أوضح المهندس علاء الوشاحى، رئيس جمعية رجال أعمال كفر الشيخ ورئيس جمعية المستثمرين، أن محافظة كفر الشيخ مليئة بالفرص الاستثمارية، ومع ذلك فإنها لا تحظى بأى اهتمام رسمى من الدولة، لتحفيز الاستثماربالمحافظة وطرح أراضٍ للاستثمار فى مشروعات ذات قيمة بالرغم من تمتعها بجميع مقومات الاستثمار الجيد.
وقال الوشاحى فى حواره مع «البورصة» إنه توجد فى المحافظة منطقتان صناعيتان الأولى بـ”بلطيم” والثانية بـ”مطوبس”، وأنه للأسف لا يوجد بالمنطقتين أى مصانع ضخمة، بل كل ما بها مصانع صغيرة ومتناهية الصغر تقوم على إنتاج مدخلات صناعة أعلاف الأسماك والماشية، وأن عدداً كبيراً من هذه المصانع متوقف الآن جزئيا أو كليا بسبب البعد المكانى لها عن مناطق تواجد الأيدى العاملة فى المحافظة.
وأضاف أن غالبية سكان منطقة بلطيم يعملون فى قطاع الصيد والاستزراع السمكى، وهى نشاطات أكثر ربحاً من العمل فى المصانع، ونفس الحال ينطبق على المنطقة الصناعية بـ”مطوبس”، بالإضافة إلى نقص الخدمات والمرافق، التى تساعد الشباب على الإقامة والإنتاج، وهو ما جعل المنطقتين الصناعيتين طارتين للعمالة، لافتا إلى أن موقعهما على الطريق الدولى حرم ابناء مركزى كفر الشيخ وقلين وهما المركزان الأكثر بطالة من الحصول على فرصة عمل لبعدهم المكانى عن مناطق تواجد المناطق الصناعية.
وأوضح الوشاحى أن هناك خطة تمت دراستها بجمعية رجال الأعمال بكفر الشيخ قادرة فى حال تنفيذها على تغيير معالم المحافظة كليا، وأن الأمر يحتاج فقط أن تولى الدولة المزيد من الاهتمام بهذه الخطة وأن تقبل على دراستها والعمل على طرح ما بها من مشروعات على المستثمرين المحلى والأجنبى.
وأكد أن هذه الدراسة تقوم على طرح الأراضى الموجودة بين شواطئ البحر المتوسط والطريق الدولى، التى تمتد على مسافة 118 كيلو مترا بعمق 5 كيلو مترات من الطريق إلى الشاطىء، فهذه الأراضى تمتلك كل عناصر الجذب ورغم ذلك فإن الحكومة لم تتخذ أى إجراءات لتعزيز الاستفادة منها وذلك باستغلالها استثماريا، وأنه لا يوجد على طول الساحل الشمالى للمحافظة سوى منطقة سياحية بدائية واحدة وهى مصيف “بلطيم”.
واقترح الوشاحى أن يتم طرح هذه المناطق للاستثمار السياحى أمام الشركات الوطنية والأجنبية وهى أراض غير قابلة للزراعة، وبالتالى فلا يمكن استغلالها استخدام أمثل سوى بطرحها للاستثمار السياحى بما يسهم فى زيادة ملحوظة فى معدلات التوافد السياحى إلى المحافظة وتحديدا إلى المدن السياحية المزمع انشاؤها على طول ساحل المتوسط.
وكشف أن هذه الأراضى يتم الاعتداء عليها مرارا وتكرارا من قبل بعض الأهالى ممن وجدوا فى الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار فرصة سانحة للاستيلاء على هذه الأراضى التى لا تتحرك الدولة لاستغلالها، وأن منهم من قاموا بتقسيم هذه الأراضى، بل قام البعض ببناء مقابر أمام الأراضى الفضاء لاثبات ملكية هذه الأراضى لأصحاب هذه المقابر، واستغلال حرمة الموتى فى الاستيلاء على اراضى الدولة، وهكذا تفقد الدولة يوميا مئات الأفدنة فى المحافظة بسبب التباطؤ فى طرح هذه الأراضى للاستثمار.
