انخفاض الطلب الصينى يحد من ارتفاع أسعار الصلب العام الجارى

يعيش قطاع الصلب أوقاتاً صعبة جراء تراجع الطلب وانخفاض الأسعار بعد الانتعاشة التى حظى بها خلال العقد الأول من القرن الحالى نتيجة تزايد الاستهلاك الصينى الذى يعانى تباطؤا واضحاً مع تناقص وتيرة النمو.

وأجرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» استطلاع رأى لعشرين مدير ومحلل فى قطاع الحديد والصلب وتوقعوا ان الارتفاعات فى الطلب والأسعار سوف تهدأ فى 2013، ما يعنى استمرار الفترة الحالية الصعبة التى تمر بها أرباح شركات القطاع.

وقال توم أوهارا، محلل فى «سيتى جروب» إن أرباح شركات صناعة الصلب سوف تشهد عاما آخر من الضعف فى المناطق الرئيسية خاصة أوروبا التى تعانى فائضاً إنتاجياً مزمناً.

ومنذ الأزمة المالية العالمية فى 2008، لم يتعاف قطاع الحديد والصلب إلا قليلا، وعانت معظم الشركات من أرباح ضعيفة وتراجعات حادة فى أسعار الأسهم.

وكانت شركة “أرسيلور ميتال”، اكبر شركة فى العالم لإنتاج الحديد والصلب، الخاسر الأكبر فى القطاع حيث إن نصف إنتاجها فى أوروبا المثقلة بأزمة الديون والمخاوف بشأن استمرار العملة الموحدة.

وطبقا لدراسة «الفاينانشيال تايمز» فإن متوسط سعر الحديد والصلب سوف يرتفع بنسبة 2.3% على مدار هذا العام، بينما صعدت أسعار الحديد والصلب بأكثر من 20% سنويا ما بين 2004 و2006 نتيجة ارتفاع الطلب من الصين بالإضافة إلى الزيادات الكبيرة فى أسعار الحديد الخام، المادة الخام الرئيسية المكونة للمعادن وأكثر السلع الصناعية استخداما.

وفضلا عن الفترات التى تأثر فيها سعر الصلب بشدة خلال الحربين العالميتين فى القرن الماضي، تضخمت أسعاره خلال «الانتعاش المصغر» عام 1900 نتيجة ارتفاع قصير فى الناتج الصناعى فى أوروبا وأمريكا، ثم بعد ذلك فى 1970 عندما صعدت أسعار الكثير من السلع نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة بسبب الاضطرابات فى الشرق الأوسط.

ويرى المحللون أن الفترة المقبلة سوف تشهد ارتفاعات ضعيفة فى الطلب نتيجة تباطؤ النمو، وأنه ينبغى على القطاع أن يتكيف مع هذه البيئة.

وقال جوناثان أيلين، خبير حديد وصلب فى كلية مانشيستر للأعمال، إن الطلب المرتفع فى 2003 ـ 2007 المدفوع بالتوسع السريع فى الاقتصاد الصينى لن يتكرر فى أى وقت قريب، وأن عالم الحديد والصلب عليه أن يعود إلى الأداء السنوى الضعيف الذى سيطر عليه معظم القرن الماضى.

أما رود بيدوز، مدير تنفيذى لشركة «هاتش كوربورات فينانس»، فيرفض الحديث بأن نمو قطاع الحديد والصلب كان من الماضى، ويتوقع أن يواصل القطاع توسعه، وأن يضاعف انتاجه من المستوى الحالى عند 1.5 مليون طن ولكن على فترة طويلة قد تصل إلى 40 عاماً.

اعداد: رحمة عبد العزيز