظل رفض وتأييد للرئيس مرسى عقب اصدار الاعلان الدستورى، وصولا إلى وقوف القضاة والمعارضة ضد مسودة الدستور الجديد.
وأشاروا إلى أن بعض من زيارات وفود رجال اعمال، ومستثمرين إلى مصر قد تأجلت، وهناك توقعات بتدنى معدلات الصادرات فى ظل تجدد الاضطرابات الداخلية.
قال محمد قاسم، رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، ان ما يحدث فى الشارع السياسى سوف يعكس تأثيرات سلبية كبيرة على الواقع الاقتصادى الذى لايزال يعانى الكثير منذ اندلاع ثورة يناير ولم يستعد عافيته بعد.
واضاف أن هذه الاحداث لها مردود سلبى على جميع القطاعات بداية من تراجع معدلات الانتاج وبالتالى التصدير.
ومن جانبه، قال خالد إبراهيم، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الهندسية، ان الوضع الحالى صعب للغاية وسيؤثر على كل مقومات الدولة والخطط التصديرية على المدى الطويل معربا عن آماله فى ألا تصل الأوضاع إلى اعتصام للعمال فى المصانع والموانئ حتى لا يصيب حركة التصدير بالشلل.
أكد أن الأوضاع الحالية فى مصر تؤثر على ثقة المستثمرين فى مصر، الذين يدرسون جيدا الدول التى سوف يضخون فيها أموالهم، ومصر حاليا ليست فى حالة جيدة تسمح لها بجذب أى رؤوس أموال فى ظل هذا الموقف المتأزم.
توقع عبد الغنى الأباصيري، وكيل المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، تراجع صادرات القطاع إلى 20%، خلال 2013 نتيجة الاضطرابات السياسية التى تشهدها البلاد مؤخرا، موضحا ان مجموعة من العملاء ألغوا تعاقداتهم نتيجة احداث شارعى القصر العينى ومحمد محمود وحالة الانقسام التى بات يشهدها المجتمع مؤخرا عقب الاعلان الدستورى.
و بصفته رئيس مجلس ادارة شركة الشرق الاوسط للنسيج والملابس الجاهزة قال انه تأثر بحالة الضبابية السياسية والاقتصادية التى اصابت البلاد على مدار العام ونصف العام الماضية.
وأكد أن اجمالى صادرات الشركة تراجعت إلى 20% فى التسعة أشهر الأولى من العام الحالى مقارنة بنفس الفترة من2011، مستبعدا ابرام تعاقدات تصديرية طويلة الأجل خلال 2013.
فى ذات السياق قال الدكتور شريف البلتاجى الرئيس السابق للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية ان المجلس لن يستطيع تحقيق استراتيجية لمضاعفة الصادرات التى تستهدف نسبة نمو 20% سنويا، مضيفا أن اضرابات الموانئ وحالة عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى تهدد الخطط التصديرية.
واستبعد تحقيق استراتيجية وزارة الصناعة والتجارة الخارجية لمضاعفة الصادرات التى تستهدف 17.5 مليار جنيه خلال 2013 بسبب الظروف الراهنة التى تعانيها البلاد.
نفى محمد الشبراوي، نائب رئيس المجلس التصديرى للاثاث والاخشاب، تحقيق استراتيجية وزارة الصناعة والتجارة الخارجية لمضاعفة الصادرات التى تستهدف 14 مليار جنيه نهاية 2013، مرجعا ذلك إلى الغاء مجموعة من العملاء لتعاقداتهم التصديرية، نتيجة الظروف غير الواضحة التى يمر بها المجتمع الصناعى المصرى التى لا تطمئن أى مستورد من وصول شحناته فى مواعيدها المحددة.
شدد على ضرورة سرعة عودة الامن وتوضيح الرؤية الاقتصادية للبلاد لجذب أكبر عدد من المستثمرين المحليين والاجانب على السواء.
ومن جانبه، قال رأفت رزيقة، عضو المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، ان الأحداث الجارية ستؤثر بشكل كبير على الانتاج والتصدير وعلى ثقة المستثمرين نتيجة عدم الانتظام فى التوريد والتصدير وكذلك انتظام الانتاج.
واستبعد تحقيق معدلات نمو مرتفعة لصادرات القطاع الذى كان مرشحا لأن يكون الحصان الرابح من حيث القدرة التصديرية التى كانت تحقق معدلات نمو كبيرة منذ سنوات قليلة والآن تجاهد صادرات القطاع حتى لا تتراجع.
وقال ناجى ألبير، عضو مجلس الاعمال المصرى الايطالى، ان الأحداث الجارية التى تشهدها الدولة من مظاهرات واعتصامات سوف تؤثر بشدة على الاستثمار والاتفاقيات الجديدة على المدى البعيد خاصة ان تأثيرها على مجال الأعمال يحتاج مزيداً من الوقت لادراك نتائجه.
واشار ألبير إلى انه تم تأجيل استثمارات بقيمة 3 ملايين يورو فى مجال الأثاث المنزلى كان متوقعاً لها ان تتم فى الوقت الحالى، مشيرا إلى أن التأجيل سيستمر حتى استبيان الموقف الذى توقع أن يشهد انفراجة فى الأجل القريب.
وقال المهندس ايمن عيسى، رئيس مجلس الاعمال المصرى الاثيوبى، ان الوفد الاثيوبى الذى كان يقرر زيارة مصر الاسبوع الحالى اضطر إلى تأجيل زيارته بسبب الاحداث الراهنة مشيرا إلى أن هناك حزمة من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية بين البلدين فى عدد من القطاعات اهمها الطاقة والزراعة لحين هدوء الاوضاع السياسية.
ومن جانبه قال عادل اللمعى، رئيس مجلس الاعمال المصرى التركى، ان ما يحدث فى الشارع المصرى الآن من الممكن ان يؤجل تدفق الاستثمارات التركية إلى مصر.
واشار إلى أهمية تهيئة المناخ الملائم لجذب الاستثمارات فى المرحلة المقبلة التى تحتاج إلى تضافر الجهود لانقاذ الاقتصاد من الغرق.
كتب – أحمد سلامة ونهال منير ومصطفى فهمى