مر عام 2012 على خير لبعض القطاعات بينما عانت قطاعات أخرى من سوء الأداء، وقد تصبح أسوأ القطاعات هذا العام أفضلها فى 2013، كما يعد الوقت الحالى مناسبا للمستثمرين ليتخذوا قراراتهم بشأن الاستمرار فى القطاعات الرابحة خلال العام القادم أم تحقيق أرباح منها والاتجاه إلى غيرها.
ويعد القطاع المالى هو أفضل القطاعات أداءً هذا العام حيث حقق القطاع نموا بنسبة 23% حتى منتصف ديسمبر بعد عام محبط فى 2011 حيث تراجع بنسبة 19% طبقا لمؤشر «ستاندر آند بورز»، وكان أداء البنوك بارزاً بشكل خاص من بين الشركات المالية الأخرى، فقد تقدم مؤشر «بنك كى بى دبليو»، الذى يتتبع أداء القطاع المصرفى، بنسبة 25% فى 2012.
كما حقق القطاع الاستهلاكى المرتبة الثانية فى مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 21% حتى منتصف ديسمبر بدفع من زيادة الطلب على منتجات شركات التجزئة وشركات الإعلام والخدمات والملابس والسيارات.
وانتعش خلال 2012 قطاع الشركات الصناعية بعد تراجعه بنسبة 5% فى 2011، وصعد القطاع هذا العام بنسبة 11.45% حتى منتصف ديسمبر طبقا لستاندرد آند بورز. ودفع نمو الاستهلاك قطاع خدمات الاتصالات فى عام 2012، الذى دخل فى صفوف القطاعات جيدة الأداء بنسبة 14.52% هذا العام وحتى منتصف ديسمبر.
ورغم مرور قطاع الطاقة بالعديد من التقلبات وتأثره بالاضطرابات الإقليمية وضعف النمو الاقتصادى فى 2012، إلا إنه تقدم بنسبة 2.43% هذا العام حتى منتصف ديسمبر، ويعد النمو فى هذا القطاع مدفوعاً بتزايد عدد الاندماجات والاستحواذات فى قطاع الفحم الذى كان ادائه من بين أفضل الموارد الطبيعية طوال العام، بالإضافة إلى تزايد الاهتمام بثورة استخراج الغاز من التربة الصخرية فى الولايات المتحدة.
تعافى قطاع المواد الخام الأساسية من التراجع الذى أصابه العام الماضى ليحقق نمواً قدره 4% هذا العام، مقارنة بتراجع 5% العام الماضى، وذلك رغم انخفاض أدائه طوال العام.
وجاءت معظم المكاسب التى حققها كل قطاع خلال الصيف نتيجة لانخفاض التقلبات فى الأسواق، بينما تسببت الاضطرابات فى الشهور الاخيرة نتيجة الاتفاق بشأن الموازنة الأمريكية وتزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمى فى تقليص أرباح تلك القطاعات.
والغريب أن أسوأ القطاعات أداءً فى 2012 كانت القطاعات التى كان اداؤها قويا فى 2011، فقطاع العقارات على سبيل المثال كان أداؤه متواضعاً خلال 2012 مقارنة بـ 2011.
وعانى هذا القطاع من انخفاض الاندماجات والاستحواذات هذا العام، ولكن شهد القطاع تحسنا أواخر هذا العام مع تحسن الطلب على المنازل الجديدة فى الولايات المتحدة نتيجة تحسن الاقتصاد وانخفاض معدل البطالة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار المنازل فى بريطانيا وأسعار الرهون العقارية، لذا يتوقع أن يشهد القطاع صعودا فى 2013.
ويعد قطاع المرافق الذى يشمل شركات المياه والكهرباء والغاز أحد الخاسرين فى عام 2012، رغم الانتعاشة التى شهدها فى 2011 حيث توسع بنسبة 13%، بينما تراجع بنسبة 2.74% هذا العام.
وبعد الأداء المبهر لقطاع تكنولوجيا المعلومات فى 2011، نما بشكل طفيف هذا العام بنسبة 11.7%، ورغم نموه، فإن أداءه كان من بين الأسوأ هذا العام نتيجة لمعاناة بعض أكبر الشركات مثل «فيس بوك» بعد طرحها للجمهور، ويعد سهمها من أسوأ الأسهم فى 2012.
كما شهد قطاع الصناعات الغذائية والمشروبات تراجعاً نتيجة الجفاف وقلة المحاصيل وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى هبوط النمو نسبياً فى الطلب المحلى فى الأسواق الناشئة.
إعداد ـ رحمة عبدالعزيز ونهى مكرم