كشف المحامي عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط ملابسات استقالة النائب العام المستشار طلعت عبد الله، موضحا أن المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمي باسم النيابة تواطأ لإجباره على الاستقالة بعدما أبعده من غرفته المزودة بكاميرات كان يمكن أن تسجل أي تعد عليه .
وسرد سلطان عبر صفحته الرسمية بـ”الفيسبوك” أسرار الاستقالة تحت عنوان “لحظات من عمر العدالة” وقال سلطان في تغريدته “على الرغم من تعالى صيحات السادة وكلاء النيابة الواقفين أمام مكتب المستشار طلعت ابراهيم النائب العام يوم الاثنين 17/12/2012 ، وعلى الرغم من غرابة الفاظهم وفظاعة هتافاتهم وبروز مسدساتهم ، ومن خلفهم بلطجى موقعة الجمل وعصابته ، الا ان النائب كان هادئاً مطمئناً ، حيث سبق وان نبه على رجال الامن بإتخاذ اللازم قانوناً نحو ضبط اى حالة تلبس بالاعتداء عليه ، على نحو ما تصوره كاميرات المراقبة الموضوعة أمام باب مكتبه.
وأضاف “هنا تنبه المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد لمدة ثمانى سنوات متصلة والذي أقيل بالامس من منصبه ، حيث كان جالساً داخل غرفة النائب ، فغادرها مسرعاً وأشاح بيده للواقفين منبهاً إياهم لموضوع الكاميرات ، فابتعدوا بسرعة عنها ، وبعد تفكير ،عاد مرة اخرى لغرفة النائب واقترب منه ، وعرض عليه اقتراحاً بالانتقال الى غرفة اخرى بعيدة عن الضوضاء ! ومن الممكن مقابلة عدد قليل من الواقفين وسماع وجهة نظرهم وحل المشكلة فى هدوء !!”
واستطرد قائلا “فاستجاب النائب ، بحسن نية ، لاقتراح المستشار عادل السعيد ، وذهب معه الى غرفة أخرى ، هى غرفة تفتيش النيابات ، وبمجرد دخوله بدأت فصول المأساة”. وقال نائب رئيس حزب الوسط “فوجىء النائب بدخول اول مجموعة من وكلاء النيابة عليه الغرفة ، ثم وراءهم مجموعة ، ثم الباقين ، الى ان امتلأت الغرفة وعلت الالفاظ والاتهامات والتهديدات التى لا تخطر على بال ، وشكل وكلاء النيابة سداً بشرياً منيعاً من الوصول من والى النائب العام او الغرفة المحتجز فيها ، ومن خلفهم بلطجى موقعة الجمل وعصابته ، يحمون ظهور وكلاء النيابة..
وأوضح ان وزير الداخلية اتصل بالنائب العام ، وعرض عليه التدخل بقوات خاصة لحمايته واخراجه من الاحتجاز ، ولكن النائب رفض ، حقناً لأى قطرة دماء ربما تهدر ، خصوصاً ان بلطجية موقعة الجمل كانوا مهيئين لضرب اى شخص ولو من وكلاء النيابة (نيران صديقة) ليتعاطف معه باقى قضاة مصر ويمتنعوا عن الاشراف على الاستفتاء فى مرحلته الثانية ، ويتحقق المراد ، ويشتعل الموقف ، وهو ما كان النائب يتجنبه ويتحاشاه طول الوقت ، رغبة منه فى تفويت الفرصة عليهم ، وانجاز الاستفتاء مهما تحمل شخصه من اعتداءات.
وأضاف “حين أراد النائب العام دخول دورة المياة التى يقع بابها امام باب الغرفة المحتجز فيها ، سمح له وكلاء النيابة بعد مفاوضات طويلة ، توسط فيها المستشار عادل السعيد ! فسمحوا له بالمرور ذهاباً وعودة عبر سلسلة بشرية على جانبى الطريق المؤدى لدورة المياة ، تتساقط منهم الالفاظ على الرجل ، وتقذف الاتهامات عليه ، وتتجاذبه الايدى فتكاد تخلع بدلته من على أكتافه!! والكل فى صوت واحد يردد عبارة واحدة مملاه عليهم “آخرك الساعة9 ” اى يجب ان تغادر المنصب بحد اقصى الساعة التاسعة.
وأكد سلطان أنه في ترتيب لا تخطئه عين ، ألح المستشار عادل السعيد على النائب العام بضرورة كتابة استقالته فوراً انقاذاً للموقف ، وقتها ادرك النائب كل شيء ، ادرك من هم الواقفون ، ومن هو زعيمهم ، ولماذا كان اقتراح الانتقال من غرفته الآمنة الى تلك الغرفة المعزولة؟ فقرر مسايرتهم ، ليس انقاذاً لموقفه ، ولكن انقاذاً لمصر ، فنظر الى ورقة بيضاء امامه ، ليجد يد المستشار عادل السعيد ممتدة اليه بقلمه الخاص ليكتب الاستقالة ، فكتبها ، فاختطفها السعيد وخرج بها لوكلاء النيابة معلناً النصر المبين..!
وأضاف عصام سلطان “فرح الوقفون وزعيمهم بهذا النصر الكبير ، ولكنه نصر زائف ، لان ذكاء النائب العام كان اكبر ، وإدراكه كان اعمق ، فقد استطاع ان يفوت عليهم فرصة إفساد الاستفتاء واشعال البلاد ، وتحمل فى سبيل ذلك الكثير ، فنجت البلاد ، وتم الاستفتاء بحمد الله ، وأعلنت نتائجه منذ قليل .. هنيئاً لشعب مصر .. ولكل الشرفاء المحترمين..بهذا الدستور العظيم.”