أصدرت شركة “أرقام كابيتال” المتخصصة في دراسات الأسواق الناشئة والاستثمار المصرفي، تقريراً عن مستهلكي قطاع التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
وتناول التقرير تفضيلات المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الآخذة في التغير، وكيفية تعامل تجار قطاع التجزئة والمنتجين للمواد الغذائية ومزودي الخدمات مع هذه التغيرات.
ويرجع التقرير هذا التغير في السلوك إلى مجموعة عوامل منها: استمرار انخفاض سعر الفائدة، وارتفاع قيمة الدخل القابل للتصرف به في دول مجلس التعاون الخليجي، مما يساعد في زيادة الإنفاق على السلع والخدمات الاستهلاكية، مثل: 1) الإلكترونيات والملابس 2) النقل 3) السياحة. ويؤدي تغيير العادات الغذائية بحثاً عن الجودة ومعايير صحية عالية، دوراً مهماً في تغيير النمط الاستهلاكي في المنطقة. ولا يمكن التغاضي عن الإنفاق الكبير للحكومات التي ستوجه جزءاً من موازنتها لدعم السلع الأساسية، وهذا ما لمسناه خلال العاميين الماضيين.
إن الشركات التي تفهم هذه التغييرات سيكون بيدها المفتاح، للتعامل مع مستهلكي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنمطهم الجديد، بحيث تعمل هذه الشركات على إعادة تصميم عروض المنتجات بما يتناسب والوضع الحالي، وعليه ستكون النتائج مرضية لها خلال الأشهر الـ12 القادمة. ومثال ذلك اختار التقرير مجموعة شركات تقدم خدماتها ضمن قطاع التجزئة (سلع وخدمات)، منها شركة (الطيار للسفر) المدرجة في سوق الأوراق المالية السعودي، مع توصية بشراء السهم عند حدود 120 ريالاً سعودياً، وهذا ما عدّه التقرير تقييماً عادلاً لسعر السهم، وفقاً لربحيته التي بلغت خلال العام الماضي 9.44 ريال سعودي.
وتعد مجموعة الطيار للسفر، أكبر وكالة محلية مزودة لخدمات السفر والحجوزات في المملكة العربية السعودية، وتوفر مجموعة كاملة من الخدمات السياحية والسفر بما في ذلك الحجز والحصول على التذاكر وحجز فندق، وخدمات الشحن.
وتشكل حصتها السوقية 27% من هذه الصناعة، وتستحوذ المجموعة على 35% من حصة السوق المرتبطة بخدمات تذاكر الشركات، و14% للأفراد. وتعتمد عائدات التذاكر للشركة بنسبة 40% على الناقل الوطني السعودي (الخطوط الجوية السعودية)، في حين يتم توليد الـ 60% الباقية من شركات أخرى مثل: (طيران الإمارات) و(الخطوط الجوية القطرية) و(الطيران العماني).
وتغطي العقود المبرمة مع المؤسسات الحكومية والخاصة، والتي يبلغ عددها 3 آلاف عقد بما قيمته 63% من الإيرادات خلال الـ3 سنوات الماضية. فيما بلغ متوسط نمو الإيرادات للمجموعة بمعدل سنوي مركب لمدة الـ4 سنوات الماضية نسبة 20٪، والتي ستكون مدفوعة باتجاه النمو بسبب العقود الحكومية متوسطة الأجل، كعقودها مع (وزارة التربية والتعليم السعودية) لمدة 5 سنوات قادمة. وبالنظر إلى اتجاه تدفقات السفر من المملكة إلى الخارج، والتي عادة ما تكون متزايدة او ثابتة- لا سيما الشركات الحكومية- نرى أن الطيار سيحافظ على 75% من إيرادات تذاكر الشركات، بشكل طبيعي ومتكرر.
وتعتقد (أرقام كابيتال) أن تقدير السعر العادل لسهم شركة الطيار للسفر عند حدود الـ120 ريالاً سعودياً، جاء بسبب مجموعة عوامل منها: وجود قاعدة سكانية كبيرة في السعودية تصل إلى 29 مليون نسمة، تشكل فئة من هم دون سن 25 عاماً نسبة 50% منها، وهي مؤهلة للحصول على المنح الدراسة التي تقدمها الحكومة للتعليم في الجامعات الأجنبية. كذلك النمو الاقتصادي الذي يدفع بالشركات إلى زيادة مخصصات السفر داخلياً وخارجياً، والإصلاحات التنظيمية التي ستساعد على تطوير وتنظيم السياحة الدينية في المملكة، وإنفاق الحكومة على المطارات وعلى البنية التحتية؛ إذ من المتوقع أن تستقبل 88 مليون مسافر بحلول عام 2020.
وتناول التقرير أنه خلال السنوات الـ10 المقبلة لا يوجد تهديدات حقيقية لقطاع (النقل والسفر) في المملكة، في ظل تطور آليات الحجز عبر المنصات الإلكترونية عالمياً. ويعود ذلك إلى انخفاض ملكية بطاقات الائتمان، وعدم وجود إطار واضح لهذا النوع من الخدمات حتى الآن. لذلك ستبقى مجموعة الطيار للسياحة والسفر كوكالة سفر محلية بعيدة عن هذا التهديد.