وضع الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية ومؤيدوه من القوى السياسية ذات المرجعية الدينية البلاد فى موقف حرج وبالغ الحساسية أمس، ليشتعل الغضب الشعبى تجاه سياسات النظام الحاكم ونظم مؤيدو الرئيس مسيرات كبيرة اتجهت إلى قصر الاتحادية، واشتبكوا مع المعتصمين من قوى المعارضة، التى بدأت اعتصامها أمام القصر منذ مساء أمس الأول فيما قد تعد أول حالة اقتتال أهلى بين المصريين على مر التاريخ، أو على الأقل فى العصر الحديث وتمكن مؤيدو الرئيس من فض الاعتصام وطاردوا المعارضين من القوى المدنية فى محيط القصر وحى مصر الجديدة فيما يشبه فتنة كبرى تجتاح البلاد.
أسفرت الاشتباكات التى تجددت بعد أن جمع المعارضون قواهم وعادوا مرة أخرى إلى محيط القصر عن جرح العشرات، ولم تتأكد «البورصة» من مصادر مستقلة عما تردد عن وقوع نحو ثلاث ضحايا، وسط تعالى الأصوات المنادية بالجهاد فى مواجهة القوى المدنية وأن يردهم الله خائبين!.
ولم تتحرك وزارة الداخلية إلا بعد أن سالت الدماء، ودفعت بتشكيلات من الأمن المركزى للتفرقة بين الجانبين.
أشعلت الدماء التى أريقت أمام قصر الاتحادية الغضب على الرئيس محمد مرسى الذى استجاب لمؤيديه الذين يطالبونه بعدم التراجع عن قراراته الأخيرة، سواء الإعلان الدستورى أو الدعوة للاستفتاء على مشروع الدستور يوم 15 ديسمبر الجارى فيما استمرت قوى المعارضة التى احتشدت أمس وزاد من زخمها الدماء التى سفكت وشددت على ضرورة التراجع عن الدعوة للاستفتاء على مشروع الدستور فضلاً عن الاستقالات التى توالت من مستشارى الرئيس.
كان الدكتور سيف عبدالفتاح، والدكتور أيمن الصياد والدكتور عمرو الليثى، مساء أمس استقالاتهم من الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية وقال الأول باكياً على قناة الجزيرة: «لم أعد أحتمل هذه الجماعة ضيقة الأفق وليس لأحد أن يركب الثورة سأكون مع الشباب الذى قام بالثورة خادماً له»، فيما قال الدكتور أيمن الصياد على حسابه على «تويتر»: الآن نعلن خبر «استقالاتنا» الذى أخفيناه أسبوعاً كاملاً بهدف البحث عن حل بلا جدوى.. عن مستقلى الهيئة الاستشارية أتحدث.
من جانبه، قال المستشار زكريا عبدالعزيز، رئيس نادى القضاة السابق وأحد مؤيدى إجراء الاستفتاء فى موعده «أطالب الرئيس بتجميد الإعلان الدستورى وتأجيل الاستفتاء لمدة أسبوع».
وعقدت جبهة الانقاذ الوطنى مؤتمراً صحفياً دعا فيه الدكتور محمد البرادعى الأمين العام للجبهة الرئيس محمد مرسى للظهور على شاشات التليفزيون، وتوجيه خطاب للشعب المصرى يعلن فيه عن دعوته إلى الحوار مع جميع القوى الوطنية، مؤكداً أن الثورة قامت من أجل الديمقراطية والحرية ووصف نظام مرسى بأنه أكثر استبداداً من نظام مبارك.
أكدت الجبهة مجدداً رفض الإعلان الدستورى وضرورة تأجيل الاستفتاء على الدستور.
أضاف البرادعى أن الجبهة ستبدأ خلال الأيام القادمة فى تصعيد الموقف والدعوة إلى إضراب عام إذا أصر رئيس الجمهورية على موقفه ولم يستجب لمطالب المعارضة.
قال عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق، إن رئيس الجمهورية يتحمل تبعات جميع أحداث العنف التى حدثت فى مصر الفترة الأخيرة، ووصفه بأنه تحول من رئيس منتخب إلى متهم تجب محاكمته.
رفض موسى أى دعوة للحوار إلا بعد خروج قرار رئاسى بتأجيل الاستفتاء على الدستور وفتح النقاش المجتمعى على جميع مواده حتى يستطيع الشعب أن يدخل ما يراه من تعديلات على مواده.
وردد نشطاء سياسيون وجود إطلاق لرصاص حى بمحيط قصر الاتحادية.
كتب ـ مصطفى صلاح