ذكرت مجلة الإيكونوميست فى تقرير لها أن ذوبان الممر الجليدى على ساحل روسيا القطبى نتيجة الاحتباس الحرارى أدى إلى خلق ممر ملاحى بين شمال أوروبا وشرق آسيا يقلل زمن الرحلة بمقدار 3 أسابيع عما إذا مرت السفن عبر قناة السويس مما سيكون له بالغ الأثر على إيرادات القناة وسيعرض مصر لخسائر فادحة إذا حولت الخطوط الملاحية الأوروبية التى تتعامل مع دول شرق آسيا مسار سفنها من قناة السويس إلى الممر الجليدى الذائب.
اختلف خبراء النقل فى مصر حول مدى تأثير الممر الملاحى الجديد بساحل روسيا القطبى على أداء قناة السويس، وقال الدكتور محمد على ابراهيم، مستشار وزير النقل للوجيستيات والنقل البحرى أن إيرادات قناة السويس ومعدل السفن المارة عبر المجرى الملاحى للقناة سيتأثران بالسلب جراء تغيير السفن مساراتها إلى الممر الملاحى الجديد.
وأضاف أن السبيل الوحيد لمواجهة هذا التهديد يتمثل فى ضرورة الإسراع فى جهود تنمية محور قناة السويس لجعله مركزاً عالمياً يقدم العديد من الخدمات اللوجيستية للسفن والأفراد والتى ستعمل – بكل تأكيد – على تحفيز الطلب على المرور عبر القناة كميناء جبل على بدبي.
وأوضح أن العلاج والحل الأمثل يكمنان فى إنشاء المناطق الصناعية ذات القيمة المضافة التى من شأنها أن ترفع عدد العمالة وتعمل على زيادة الناتج القومى وعائد النقد الأجنبي.
من جهته قال اللواء أحمد نجيب شرف، رئيس هيئة موانئ بورسعيد فى تعليق مقتضب ان استمرار حالة الاحتباس الحرارى التى يعانى منها كوكب الأرض ستؤدى إلى استمرار ذوبان الجليد وزيادة فرصة الممر الجليدى بساحل روسيا القطبى فى منافسة قناة السويس، وأن التأثير لن يكون إلى فى المستقبل البعيد.
وأشار مدحت القاضى، رئيس شعبة خدمات النقل الدولى إلى أن تقرير “الإيكونوميست” لا يمت للواقع بأى صلة، وأن سير السفن بالممر الجليدى بساحل روسيا القطبى لم يتعدّ طور التجارب بعد، وأوضح أن عنصر الوقت ليس هو فقط المهم وإنما يجب وضع اعتبارات أخرى ذات أهمية بالغة كتصنيع سفن مجهزة ذات طبيعة بناء محددة تحتوى على “Heater” و”Icebreaker” لملاءمة درجات الحرارة هناك التى دائما ما تكون تحت حاجز الصفر بكثير، وهو ما يعمل على زيادة التكلفة الحالية لصناعة السفن.
لفت إلى أن الممر القطبى ليس ممرا ملاحيا مأهولا أى أن السفن العابرة خلاله لا تمر على العديد من الدول كعبورها لقناة السويس، مضيفا أن نجاح أى ممر ملاحى يعتمد على الدول التى يخدمها أو يمر بها.
وأشار القاضى إلى أن خطوط الحاويات تمثل 80% من حجم النقل البحرى على مستوى العالم، وأنها – خطوط الحاويات – تعتمد فى نشاطها على خدمة أكثر من دولة فى الرحلة الواحدة وهو ما لا يتوفر فى الممر القطبي، وأن الممر الجليدى بساحل روسيا القطبى من الممكن أن يكون ممرا آمنا للسفن الحربية وليس للسفن التجارية.
وأكد رئيس مجلس إدارة شعبة خدمات النقل الدولى أنه يجب على القائمين على قطاع النقل فى مصر ولا سيما البحرى وهيئة قناة السويس أن تتابع جميع التحولات العالمية، التى من شأنها أن تضر بالاقتصاد الوطنى وهيئة قناة السويس، مع وضع عملاء القناة الرئيسيين وهى خطوط سفن الحاويات فى الاعتبار ومراعاتها وتقديم جميع التسهيلات لها.
فى السياق ذاته، قال اللواء سيد هداية، رئيس قطاع النقل البحرى بوزارة النقل ان مرور السفن عبر الممر القطبى شمال روسيا سيكون لفترة محدودة للغاية وهى فترة ذوبان الجليد نتيجة الاحتباس الحرارى ثم بعد ذلك يعود الماء جليدا كما كان.
وأضاف أن التأثير السلبى على قناة السويس وإيراداتها لن يذكر، موضحا أن أكثر من 30% من تجارة العالم التى تمر عبر قناة السويس لن تقل سوى 0.5 أو 1% على الأكثر.
كتب – إسلام عتريس