بقلم: حسين عبد ربه
أعتقد أنه بعد حادث قطار البدرشين مساء أمس الأول.. وبعد تكرار حوادث القطارات.. علينا إما أن نتخذ خطوات جدية لإصلاح مرفق السكة الحديد وإما أن نقرأ الفاتحة على كل من اتخذ قرار ركوب قطارات السكة الحديد ونكون مستعدين لإجراءات دفنه، وأن يكتب الراكب وصيته قبل حجز تذكرة القطار.
فعلى مدى السنوات العشر الأخيرة ومنذ كارثة قطار الصعيد وما تبعه من حوادث أخرى أصابت اللعنة هذا المرفق المهم الذى عرفته مصر قبل كثير من دول أوروبا وكنا نفخر بذلك.. الآن أصبح هذا المرفق لا يذكر إلا بكوارثه وضحاياه ومع كل حادث قطار تنطلق التصريحات ونفتح ملفات السكة الحديد وبعد أيام من الحادث ينتهى الأمر ويعود كل شىء لطبيعته بالمرفق انتظاراً لحادث جديد.
إننا لا نستطيع أن نمنع قدراً.. ولكن علينا أن نوفر الأمن والسلامة لمن يستخدم هذا المرفق.. فهل من المعقول أن تنفصل عربتان من القطار، لأن أحد مسامير ربط العربتين لم يتم ربطه جيداً؟.. أى إهمال هذا.. فمرة يكون عامل المزلقان هو السبب ومرة السائق ومرة المهندس الذى سمح بتسيير القطار.. إذن هناك كوارث فى هذا المرفق لم نتعامل معها لعلاجها، فالوزير الذى أمضى شهوراً فى الوزارة يستقيل ورئيس هيئة السكة الحديد يستقيل ويأتى غيرهما.
لم تفكر حكومات ما بعد الثورة فى أن تعطى أولوية اهتماماتها مرفق السكة الحديد الذى يحصد سنوياً مئات المصريين وتتحمل الدولة تعويضات كان الأولى أن ندفعها لتطوير وتحديث هذا المرفق المهم الذى يعانى مشاكل فى الإدارة وفى التمويل وفى الصيانة.. وإذا كانت الدولة فى الوقت الحالى لا تملك التمويل اللازم لتطوير هذا المرفق.. فإن هذا المرفق يستطيع أن يوفر التمويل اللازم له لو تم استغلال الأراضى الواقعة على طول حرم السكة الحديد والتى تم التعدى عليها قبل وبعد الثورة وحولها البعض لجراجات وكافيتيريات وملاهٍ وملاعب كرة قدم.. وأعتقد لو تم بيع هذه الأراضى أو طرحها للإيجار لحققت السكة الحديد إيراداً كبيراً يفوق إيراداتها من نقل الركاب.. أيضاً إذا ما تم الاهتمام بنقل البضائع لتحقق إيراد آخر للسكة الحديد والتى لديها خطوط منتظمة بجميع المحافظات إذا ما تم استغلالها فى نقل البضائع من وإلى الموانئ والمطارات والمدن الصناعية.
هذه مجرد أفكار بسيطة وهناك أفكار أخرى لدى كل من يعمل فى هذا المرفق ولكن من بيده القرار.. لماذا لا يتم إسناد استثمار أصول السكة الحديد من أراض ومحطات لشركة خاصة.. وكذلك خطوط نقل البضائع تديرها شركات خاصة وتظل خدمة نقل الركاب فى يد الهيئة.. علينا من الآن البدء فى تطوير وتحديث هذا المرفق.
إذا كنا نتحدث عن كرامة المواطن المصرى بعد الثورة.. يجب أن يشعر المواطن بأن الأمر تغير، وأن حياته أصبحت غالية، وأن الدولة تتحرك لحمايته وحقه فى أن يركب قطاراً نظيفاً وآمناً.. مثلما يحدث فى كل دول العالم التى تفخر بأن لديها هيئة سكة حديد، أما نحن، فنفخر أن لدينا هيئة كوارث السكة الحديد وسلاماً على شهداء القطارات فى ذكرى ثورة 25 يناير.