تواجه شركات المقاولات المتخصصة فى أعمال الطرق صعوبات بعد الارتفاعات المتتالية فى أسعار المواد البترولية وندرتها بما يهددها بالخروج من السوق، خاصة البيتومين والسولار اللذين يمثلان نسبة كبيرة من تكلفة هذه النوعية من الأعمال بما يؤثر على معدلات الإنجاز ويعرضها لغرامات تأخير اضافة إلى الخسائر الناجمة عن ارتفاع التكلفة.
قال مسئولو عدد من شركات المقاولات، إن أزمات المواد البترولية تكررت كثيراً على مدار العامين الماضيين خلقت سوقاً سوداء لهذه الخامات ارتفعت بأسعارها اضعافاً وهو ما أثر على إنجاز الأعمال فى تعاقداتها القائمة ودفعت عدداً من الشركات إلى التوقف عن الدخول فى أعمال جديدة ترقباً لاستقرار الأسعار.
وطالبوا بمد آجال عقود الشركات المنفذة لأعمال طرق 6 أشهر لتعويضها عن توقفها جراء أزمات المحروقات وتوفير خامات المواد البترولية المستخدمة فى هذه النوعية من الأعمال، اضافة إلى صرف المستحقات المتأخرة لدى جهات الاسناد واستخدام بدائل جديدة لهذه الخامات.
قال المهندس داكر عبداللاه، رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للانشاءات، إن العامين الماضيين شهدا العديد من الأزمات الحادة فى المواد البترولية المستخدمة فى أعمال الطرق، لاسيما البيتومين والسولار وتسببت فى توقف العديد من المشروعات وتعرض الشركات لخسائر فادحة.
أوضح ان عدم توافر السولار بمحطات الوقود تكرر كثيراً العامين الماضيين، وعدم توافره خلال شهر مارس واستمرار ذلك لعدة أشهر، خاصة ان السولار يستخدم فى تشغيل المعدات الثقيلة وسيارات النقل العاملة بالمشروعات تسبب فى توقف العديد من هذه المعدات واثر على معدلات الإنجاز بالأعمال.
أشار إلى ان النقص فى المعروض من البيتومين الذى يستخدم فى رصف الطرق أدى لتوقف العديد من المشروعات، موضحاً ان الأزمة بدأت قبل بدء أحداث الثورة ومازالت مستمرة، موضحاً ان الدولة رفعت أسعار توريد البيتومين عدة مرات بدءاً من يناير 2010 حتى مارس 2012، مؤكداً ارتفاع أسعار البيتومين بواقع 4 أضعاف خلال تلك الفترة.
وطالب عبر مذكرة رفعها إلى الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء باضافة آجال جديدة إلى مدة عقود شركات مقاولات الطرق، وايجاد حلول للقضاء على الأزمات المتتالية للمواد البترولية المستخدمة فى أعمال الطرق.
وأقر مجلس الوزراء العام السابق اضافة 6 أشهر إلى آجال عقود شركات المقاولات لتعويضها عن فترات توقفها خلال فترة اندلاع الثورة والانفلات الأمنى الذى اعقبها وتوقف أعمالها، فيما يسعى الاتحاد للحصول على مدة مماثلة تضاف إلى عقود الشركات.
ومن جانبه، أشار المهندس محمد صلاح الدين، رئيس جمعية الطرق العربية إلى أهمية المحروقات التى تستخدم بكثافة فى أعمال الطرق خاصة فى محطات الخلط ومعدات الفرش والكبس، اضافة إلى سيارات النقل التى تستهلك كميات كبيرة من الوقود علاوة على مادة الاسفلت التى تعد الخامة الاساسية، مشيراً إلى ان التكلفة ارتفعت بنسبة كبيرة جداً خلال الأعوام القليلة الماضية.
أوضح ان معدلات الإنجاز فى أعمال الطرق تراجعت بنسبة كبيرة منذ مطلع عام 2010 جراء نقص التمويل وعدم توافر اعتمادات مالية وتوقف صرف المستحقات لدى جهات الاسناد، مطالباً بصرف هذه المستحقات واضافة آجال جديدة لعقود الشركات لتعويضها عن فترات توقفها.
أضاف الدكتور عماد نبيل، استشارى الطرق والكبارى بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ان حجم المتوافر من الخامات البترولية المستخدمة فى أعمال الطرق لا تلبى حجم الطلب، وهو ما أدى إلى تزايد حدة الأزمة وتكرارها أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، مرجعاً السبب فى ذلك إلى ان النسبة الأكبر من هذه المواد تأتى من الخارج، وهو ما يضعها تحت مجموعة من التغيرات التى تؤثر على أسعارها وفى مقدمتها ارتفاع قيمة العملات مقابل الجنيه.
تابع ان هذه الأزمات شملت البيتومين والسولار اللذين ارتفاعا بنسبة كبيرة اضافة إلى مادة الاسفلت التى زادت 40% خلال العام الماضى فقط ـ التى تستخدم فيها مواد بترولية وتمثل نسبة كبيرة من التكلفة الإجمالية، وتسببت فى تأخر الأعمال فى العقود القائمة، موضحاً ان عدداً من الشركات عزفت عن ابرام عقود جديدة انتظاراً لاستقرار الأسعار.
أشار إلى ان بعض الشركات طالبت بتقليل مادة الاسفلت المستخدمة فى الأعمال من 5% إلى 4% فى محاولة لتقليل التكلفة، الا ان مثل هذا الإجراء يؤثر على جودة الأعمال وقدرتها على التحمل.
اقترح استخدام بدائل للاسلفت لارتفاع أسعارها مثل بلاطات الانترلوك الممكن استخدامها فى المنتجعات والمشروعات السياحية والعقارية التى تتحمل سيارات بأحمال خفيفة وتكون بأشكال جميلة وقوة تحمل مناسبة، اضافة إلى استخدام البلاطات الخرسانية فى الأماكن التى يمكنها تحمل أوزان ثقيلة مثل أرصفة الموانئ والمناطق الصناعية.
أكد إمكانية استخدام مواد بديلة للاسفلت، موضحاً ان الكثير من الأبحاث توصلت إلى بدائل أقل تكلفة وبالجودة نفسها، اضافة إلى مواد أخرى تحافظ على الطرق الحالية وتستخدم فى أعمال الصيانة وغيرها.
كتب – حمادة إسماعيل