كشفت زينب صنعة، مديرة الإدارة التجارية والتسويق بالخط الملاحى «سى جو لاين إيجيبت» أن الشركة تستحوذ على ما يقارب الـ 30% من حجم نقل الصادرات والواردات بين مصر ودول شمال أوروبا، مضيفة أنه بفضل إنشاء «ميرسك» لهذا الخط الجديد، بدأ الاهتمام بتسيير سفن صادرات مصرية إلى أوروبا من ميناء الإسكندرية بعد أن كان تعامل «ميرسك» مع الميناء مقصوراً على سفن الوارد الأوروبى فقط.
أضافت أن الشركة حققت معدل نمو يقارب الـ 15% خلال العام الحالي، ونوهت بأن أسواق شمال أوروبا فى اتجاهها إلى الانكماش ولن تنمو بالقدر الذى ستنمو به دول شرق آسيا كالصين وسنغافورة والكوريتين، لذا فإن نمو «سى جو لاين» مرهون بنمو الأسواق الأوروبية وزيادة الحركة التجارية بينها وبين دول البحر المتوسط، والمتوقع نموها بمعدل لا يزيد على 2% وهو ماسينعكس على اداء الشركة.
وأشارت صنعة إلى أن النمو الذى شهدته شركة «سى جو لاين» جاء نظرا لأن مسئولى التسويق والمبيعات بالشركة اهتموا بضرورة التركيز على البضائع والسلع التى تستحوذ على الاهتمام الأكبر لدول أوروبا، وسلع وبضائع أخرى لا يوجد عليها إقبال من الخطوط الملاحية وتحتاج لتجهيزات معينة كالخضروات والفاكهة التى لابد لها من حاويات مبردة لتحميها من التلف أثناء نقلها.
قالت إن المجلس التصديرى المصرى اجتمع بالعديد من الخطوط الملاحية خلال شهر يونيو الماضى لمناقشة تصدير العنب إلى أوروبا فى أسرع وقت عن طريق سفن ذات قدرة خاصة على حفظ السلعة وفى خلال 7 أيام على أقصى تقدير نظرا لكونها سلعة سريعة التلف وغالية الثمن، مؤكدة أن «سى جو لاين» هو الخط الوحيد الذى استطاع تلبية طلب المجلس التصديرى فأصبح بذلك أكبر ناقلى فاكهة العنب إلى أوروبا.
أشارت صنعة إلى أن مسئولى الشركة لم ولن يقرروا مطلقا الاتجاه للتوسع جغرافيا من خلال دخول أسواق جديدة خارج أوروبا وإنما سيكون التوسع من خلال التعامل مع موانئ جديدة داخل النطاق «الأورومتوسطي».
أوضحت أن الموانئ المصرية التى يتعاملون معها هى الاسكندرية والدخيلة وشرق بورسعيد، لافتة إلى أنه لا اتجاه للتعامل مع ميناء دمياط نظرا لقربه من ميناء شرق بورسعيد بشرق التفريعة الذى يتميز برصيف يصل عمقه لأكثر من 16 متراً، ولكنها لم تستبعد التعامل مع ميناء دمياط إذا احتاج السوق لدخول «سى جو لاين» فيه.
اشارت إلى أن القطاع البحرى المصرى يعد أحد القطاعات القليلة بوزارة النقل التى تشهد نموا وتطورا خلال الفترة الماضية عكس كل القطاعات الأخرى، مشيرة إلى أن افتتاح خطوط الرورو التركية واحدا تلو الآخر خير دليل على ذلك، حيث اعتبرت ذلك مؤشرا إيجابيا على نمو القطاع.
أوضحت صنعة أن التعاون مستمر مع المجلس التصديرى والغرف الملاحية والتجارية المصرية، مضيفة أن الشهر الماضى شهد اجتماعا بين مسئولى «سى جو لاين» ومجلس إدارة الأعمال المصرى المغربى لمناقشة الاستثمار المشترك بين المغرب ومصر.
أشارت إلى أن إضراب أصحاب وسائقى سيارات النقل الثقيل الأخير أثر على طاقة العمل بميناء شرق بورسعيد بمقدار 30%، متمنية أن تحدث خطوات فعلية على الأرض لمنع حدوث أى من تلك الإضرابات مستقبلا حيث تضر بكثير من القطاعات الاقتصادية فى مصر خاصة أن النقل البرى بواسطة سيارات النقل الثقيل يمثل قرابة الـ 95% من حجم نقل البضائع داخل مصر.
