أرجأ وزراء نفط لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” الذين أنهوا البارحة في العاصمة النمساوية فيينا اجتماعم السنوي، خلافاتهم حول سقف الإنتاج واختيار أمين عام جديد للمنظمة، بالتمديد لعبد الله البدري الأمين العام لأوبك لمدة عام كامل تبدأ من يناير 2013، وكذلك بالإبقاء على سقف الإنتاج عند مستوى 30 مليون برميل يوميا.
وأكد وزير البترول السعودى المهندس علي النعيمي لصحيفة “الاقتصادية” السعودية، عقب الاجتماع أن الوزراء اتفقوا على التمديد للبدري الذي يتمتع بخبرة واسعة لمدة عام، وكذلك على سقف الإنتاج الراهن، مشيرا إلى أن ذلك جاء بالتوافق بين كل الوزراء.
وشدد النعيمي على أنه لم تكن هناك أي خلافات سياسية بين أعضاء المنظمة حول اختيار أمين عام جديد لأوبك، إلا أن الجميع أيد التمديد للبدري خصوصا في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن المنظمة ستعقد اجتماعها التالي في 31 مايو المقبل.
لكن محللين شاركوا في أعمال المؤتمر أكدوا أن ذلك التمديد يأتي بعد إخفاق الوزراء في الاتفاق بالإجماع على اختيار أي من المرشحين العراقي والسعودي لشغل المنصب، بعد أن سحبت إيران مرشحها لدعم العراق.
ويحدد السقف الجديد للإنتاج العرض الإجمالي للدول الأعضاء الـ12 بثلاثين مليون برميل في اليوم دون أن يعين حصصا فردية لكل دولة، معولا على انضباط ذاتي من جانبها، وهو ما فاجأ المراقبين إذ إن العراق وليبيا لديهما رغبة كبيرة في رفع حصصهم الإنتاجية داخل المنظمة.
غير أن أوبك كانت تضخ نحو 16،31 مليون برميل في اليوم في أكتوبر حسب وكالة الطاقة الدولية، وذلك على الرغم من انهيار الإنتاج الإيراني الذي تراجع بنسبة 25 في المائة خلال عام نتيجة العقوبات الدولية الشديدة.
من ناحيته قال محمد علي خطيبي مندوب إيران الدائم لدى منظمة أوبك إن المنظمة هي التي تسير فيها العلاقات السعودية – الإيرانية على أحسن وجه، مشيرا إلى أن الود والتفاهم بين البلدين داخل المنظمة قائمان.
وقال خطيبي للصحفيين قبل انعقاد المؤتمر إن على المنظمة ألا ترفع سقف إنتاجها النفط، مشيرا إلى أن إيران ستسعى أن يتم الاتفاق على الالتزام بالثلاثين مليون برميل يوميا، خصوصا أن أداء الاقتصاد العالمي تدهور بالمقارنة مع آخر اجتماع.
من ناحيته أوضح عبد الله البدري أمين عام أوبك أن الرسالة التي يرغب وزراء أوبك في نقلها إلى أسواق النفط العالمية، هو أن منظمة أوبك جاهزة دائما للتعامل مع أي تغيرات جديدة على الساحة الدولية، مؤكدا أن المنظمة قادرة دائما على التعامل مع أي طارئ في الأسواق أو الاقتصاد العالمي.
وبيَّن البدري أن التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي متعددة، مشيرا إلى الأزمة الراهنة في منطقة في اليورو، وكذلك موضوع الهاوية المالية في أمريكا، هذا إضافة إلى الطلب في آسيا.