عادت شركات عالم التكنولوجيا إلى الاندماجات والاستحواذات بعد عدة سنوات من الأزمة المالية العالمية التى اجتاحت الأسواق العالمية، وقدمت شركات الاتصالات والتكنولوجيا أكبر الصفقات فى 2012.
وتصدر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عناوين الصحف بعد أكبر طرح عام على الإطلاق، بعدما أبرم صفقة بقيمة مليار دولار لشراء موقع “انستجرام” لمشاركة الصور.
وفى ظل تراكم النقدية بشركات التكنولوجيا استطاعت عقد صفقات، بينما ركزت قطاعات أخرى على الأعمال الرئيسية بدلا من الاندماجات والاستحوذات.
ويذكر تقرير لجريدة «الفاينانشال تايمز» أن قيم الاندماج والاستحواذ تضاعفت – تقريبا – العام الماضى واستمر الارتفاع خلال 2012، فى الوقت الذى تراجع فيه عقد الصفقات فى قطاعات أخرى.
وطبقا لبيانات “طومسون رويترز” ارتفعت الصفقات فى قطاعات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات بنسبة 2.5% فى العام المنتهى فى 22 نوفمبر مقارنة بنفس الفترة فى 2011، مدفوعة بالمكاسب الكبيرة من الصفقات الخارجية خاصة بالأسواق الناشئة.
وحظيت الصفقات فى خدمات الاتصالات اللاسلكية وخدمات وبرامج الانترنت على أكبر حصة من سوق الاندماجات والاستحواذات، وشكلت 40% من النشاط بالقطاع حتى الآن هذا العام، وكان آخر هذه الصفقات استثمار بنك “سوفت” اليابانى 20 مليار دولار فى شراء 70% من شركة “سبرينت نيكستل”، ثالث أكبر شبكة فى الولايات المتحدة، والتى تعد أكبر صفقة يابانية خارجية على الإطلاق.
وشهد قطاع الاتصالات بشكل خاص قفزة فى الصفقات منذ العام الماضي، حيث ارتفعت قيمة الصفقات من 89.5 مليار دولار فى العام المنتهى فى 22 نوفمبر 2011، إلى 129.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من هذا العام.
وفى ظل المنافسة الحادة والضغوط التنظيمية الحالية على شركات الاتصالات، بالإضافة إلى ضعف الميزانيات، لا يزال التركيز قائما على الحصة السوقية والتخلص من الأصول غير المجدية.
وقال جافين دين، رئيس صفقات قطاعات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات فى بنك “دويتشه”، إن مديرى التنفيذ فى شركات الاتصالات لديهم الكثير ليفكروا بشأنه فى الوقت الراهن، مضيفا أن استمرار انخفاض الإيرادات أصبح مألوفا وهو ما يعنى ضرورة تخفيض التكلفة للحفاظ على الأرباح، وهذا يحتاج وقتا واهتماما بالتفاصيل، ولكن فى نفس الوقت على تلك الشركات التعامل مع قضايا مهمة وملحة لزيادة ربحية القطاع ككل.
وأوضح ماركوس بوزر، مدير الصفقات فى “جى بى مورجان”، أن العديد من شركات الاتصالات الكبيرة تقع تحت ضغط مالى بسبب النفقات الرأسمالية الكبيرة، متوقعا أن يبحث البعض عن التمويل من خلال تصفية بعض أعمالهم.
وتعد “تليفونيكا” الإسبانية أحد أشهر الأمثلة على تخلص شركة كبيرة من أصول، كما اعلنت أنها تستهدف تخفيض صافى ديونها إلى 50 مليار يورو نهاية العام لتقوية ميزانيتها، وهذا يشمل احتمالية بيع أعمالها فى أمريكا اللاتينية أو طرحها للجمهور.
وأضاف دين أن شركات الاتصالات ينبغى عليها التفكير فى حجم وتوقيت استثماراتها فى شبكات الجيل الرابع، وأن بعض الأسواق مستعد للجيل الرابع وبعضها لم يستعد بعد.
اعداد – رحمة عبدالعزيز