أكدت صنعة أن معوقات نمو القطاع البحرى فى مصر تتلخص فى كثرة الإضرابات والاعتصامات فى العديد من القطاعات وأهمها على الإطلاق إضراب أصحاب وسائقى المقطورات، تلتها مشكلة نقص السولار المستمرة على فترات متقطعة، موضحة أن عدم استقرار السوق يزيد مخاوف المستوردين الأجانب الذين يريدون بالفعل شراء صادرات مصرية لكنهم غير واثقين من الاستقرار السياسى والاقتصادي.
أشارت إلى ان الصعوبات التى واجهت إنشاء شركة للخط خلال العام الماضى تمثلت فى هروب عدد من الخطوط الملاحية من الموانئ المصرية نتيجة إضرابات أو اعتصامات لعمال الموانئ بالإضافة إلى أنه لم يمر على الثورة حينها سوى 3 أشهر فقط ما أزكى فكرة تحدى الشركة لتلك الصعوبات.
أوضحت مديرة الإدارة التجارية بـ «سى جو لاين» أن إضرابات المزارعين ومقاولى سيارات النقل الثقيل فى أعقاب الثورة زادت من الصعوبات التى واجهتها الشركة إبان تلك الفترة، إلى جانب الأزمات المتكررة لنقص السولار والبنزين فى السوق وبيعه فى السوق السوداء.
أشارت إلى أن «سى جو لاين» بدأت فى التعامل مع موانئ لم تتعامل معها شركة «ميرسك» العالمية وعملت على زيادة الخدمات المقدمة للعملاء بعد إنشائها وخروجها من رحم «ميرسك» الشركة الأم.
أشارت صنعة إلى أن الشركة ترى السوق الأوروبى فى المرتبة الأولى من حيث القيمة الاقتصادية والعائد المادى على الاقتصاد المصري، حيث ان 48% من قيمة الصادرات والواردات المصرية التى معظمها مواد غذائية وخضروات وفاكهة يتم تبادلها مع دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن دولا أوروبية عديدة كإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ترى فى السوق الصينى انفتاحا أكثر ونموا أكبر، ولكن إنشاء «سى جو لاين» لفت نظر تلك الدول إلى أهمية التصدير إلى مصر ودول البحر المتوسط.
أوضحت أن محصول فاكهة البرتقال يستحوذ على أكبر كمية من صادرات مصر إلى الدول الأوروبية يليه العنب بالإضافة إلى خضروات مثل البطاطس والبصل، وتمثل تلك السلع الغذائية حوالى 75% من إجمالى ما تصدره مصر إلى أوروبا.
جدير بالذكر، ان خط «سى جو لاين إيجيبت» قد أنشئ بالأساس للتركيز على نقل الصادرات والواردات بين مصر ودول حوض البحر الأبيض المتوسط وبين دول أوروبا وبحر البلطيق، حيث كانت الملاحة بينهما تشهد ركودا جزئيا، وأنشئت شركة بنفس الاسم لإدارة الخط بعد 4 أشهر فقط من اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير وقد ولد الخط من رحم «إيه تى مولر ميرسك جروب» الشركة الأم، مالكة شركة «ميرسك لاين» أكبر خط ملاحى فى العالم، ويتبع «سى جو لاين» «ميرسك» فى كل شيء عدا اتخاذ القرار كنوع من اللامركزية والتشعب، ويتراوح أسطول «سى جو لاين» بين 30 و40 سفينة مختلفة الأنواع والأحجام يتم تأجيرها بالكامل ولا تؤول ملكية أى منها للخط.
من أبرز الموانئ التى تتعامل معها «سى جو لاين» فى نطاق البحر المتوسط ميناء بيروت بلبنان واللاذقية المتوقف بسوريا نظرا لاشتعال الحروب الأهلية هناك، و3 موانئ فى ليبيا هى بنغازى والخمس ومصراتة، بالإضافة إلى موانئ شرق بورسعيد والدخيلة والاسكندرية بمصر.
كتب – إسلام عتريس