تسارع الحكومة خطاها لتأمين مزلقانات السكك الحديدية لمنع تكرار حوادث القطارات، التى شهدت تزايداً ملحوظاً خلال الآونة الأخيرة، فضلاً عن أنها عصفت بوزير النقل محمد رشاد المتينى، وهزت عرش الحكومة الحالية بأكملها.
أوضح يحيى إبراهيم، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر للشئون المالية والاقتصادية أن الاجتماع الأخير الذى جمع قيادات السكة الحديد بالدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء بمقر مجلس الوزراء انتهى إلى ضرورة تطوير 150 مزلقاناً بأسرع وقت ممكن مع توفير 200 مليون جنيه من وزارتى المالية والتخطيط والتعاون الدولى بشكل عاجل للبدء الفورى فى خطة التطوير.
قال إبراهيم فى تصريحات خاصة لـ «البورصة» إن الدكتور طارق وفيق وزير الإسكان والقائم بأعمال وزير النقل خاطب بشكل مباشر اللواء أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية بضرورة توجيه محافظى 12 محافظة بتحويل 27 مزلقانا كثيف حركة المرور بها توجد صعوبة فى تطويرها إلى كبارى علوية أو أنفاق من الميزانية الخاصة لكل محافظة، على أن يتم الانتهاء من هذه الأعمال أواخر العام المقبل.
وفى خطابه لوزير التنمية المحلية، طلب د. وفيق محافظى 12 محافظة بضرورة السعى الجاد لإزالة جميع معوقات مشروعات تطوير المزلقانات المتمثلة فى المعابر العشوائية وإشغالات الأسواق والباعة الجائلين على خطوط السكة الحديد.
أضاف أن الأولوية فى تخصيص الاعتمادات المالية فى الربعين الثانى والثالث من موازنة هيئة السكك الحديدية للعام المالى الجارى 2012-2013 لأعمال السلامة والتأمين والتطوير على شبكة السكك الحديدية.
وحصلت «البورصة» على خطة وزارة النقل العاجلة التى من المتوقع أن يتم من خلالها تأمين وتطوير 300 مزلقان خلال عامين بتكلفة تقديرية 350 مليون جنيه بخلاف المزلقانات الجارى تطويرها حاليا، حيث قررت الوزارة الانتهاء من تجهيز المواصفات الفنية
ومستندات طرح أعمال تأمين وتطوير 150 مزلقاناً ذات أولوية عاجلة كدفعة أولى من المزلقانات المطلوب تأمينها وتطويرها «توضع أولوية تطوير المزلقان تبعا لموقعه وحجم حركة القطارات وكثافة مرور السيارات».
وتقرر وفقاً للخطة الإعلان عن الطرح منتصف الشهر الحالى من خلال مناقصتين منفصلتين على مجموعتين كل منهما 75 مزلقانا وسيتم طرح كل مجموعة على شركات مختلفة لسرعة الإنجاز ونهو التطوير الذى من المتوقع الانتهاء منه أواخر 2014.
وتبلغ التكلفة التقديرية لتطوير الـ 150 مزلقاناً حوالى 200 مليون جنيه موزعة على عامين، وطلبت هيئة السكة الحديد توفير مبلغ 100 مليون جنيه على الأقل خلال العام المالى الحالى 2012-2013.
وتضمنت قرارات وفيق إسناد تطوير 50 مزلقانا بتكلفة 50 مليون جنيه لصالح شركة «كيرنكس» الهندية المتعاقدة معها هيئة السكة الحديد لتطوير 136 مزلقانا، ويشمل التطوير (الأضواء والأجراس – البوابات الكهربية – لوحة التشغيل – الكاميرات الرقمية – نظم التغذية من مصادر كهربية – نظم لتسجيل الأحداث).
وفى هذا الإطار، كلفت وزارة النقل مركز بحوث ودراسات الهندسة المدنية وقسم الهندسة الإلكترونية بكلية الهندسة جامعة القاهرة بإرسال العرضين الفنى والمالى لتصميم نظام لتطوير وتأمين المزلقانات يتم تصنيع منتجاته محليا، خلال أسبوع لاستكمال باقى الإجراءات، وتتضمن الملامح الرئيسية للمنظومة المقترحة إعداد التصميمات الإلكترونية وتصنيع نظام التحكم المطلوب للتحكم فى البوابات وتشغيل الأضواء والأجراس.
كما يتم تنفيذ نموذج «Proto type» لنظام التحكم، وتقوم كلية الهندسة بالتصميم ثم التصنيع فى أحد مصانع الإلكترونيات ثم تقوم بالتركيب والتشغيل مع الالتزام بالضمان لمدة عامين على الأقل، وتبلغ تكلفة المزلقان الواحد باستخدام هذا النظام 750 ألف جنيه.
