يمر سوق السيارات بمرحلة خطرة فى ظل الركود الحاد الذى يعانى منه، وذلك مع تراجع الإقبال على الشراء، بالإضافة إلى نقص المعروض، الذى ترك آثاراً سلبية على برامج البنوك الخاصة بتمويل شراء السيارات.
قال خالد يوسف، مدير التجزئة ببنك الشركة المصرفية ان سوق السيارات يعانى من حالة سيئة للغاية نتيجة نقص المعروض من السيارات وهو ما أدى إلى النقص الحاد فى مخصصات البنوك لبرامج تمويل شراء السيارات بنسبة 40%.
وأضاف ان السيارات الكورية من أكثر الأنواع، التى تعانى من نقص حاد فى معروضها بسبب الاضرابات التى لاحقت بالشركة الأم الأيام الأخيرة، وهذا ما ترك آثاراً سلبية للغاية على السوق، خاصة ان السيارات الكورية تعد من أقوى السيارات فى السوق المحلى، نتيجة توافر مراكز صيانتها بالإضافة إلى انخفاض أسعارها وتوافقها مع القدرة الشرائية للمستهلك المصرى مقارنة بمثيلاتها اليابانية والأمريكية.
أوضح يوسف ان البنوك لم تتقاعس عن تمويل القطاعات الأساسية للاقتصاد المصرى، لمحاولة الخروج من المأزق وحتى لا تتفاقم المشكلة خاصة فى قطاع السيارات.
من جانبه، أشار جورج سليمان، مدير مبيعات بالشركة البافارية إلى ان الشركة عادة ما تتعاقد مع بنوك محددة لتمويل مبيعات السيارات «BMW» وهى بنوك «BNB باريبا» و«CIB» و«عَوده»، وان نقص السيارات بالسوق سيؤثر على حجم قروض البنوك التى تمنح لتمويل شراء السيارات.
وبخصوص حجم المعروض من السيارة «BMW» فى السوق المحلى، أكد سليمان انه لا يوجد نقص فى المعروض من السيارة فى السوق المصرى، وان الفترة الأخيرة شهدت طرح العديد من السيارات، التى تحوى مواصفات جيدة من قبل الشركة وأهمها «BMW 500» و«X1» و«X3».
وقال دسوقى سيد دسوقى، رئيس شعبة قطع الغيار بغرفة القاهرة التجارية ان عدم توافر قطع غيار السيارات يؤدى إلى احجام المستهلك عن شراء سيارة فى الوقت الراهن، وهو ما يؤثر فعلياً على حجم تمويل البنوك لعملاء السيارات.
أضاف ان وقف حركة بيع وشراء السيارات يأتى نتيجة الوضع السائد فى البلاد مثل ارتفاع أسعار الإيجارات والمواد الأساسية مع ترقب فرض ضرائب جديدة فى أى وقت.
أوضح خالد فوزى، مسئول مبيعات بشركة مودرن موتورز ان السيارات ذات الفئة 1600 استطاعت خلال الأعوام الثلاثة الماضية ان تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق السيارات فى مصر، وأصبحت تنافس السيارات الأخرى بقوة إلا ان نقص بعض الكميات منها أدى إلى توقف جزئى فى قطاعات التجزئة بالبنوك.
لفت فوزى إلى ان ارتفاع أسعار الدولار أدى إلى نقص حاد فى مكونات الإنتاج المحلى والخاصة بالسيارات السيرفيس «الميكروباص» وهو ما أدى إلى عجز الشركات عن الوفاء بالتزامها بتسليم السيارات إلى العملاء فى مواعيدها، وهو ما أثر سلباً أيضاً على حجم تمويل البنوك.
أرجع عفت عبدالعاطى، رئيس شعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية، النقص الحاد فى المعروض فى الأسواق من السيارات وضعف تمويل البنوك لقطاع السيارات إلى الحالة الأمنية المتردية، وركود الاستثمار العقارى حيث يحتاج مثل هذا النشاط إلى سيارات لنقل العمال والخامات اللازمة للبناء إلى المواقع المختلفة.
قال عبدالرحمن حجازى، مدير بشركة «ألفا موتورز» ان انخفاض عدد السيارات بالسوق المحلى جاء نتيجة تعاقد الشركات على أعداد قليلة من الموديلات الجديدة تخوفاً من حدوث المزيد من الركود فى الأسواق، وعدم توقع الرواج مرة أخرى، بالإضافة إلى تدهور سعر الجنيه أمام الدولار وصعوبة التحويلات المالية وفتح الاعتمادات.
أكد وليد ربيع، مدير قطاع التطوير بشركة بيجو ان سوق السيارات يمر حالياً بحالة توقف تام، بسبب الظروف السياسية والاقتصادية فى مصر وهو ما اثر سلباً على حجم القروض التى تمنح للسيارات.
توقع ان ينشط سوق السيارات بعد انتهاء الخلافات السياسية فى البلاد بعد ان عانى من كساد كبير خلال الفترة الماضية مثل باقى القطاعات الاقتصادية، نافياً وجود أى ارتفاع فى أسعار السيارات على الرغم من ضعف عمليات الاستيراد.
كتبت – إنعام العدوى