ادى ارتفاع الدولار أمام الجنيه مؤخرا الى انزعاج القائمين على سوق السيارات، لأن هذه الزيادة فى قيمة الدولار سوف تنعكس بالتأكيد على ارتفاعات كبيرة فى أسعار السيارات، وبالتالى انخفاض المبيعات، وبهذا جاءت هذه الأحداث لتقضى على آمال الانتعاش التى كان يعلقها البعض على المضى قدما فى اجراءات تطبيق الخفض الجمركى الثالث للسيارات الأوربية المقررة الشهر المقبل.
وعلى الجانب الآخر، أكد خبراء أن هذا الارتفاع الملحوظ فى قيمة الدولار مقابل الجنيه يعد فرصة حقيقية أمام قطاع الصناعات المغذية للسيارات، لما يمكن أن يترتب على ذلك من تعظيم أرباح هذا القطاع من التصدير، بل من الممكن أيضا أن يكون الظرف الحالى بمثابة البداية لزيادة فاعلية هذا القطاع على صعيد التصدير.
قال شريف محمود، وكيل “هوندا” مصر، ان الاقتصاد المصرى ولا سيما سوق السيارات سيتأثر بشدة اثر أزمة ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه، متوقعا زيادة كبيرة فى أسعار معظم السلع، ما يلقى بظلاله على اعادة ترتيب المواطنين لأولوياتهم.
وأضاف أن الارتفاع سيؤثر على السعر النهائى للسيارة بما يضاعف من حالة الركود، التى يعيشها السوق بسبب الاحداث السياسية.
وعن تطبيق الشريحة الثالثة من الاعفاءات الجمركية على السيارات الأوروبية يناير المقبل، أكد وكيل “هوندا” أن ارتفاع الدولار سيحد من التأثير الايجابى لتطبيقها.
من جانبه وصف أحمد عرفة، مدير قطاع سيارات “أودي”، ارتفاع الدولار بـ “المصيبة”، وأن الاعفاءات الجمركية الجديدة، التى سيتم تطبيقها بداية من يناير المقبل ستتآكل تماما بسبب هذا الامر.
ولفت الى أن التوقعات بارتفاع الدولار الى أكثر من 6.25 جنيه نهاية العام تعد كارثة بكل المقاييس، حيث ان مسئولى شركة “أودي” الأم فى ألمانيا أجروا اتصالات عديدة بمسئولى “أودي” فى مصر لمراجعة جميع العقود المبرمة وطلبيات السيارات خلال الفترة الأخيرة.
وقال هانى لحظي، مدير التسويق بشركة “عز العرب”، ان ارتفاع قيمة الدولار واليورو خلال الأيام الماضية أربك حسابات السوق كثيرا خاصة مع اقتراب معرض “أوتوماك فورميلا” الشهر المقبل.
وأشار الى أن التأثير الايجابى على تطبيق الشريحة الثالثة من الاعفاءات الجمركية على السيارات الأوروبية سيكون محدوداً للغاية، ولن يشعر به الوكلاء ولا الموزعون، وأن الكساد النسبى الذى يعانى منه السوق فى الوقت الحالى سيزيد مستقبلا.
وأوضح مدير التسويق بشركة “عز العرب” أن شريحة العملاء المستهدفين من قبل وكلاء السيارات الأوروبية ستقل تدريجيا بارتفاع قيمة الدولار، فضلا عن انصراف أغلب الطبقات المتوسطة عن السوق وانشغالهم بالصعوبات التى ستواجههم على مستوى توفير الاحتياجات الاساسية للمعيشة.
وفى تعليق مقتضب، قال رامى جاد، مدير عام توكيل “رينو”، انه لا داعى للحديث حول تقلبات الدولار خلال الفترة الحالية، حيث ان تلك التقلبات المستمرة للدولار لن تستقر الا مستقبلا، ولن يشعر بها السوق الآن.
من جهته أوضح على توفيق، رئيس رابطة الصناعات المغذية للسيارات، أنه هناك فرصة جيدة للتوسع وزيادة صادرات الصناعات المغذية للسيارات فى ظل ارتفاع قيمة الدولار، وأن قطاع الصناعات المغذية به فرص كبيرة للنمو، ويوفر آليات عملية لدفع معدلات أداء القطاع الى الأمام، لكن استغلال هذه الفرصة تحتاج الى اقرار الدولة لبرامج مساندة حقيقية للقطاع.
كتب – اسلام عتريس