ومن المنتظر أن يتم إسناد تنفيذ تطوير 100 مزلقان خلال عامين بتلك التقنية المحلية بتكلفة تقديرية حوالى 100 مليون جنيه بعد اعتماد النظام المحلى الجديد لتطوير المزلقانات.
وينتظر إسناد تطوير 35 مزلقانا أخرى إلى شركة «أنيس» الاسبانية حيث يشمل التطوير الأعمال السابقة بعقد شركة «كيرنكس» بالإضافة إلى تركيب بيان حامٍ للمزلقان على بعد 50 متراً وتركيب بيان مسافة المزلقان على مسافة 800 متر إلى جانب تركيب نظام تليفونات، وتبلغ تكلفة تطوير المزلقان الواحد فى هذا النظام مليونى جنيه.
وطرحت وزارة النقل فكرة استخدام نظام تأمين بسيط يعتمد على تركيب أضواء وأجراس تعمل أوتوماتيكيا باستخدام حساسات «sensor» فى كلا الاتجاهين وتركيب نظام تغذية من مصدر كهربى ومد كابلات فى الاتجاهين مع الاحتفاظ بالبوابة الحالية كما هى ليتم غلقها بعد اتصال ملاحظ البلوك بخفير المزلقان، ويسمح هذا البديل – وفقا لخطة الوزارة – بالتطوير الكامل للمزلقان مستقبلا وتبلغ تكلفة تطوير الواحد حوالى 815 الف جنيه.
وخاطبت الوزارة المهندس هانى محمود وزير الاتصالات لدراسة إمكانية توفير 1400 تليفون محمول يقتصر على الاتصال بين البلوكات وخفراء المزلقانات وخاصية تسجيل المكالمات من خلال شبكة داخلية خاصة فقط بهيئة السكة الحديد بطول خطوطها، دون أى إمكانيات أخرى لدعم خفراء المزلقانات وملاحظى البلوكات كى يتم الحد من الكوارث.
تهدف خطة وزارة النقل إلى رفع كفاءة الأداء لنظم وطوائف التشغيل عن طريق تحديث وتفعيل تعليمات التشغيل وأساليب الرقابة والمتابعة الميدانية لطوائف التشغيل على شبكة خطوط السكة الحديد خاصة سائقى القطارات وملاحظى البلوكات وخفراء المزلقانات، بالإضافة إلى مراجعة وتحديث وإعداد نظام متكامل يحدد مهام ومسئوليات العاملين المنوط بهم متابعة ومراقبة تشغيل حركة سير القطارات على الخطوط وواجبات كل منهم وأسلوب تقييم أداء وكفاءة العاملين بالتشغيل، إلى جانب مراجعة وتحديث برامج التدريب الحالية وتطويرها لتتناسب مع التطورات التكنولوجية وأساليب التشغيل الحديثة، مع تحليل أسباب الحوادث.
طلبت وزارة النقل فى اطار خطتها لتأمين المزلقانات دعم اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية والمحافظين لإصدار توجيهات لمديرى الأمن ورؤساء مجالس المدن بالمحافظات لمعاونة كل الجهات التى تقوم على تنفيذ هذا المشروع وذلك كله فى سبيل الإسراع فى تطوير المزلقانات العاجلة بزيادة التواجد الأمنى بمواقع المزلقانات الواقعة فى نطاق كل محافظة، وتوفير بعض التجهيزات اللازمة بمواقع تلك المزلقانات مثل إنارة الموقع وتجهيز غرفة مناسبة ملحق بها دورة مياه لعمال المزلقانات، بالإضافة إلى عمل مطب صناعى مطابق للمواصفات الفنية عند منطقة المزلقان من الجهتين لإجبار السيارات على تهدئة السرعة.
وتقدمت وزارة النقل بطلب للفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والانتاج الحربى للموافقة على تقديم دعم للهيئة عن طريق توفير نحو 1200 جندى من القوات المسلحة للاستعانة بهم لمدة عام واحد من أجل سد العجز الحالى فى أعداد خفراء المزلقانات.
وعلمت «البورصة» أن وفيق ناقش خلال اجتماعه السبت الماضى بمسئولى هيئة السكة الحديد استثمار جميع أصول هيئة السكة الحديد لخلق موارد جديدة غير تقليدية للهيئة بعيدا عن الاقتراض من أى من البنوك.
حضر الاجتماع الذى عقد بداية الأسبوع الحالى قيادات الهيئة القومية لسكك حديد مصر بالإضافة إلى الدكتور طارق وفيق وزير الإسكان والقائم بأعمال وزير النقل واللواء أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية بالإضافة إلى ممتاز السعيد وزير المالية والدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والتعاون الدولى الذين وافقا على تمويل التطوير العاجل للمزلقانات، حيث عرضت الهيئة دراسة أفادت بأن 58% من حوادث القطارات تحدث بسبب سوء الوضع الحالى للمزلقانات.
كتب – إسلام عتريس