وقال رئيس جمعية رجال أعمال كفر الشيخ إنه هناك مساحة 10 آلاف فدان غرب مصيف بلطيم تطل على أجمل مناطق المتوسط، وأن سعر المتر فى مصيف بلطيم، وهو مصيف عشوائى يفتقر إلى جميع الخدمات الترفيهية الموجودة فى القرى السياحية بالمدن الساحلية، إلا أن أسعار الأراضى بمنطقة المصيف مرتفعة جدا، حيث يصل سعر المتر فى هذه المنطقة نحو 7 آلاف جنيه، بسبب تكالب المواطنين على بناء شاليهات وفيلات هناك، وأن تقسيم الأراضى وبيعها يتم بشكل عشوائي.
ونصح الحكومة بضرورة الإسراع فى عملية طرح 50% من مساحة الـ10 آلاف فدان الموجودة غرب مصيف بلطيم، لأن حصيلة بيع 5 آلاف فدان فى هذه المنطقة لن تقل عن 63 مليار جنيه بمتوسط سعر 3 آلاف جنيه للمتر، وذلك على أن تترك الحكومة الـ50% الأخرى للمساحات الخضراء والمنشآت التجارية والترفيهية، وغير ذلك من الأنشطة التى تحتاج إليها المصايف.
وأشار الوشاحى إلى أن هذا الطرح من شأنه جذب رجال أعمال كبار من الغربية والبحيرة وكفر الشيخ، بالإضافة إلى مستثمرين اجانب وشركات وطنية كثيرة فى فترة وجيزة، فضلا عما يترتب على ذلك من تعمير لهذه المنطقة بدلا من تركها عصابات الاستيلاء على أراضى الدولة، وأن تنفيذ هذة الخطة من شأنه إحداث تغيير جذرى بالمحافظة ككل وبخريطة السياحة الداخلية والأجنبية فى مصر.
وأوضح أن اقامة هذا المشروع السياحى الضخم يترتب عليه توفير الآلاف من فرص العمل للشباب العاطلين فى مختلف مدن وقرى المحافظة، بالإضافة إلى ما سيترتب على ذلك من زيادات ملموسة فى موارد الدولة بدءا من مقابل بيع هذه الأراضى الذى يقدر بنحو 63 مليار جنيه، وزيادة المتحصلات الضريبية، وأخيرا، انتعاش الإنتاج السمكى والداجنى فى المحافظة لأن اقامة هذه القرى السياحية ستزيد بدورها من الطلب على الغذاء.
وأكد الوشاحى أن المهندس سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين لم يقابل مستثمرى المحافظة منذ توليه المسئولية قبل عدة شهور إلى الآن، لذلك فإنه لم يستمع منهم إلى المشكلات التى يعانى منها الاستثمار فى المحافظة، وأنه بدلاً من حرصه على حل مشاكل الاستثمار التى تعطل مسيرة التنمية أو المشاكل المزمنة، التى تمس المواطنين مثل مشاكل الاستزراع السمكى فى المحافظة، يركز جهوده على ما لا طائل منه مثل اقامة مجمع مخابز ينتج مليون رغيف يوميا لا يحتاج إليه المجتمع.
ولفت إلى أن المحافظ ينسب إلى نفسه انجازات داخل المحافظة لم يفعلها، ولم يكن له أى صلة بها مثل عمليات تطهير بحيرة البرلس، التى تمت فى عهد المحافظ أحمد زكى عابدين، الذى قام بتخصيص 50 مليون جنيه لتنفيذ هذه الأعمال، وذلك فى حكومة الجنزورى، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر.
وفجر الوشاحى مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إن وجود الرمال السوداء بكفر الشيخ أكذوبة كبيرة وفرقعة اعلامية الغرض منها الدعاية السياسية وعمل “شو إعلامى”، وأن هذه الرمال عبارة عن ثلاثة تلال صغيرة تفصل البحر عن الطريق الدولى وهى مانع طبيعى لو تمت ازالته سيؤدى إلى غرق المحافظة خاصة مع وجود تقارير بيئية عالمية تحذر من الإحتباس الحرارى وارتفاع منسوب البحار والمحيطات.
وأضاف أن كمية الرمال يمكن تعبئتها فى يومين أو ثلاثة فقط أى أنها كميات صغيرة للغاية، والاستثمار فيها لا جدوى منه، لذلك فشلت المناقصة التى تم طرحها منذ سنوات، حيث تقدمت شركة واحدة للمناقصة، وعندما عاينت كميات الرمال المتاحة قررت الانسحاب.
كتب – أحمد سلامة